وجه يأبى النسيان ...
عبدالله وليد محمد أبو غنام
من منّا لم يسمع بحادثة سقوط طالب جامعة البلقاء التطبيقية من الطابق الثالث في الجامعة الهاشمية أمس (الخميس 14/5/2009) ؟؟
منكم من استقبل الخبر بكل برود , ولم يذرف دمعة واحدة .... ومنكم من صُدِم من هَوْل المصاب , وخصوصا ً حين علم ان الطالب هو " عبدالله وليد أبوغنّام".
هذا الشاب الذي يزرع البسمة على شفتيك من دون ان تدري ... وفي كل احواله ... "عبّود" –كما اعتدت واصدقائي مناداته- هو المثال الاعلى للضحك والمرح ... هو صاحب النكتة الظريفة دوما ً ...
من اعتاد على "عبّود" لن يستطعم حلاوة الحياة من دونه ... ما للحياة من معنى دون بسمة يرسمها "عبّود" .
المرح ليست صفته الوحيدة التي يمتاز بها , فأخلاقه الطيّبة ... كرمه ...شهامته وصدقه وأمانته ... اخلاصه اللامحدود لجميع اصدقائه ... وصفات أخرى طيبة وعديدة , لها نصيب كبير من شخصيته.
لا أدرِ إن ما كان قد حدث يوم الاربعاء – قبل يوم الحادث – هو بمحض الصدفة , ام كان لديه احساس بالفراق ...
فبعد امتحان مختبر الفيزياء , جلسنا ثلاثتنا – انا وهو وصديقنا "اسلام" – خلف مبنى 17 كالعادة ...
اخذنا نتذكر الايام التي جمعتنا ... تذكرناها جلّها ... حلوها و مرّها ... منذ اللقاء الاول بالصف العاشر وحتى آخر أيام التوجيهي ...
بعدها , اشتريت البوظة لثلاثتنا ... وكان "عبّود" هو من اشتراها في المرة الماضية .. وقال : " المرة الجاي عليك يا اسلام" ... فرد اسلام : "مافيش مرة جاي" ... وضحكنا
تابعنا حديثنا ...
أخذ - عبّود - يشكو لنا شوقه الكبير لأبيه المسافر ... صار يتذكره ... يتذكر المقالب التي عملها به ...
حدثنا عن أخيه الاكبر " محمد " المهاجر الى بريطانيا من سنوات كثيرة , أخبرنا عن اخيه " أشرف" ... حدثنا عن حبّه الشديد لآمه ... وبعدها تمنى بأن " يموت قبل والديه " لأنه لن يستطيع تحمل مرارة فراقه لهما ...
حدثنا عن سيارته المفضلة - بي ام – وبأنه ينوي شراءها مستقبلا ً ... وعن حبه للقمصان السود ... وبأنه يفضل هذا اللون ... ولم يدر ِ بأننا سنلبسها له بعد يومين .
قاربت عقارب الساعة من ال : 3:30 م ... وستبدأ آخر محاضرة – لي ولإسلام – في هذا الفصل ... قرّرنا بأن نوصل "عبّود" الى باب الجامعة ...
ودَّعَنا "عبّود" ... وقبّلنا وهو يقول : " يمكن اليوم آخر مرة نشوف بعض " ... وغادر
غادر " عبدالله " الجامعة ... غادرها الى الأبد ...
سنفتقدك يا "عبدالله" في كل زوايا (البوليتكنك) ... من 5 لـ 17 ... ولحتى آخر الدنيا بـ 15
سنفتقدك بـ 24 ... وبالمايكرو ميل ...
سنفتقدك بالبوكوشوب "على قولتك".
لكني أعدك بأني لن أنساك .. وهذا ليس بيدي ... فأنت وجه يأبى النسيان .
رحمك الله يا "عبدالله " واسكنك فسيح جناتهl///
man8oo
:bkk: :bkk::bkk::bkk: