عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
رواه البخاري.
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
(الصحة والفراغ) : أي صحة البدن وفراغ الخاطر بحصول الأمن ووصول كفاية الأمنية.
والمعنى لا يعرف قدر هاتين النعمتين كثير من الناس حيث لا يكسبون فيهما من الأعمال كفاية ما يحتاجون إليه في معادهم فيندمون على تضييع أعمارهم عند زوالها, ولا ينفعهم الندم قال تعالى: {ذلك يوم التغابن}، وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله فيها ".
وفي حاشية السيوطي رحمه الله قال العلماء : معناه أن الإنسان لا يتفرغ للطاعة إلا إذا كان مكفيا صحيح البدن فقد يكون مستغنيا ولا يكون صحيحا, وقد يكون صحيحا ولا يكون مستغنيا فلا يكون متفرغا للعلم والعمل لشغله بالكسب, فمن حصل له الأمران وكسل عن الطاعة فهو المغبون أي الخاسر في التجارة مأخوذ من الغبن في البيع.
أخرجه البخاري، أخرجه الترمذي وأخرجه ابن ماجه.