(يعلم الله كذا وكذا)
عبارة خطيرة للغاية، لأنها قد يخرج المرء بها من عباءة الإسلام وهو لا يدري، أو يحبط بها سائر عمله.
وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين غفر الله له: عن قول بعض الناس ( يعلم الله كذا وكذا )؟.
فأجاب بقوله: قول (يعلم الله) هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شئ يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة ، فإن قلت (يعلم أني ما فعلت هذا) وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر ، (يعلم الله أني ما زرت فلانا) وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع ، ومعلوم أنا من نفى عن الله العلم فقد كفر ، ولهذا قال الشافعي – رحمه الله في القدرية قال: (جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا) أ . هـ. والحاصل أن قول القائل (يعلم الله) إذا قالها والأمر على خلاف مع قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك. أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك، لانه صادق في قوله ولأن الله بكل شئ عليم كما قالت الرسل في سورة يس (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون)