(البنت زي الولد .. مفيش فرق بين راجل وست .. مساواة المرأة بالرجل)
عبارات عديدة انتشرت بيننا، وليس من ديننا في شيء، بل هي من مدخلات العلمانين (أي اللادينين) في حياتنا، هؤلاء الذين يريدون تحرير المرأة، ويا ليتهم يريدون تحريرها من الأخطاء، أو التشبه بالكفار، أو من ابتعادها عن دينها وعبادة ربها حق العبادة، ولكنهم يريدون بنية خبيثة فاسدة، أن يحرروها من دينها. فقالوا لا فرق بينك وبين الرجل، وقال تعالى (وليس الذكر كالأنثى) فهم يضادون الله تعالى ويحاربونه، فأنى لهم النصر، بل لن ينالهم سوى الذلة والخيبة، وما يستحقون من عذاب أليم يوم القيامة لنفاقهم وكراهيتهم للدين.
وأليكم هذا النقل الطيب:
[[قال تـعـالى(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
لقد أرست هذه الآية مبادئ جليلةً وحقائق عظيمةً في بيان الغاية التي خلق الانسان من أجلها, ولو تـدبـرها الـنـاس لـكـانـت كـفـيـلةً بإحداث تغييرٍ جذريٍ في حياتهم, ولقد خلق الله تعالى الإنسان واستخلفه في هذا الكون، وأنزل له المنهج الذي يتطابق ويتناسب مع فطرته التي فطره عليها, وقد رسم هذا المنهج الملامح الوضّاءة للمجتمع المسلم، وأرسى القواعد والمبادىء والأحكام الشرعية التي تقود الفرد والمجتمع إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة. ومع ذلك فقد تاهت البشرية في دياجير الظلم والجهل فترةً من الزمن, وانعكس ذلك على المرأة فجردت من كل خصائصها الإنسانية، وعندما أفاقت البشرية من غفوتها وأرادت رفع الظلم عن المرأة تعالت الصيحات، من هنا وهناك كلٌ يطالب بإعطاء المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة، حتى تأخذ مكانها في المجتمع, إلا أن هذه العدالة كانت مشوبة بالأهواء, بعيدة عن صلب الحقيقة لبعدها عن التشريع الرباني، فأعطيت حقوقاً ليست لها، وسلبت منها صفات هي من أصل فطرتها, فكانت النتيجة غياب الصورة الصحيحة التي توضح ما للرجل وما للمرأة من حقوق وما عليهما من واجبات. وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).
قال القرطبي في تفسيره: [هذه الآية تبين أن الله تعالى خلق العالم وأعطى كل شيىء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به، وأعطى كل شيىء خلقه من جنسه، ثم هداه إلى منكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه]، وهذا يعني أن كل الكائنات في هذا الوجود الكبير تعمل منفردة ومجتمعة داخل النواميس المودعة في فطرتها وتكوينها، فالرجل والمرأة زوجان يكمل كل منهما الآخر, ولكن مجال عمل كل منهما مختلف عن الآخر، لأن الله تعالى أوجد اختلافاً في تركيب جسم الرجل وجسم المرأة, وأوجب عليهما وظائف تتـناسب مع الطبيعة التي فطرهم عليها, وقد تعرض العالم الأمريكي"ألكسيس كاريل" الحائز على جائزة نوبل للسلام لهذا الموضوع في كتابه "الإنسان ذلك المجهول" فقال: [إن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الشكل لكل منهما, بل إنها تنشأ من تكون الأنسجة ذاتها ومن تلقيح الجسم كله بمواد كيماويه محدده يفرزها المبيض, ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الأنوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليماً واحداً, وأن يمنحا سلطات واحدة, ومسؤوليات متشابهة. والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافاً كبيراَ عن الرجل فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها, وفوق كل شيىء بالنسبة لجهازها العصبي فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة للين شأنها شأن قوانين العلم الكوكبي فليس بالإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها. فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعاً لطبيعتهن دون أن يحاولن تقليد الذكور فإن دورهن أسمى من دور الرجل فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة]. وقد أودع الله في كل منهما ميلاً للآخر, فهما يسعيان دوماً إلى الارتباط ببعضهما ولهذا فقد أرسى التشريع الإسلامي المبادئ و القوانين التي تبين الطريق الذي يجب أن يتبعه الرجل والمرأة إذا أراد أحدهما الارتباط بالآخر, لتقوم مؤسسة الأسرة ومن ثم المجتمع على أساس من الطهر والشرف والعفاف.]] أ.هـ. نقلا عن أحد المواقع.