[SIZE=3] 29/08/2008 كتب حمزة عليان:
محمود درويش الذي عاد الى حيفا ليحيي أمسية شعرية مؤخرا، قال فيه قبل ان يفترق عنه واثناء تقديم كتاب عن ناجي العلي صدر عن الزميلة السفير في الثمانينات أنه كان بمنزلة بوصلة المأساة التي تدله على الطريق ذلك الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة والذي اصبح خبزنا اليومي.
ناجي العلي استذكرته وسائل الإعلام في أسبوع الاغتيال، لكنها وقعت في خطأ التوقيت، فرصاصة الاغتيال أطلقت عليه يوم 22 يوليو 1987 الساعة 5،15 بتوقيت غرينتش امام مكتب القبس في لندن عندما أوقف سيارته على بعد أمتار من المكتب ثم نزل منها واتجه الى مدخل المبنى سيرا على قدميه.. وبعد 38 يوما من إصابته أسلم الروح الى خالقها في الساعة الثانية من صباح يوم السبت الموافق 1987/8/29 بتوقيت لندن ونشر الخبر يوم الاحد 30 اغسطس .1987. يومها فارق ناجي العلي الحياة لكنه لم يفارق ملايين الفلسطينيين والعرب الذين أحبوه لجراءته ولأسلوبه اللاذع والمعبر حقيقة عن معاناة الشعب الفلسطيني بشخص حنظلة، ذلك الرمز الذي أوجده ناجي في رسوماته.
أبعد عن فلسطين عام 1947 وكان عمره حوالي عشر سنوات، نزح وعائلته باتجاه جنوب لبنان.. مكث في مدينة بنت جبيل بضيافة إسكافي فقير، صديق لوالده تحت أشجار التين لمدة شهرين، انتقل بعدها الى مخيم عين الحلوة في صيدا.
ناجي العلي من مواليد 1936 ومن بلدة الشجرة تقع بين الناصرة وطبريا، تقاسم مع اخواته خيمة الاونروا التي وزعت عليهم عند النزوح واستمر بعلاقته مع المخيم وهو في بيروت ولم ينقطع عنها الا عندما جاء الى الكويت وقبلها الى السعودية ليعمل هناك لمدة سنتين.
الرسم الاول بحياته كان يمثل خيمة على شكل هرم وفي قمة الخيمة بركان ترتفع منه يد مصممة على التحرير اعجب بها الشهيد غسان كنفاني ونشرها له في مجلة الحرية.
عام 1963 جاء الكويت وعمل في مجلة الطليعة رساما، انتقل الى جريدة السياسة عام 1968 ولغاية 1975 تقريبا، ثم عاد الى بيروت ليعمل في جريدة السفير ثم رجع مرة ثانية الى الكويت ليعمل في السياسة لغاية نوفمبر ،1977 ثم عاد الى السفير وبقي في بيروت لغاية ،1983 ورجع الى الكويت لينضم الى اسرة القبس منذ تلك الفترة لغاية 1985 وينتقل بعدها الى لندن للعمل مع القبس الدولي.
نشر اكثر من 40 الف لوحة كاريكاتيرية عدا الممنوعات التي قام بجمعها ابنه خالد مع كل رسوماته.
اصدر ثلاثة كتب ضمت مجموعة كبيرة من الكاريكاتيرات في السفير والقبس وكانت معظم الصحف العربية تنشر له رسوماته ومازالت بعد اغتياله ومنها صحيفة اساهي اليابانية التي اختارته من بين اشهر عشرة رسامين في العالم.
اقام عدة معارض خاصة له في بيروت والكويت ودمشق وعمان وواشنطن ولندن وقدم في الكويت تجربة المرايا وعندما سئل عن هذا الفن اجاب انا لم اقم بتطويره بل بتنويره وهذه التجربة تدخلك قسرا من خلال مرآة في قائمة المطلوب حيا أو ميتا ومرآة ثانية تدخلك عنوة في قائمة المعتقلين والثالثة تدخلك قسرا ايضا في قائمة الشهداء.
عن حنظلة يقول ناجي العلي وظروف ولادته ومراحل نموه وتمرده حملت بحنظلة في الكويت.. وولدته هناك.. خفت ان اتيه ان تجرفني الامواج بعيدا عن مربط فرسي.. فلسطين.. وولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي، وتحفظني من الانزلاق.. حنظلة وفي لفلسطين وهو لن يسمح ان اكون غير ذلك، انه نقطة عرق عن جبيني تلسعني اذا ما جال بخاطري ان اجبن او اتراجع.. انه الشاهد الذي دخل الحياة عنوة.. ولن يغادرها ابدا.. انه الشاهد الاسطورة وهذه الشخصية غير قابلة للموت ولدت لتحيا وتحدت لتستمر هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد وربما لا أبالغ اذا قلت انني قد استمر به بعد موتي.
من القاتل؟
والحديث عن قاتل ناجي العلي يبقى ذا صلة، فالشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة يقول في حوار مع ايلاف عام 2004 ان اغتياله كان فضيحة في تاريخ الثورة الفلسطينية لان بعض المثقفين حرضوا على قتله، والمعروف ان لوحتين هما سبب قتله، الاولى ضد عرفات والثانية ضد الشاعر محمود درويش، وقد استغلت الموساد ذلك ودخلت على الخط وهذا ما كشفه صحافي اسرائيلي في كتاب صدر عنه، واضاف ان من قتل ناجي هو شخص يحمل رتبة عقيد يدعى عبدالرحمن صالح موجود في السلطة الفلسطينية.
ومن الروايات التي تداولت بعد غيابه ان عميلا مزدوجا يعمل لمصلحة الموساد وجماعة ابو عمار قام بقتله وان جهاز المخابرات الاسرائيلي كان متواطئا مع جهاز المخابرات الفلسطينية انذاك. وفي كتاب جواسيس جدعون - التاريخ السري للموساد الذي الفه غوردون توماس ونشر عام 1999 يروي كيفية تجنيد الاسرائيليين شخصا اسمه اسماعيل من الضفة الغربية للعمل مع الموساد، قام باختراق منظمة التحرير الفلسطينية وارسل الموساد اسماعيل صوان الى لندن لمراقبة عبدالرحيم مصطفى الذي اصبح قائد القوة 17 ويتردد على لندن، وقال صوان لاحقا ان مصطفى كان شديد الغضب ازاء بعض رسوم ناجي العلي التي انتقدت الرئيس ياسر عرفات وانه قال ان ناجي العلي يستحق الموت!
اما كتاب مجرب بالنار الذي اشترك بتأليفه كل من بسام ابوشريف العضو في الجبهة الشعبية والمقرب من ياسر عرفات قبل رحيله وعوزي ماحنايمي فيسرد الرواية الاسرائيلية لملابسات اغتيال ناجي العلي وكيف ان الموساد اخترق المخابرات البريطانية والصق التهمة او الجريمة بعميلين فلسطينيين مزدوجين.
محمود درويش الذي عاد الى حيفا ليحيي أمسية شعرية مؤخرا، قال فيه قبل ان يفترق عنه واثناء تقديم كتاب عن ناجي العلي صدر عن الزميلة السفير في الثمانينات أنه كان بمنزلة بوصلة المأساة التي تدله على الطريق ذلك الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة والذي اصبح خبزنا اليومي.
ناجي العلي استذكرته وسائل الإعلام في أسبوع الاغتيال، لكنها وقعت في خطأ التوقيت، فرصاصة الاغتيال أطلقت عليه يوم 22 يوليو 1987 الساعة 5،15 بتوقيت غرينتش امام مكتب القبس في لندن عندما أوقف سيارته على بعد أمتار من المكتب ثم نزل منها واتجه الى مدخل المبنى سيرا على قدميه.. وبعد 38 يوما من إصابته أسلم الروح الى خالقها في الساعة الثانية من صباح يوم السبت الموافق 1987/8/29 بتوقيت لندن ونشر الخبر يوم الاحد 30 اغسطس .1987. يومها فارق ناجي العلي الحياة لكنه لم يفارق ملايين الفلسطينيين والعرب الذين أحبوه لجراءته ولأسلوبه اللاذع والمعبر حقيقة عن معاناة الشعب الفلسطيني بشخص حنظلة، ذلك الرمز الذي أوجده ناجي في رسوماته.
أبعد عن فلسطين عام 1947 وكان عمره حوالي عشر سنوات، نزح وعائلته باتجاه جنوب لبنان.. مكث في مدينة بنت جبيل بضيافة إسكافي فقير، صديق لوالده تحت أشجار التين لمدة شهرين، انتقل بعدها الى مخيم عين الحلوة في صيدا.
ناجي العلي من مواليد 1936 ومن بلدة الشجرة تقع بين الناصرة وطبريا، تقاسم مع اخواته خيمة الاونروا التي وزعت عليهم عند النزوح واستمر بعلاقته مع المخيم وهو في بيروت ولم ينقطع عنها الا عندما جاء الى الكويت وقبلها الى السعودية ليعمل هناك لمدة سنتين.
الرسم الاول بحياته كان يمثل خيمة على شكل هرم وفي قمة الخيمة بركان ترتفع منه يد مصممة على التحرير اعجب بها الشهيد غسان كنفاني ونشرها له في مجلة الحرية.
عام 1963 جاء الكويت وعمل في مجلة الطليعة رساما، انتقل الى جريدة السياسة عام 1968 ولغاية 1975 تقريبا، ثم عاد الى بيروت ليعمل في جريدة السفير ثم رجع مرة ثانية الى الكويت ليعمل في السياسة لغاية نوفمبر ،1977 ثم عاد الى السفير وبقي في بيروت لغاية ،1983 ورجع الى الكويت لينضم الى اسرة القبس منذ تلك الفترة لغاية 1985 وينتقل بعدها الى لندن للعمل مع القبس الدولي.
نشر اكثر من 40 الف لوحة كاريكاتيرية عدا الممنوعات التي قام بجمعها ابنه خالد مع كل رسوماته.
اصدر ثلاثة كتب ضمت مجموعة كبيرة من الكاريكاتيرات في السفير والقبس وكانت معظم الصحف العربية تنشر له رسوماته ومازالت بعد اغتياله ومنها صحيفة اساهي اليابانية التي اختارته من بين اشهر عشرة رسامين في العالم.
اقام عدة معارض خاصة له في بيروت والكويت ودمشق وعمان وواشنطن ولندن وقدم في الكويت تجربة المرايا وعندما سئل عن هذا الفن اجاب انا لم اقم بتطويره بل بتنويره وهذه التجربة تدخلك قسرا من خلال مرآة في قائمة المطلوب حيا أو ميتا ومرآة ثانية تدخلك عنوة في قائمة المعتقلين والثالثة تدخلك قسرا ايضا في قائمة الشهداء.
عن حنظلة يقول ناجي العلي وظروف ولادته ومراحل نموه وتمرده حملت بحنظلة في الكويت.. وولدته هناك.. خفت ان اتيه ان تجرفني الامواج بعيدا عن مربط فرسي.. فلسطين.. وولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي، وتحفظني من الانزلاق.. حنظلة وفي لفلسطين وهو لن يسمح ان اكون غير ذلك، انه نقطة عرق عن جبيني تلسعني اذا ما جال بخاطري ان اجبن او اتراجع.. انه الشاهد الذي دخل الحياة عنوة.. ولن يغادرها ابدا.. انه الشاهد الاسطورة وهذه الشخصية غير قابلة للموت ولدت لتحيا وتحدت لتستمر هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد وربما لا أبالغ اذا قلت انني قد استمر به بعد موتي.
من القاتل؟
والحديث عن قاتل ناجي العلي يبقى ذا صلة، فالشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة يقول في حوار مع ايلاف عام 2004 ان اغتياله كان فضيحة في تاريخ الثورة الفلسطينية لان بعض المثقفين حرضوا على قتله، والمعروف ان لوحتين هما سبب قتله، الاولى ضد عرفات والثانية ضد الشاعر محمود درويش، وقد استغلت الموساد ذلك ودخلت على الخط وهذا ما كشفه صحافي اسرائيلي في كتاب صدر عنه، واضاف ان من قتل ناجي هو شخص يحمل رتبة عقيد يدعى عبدالرحمن صالح موجود في السلطة الفلسطينية.
ومن الروايات التي تداولت بعد غيابه ان عميلا مزدوجا يعمل لمصلحة الموساد وجماعة ابو عمار قام بقتله وان جهاز المخابرات الاسرائيلي كان متواطئا مع جهاز المخابرات الفلسطينية انذاك. وفي كتاب جواسيس جدعون - التاريخ السري للموساد الذي الفه غوردون توماس ونشر عام 1999 يروي كيفية تجنيد الاسرائيليين شخصا اسمه اسماعيل من الضفة الغربية للعمل مع الموساد، قام باختراق منظمة التحرير الفلسطينية وارسل الموساد اسماعيل صوان الى لندن لمراقبة عبدالرحيم مصطفى الذي اصبح قائد القوة 17 ويتردد على لندن، وقال صوان لاحقا ان مصطفى كان شديد الغضب ازاء بعض رسوم ناجي العلي التي انتقدت الرئيس ياسر عرفات وانه قال ان ناجي العلي يستحق الموت!
اما كتاب مجرب بالنار الذي اشترك بتأليفه كل من بسام ابوشريف العضو في الجبهة الشعبية والمقرب من ياسر عرفات قبل رحيله وعوزي ماحنايمي فيسرد الرواية الاسرائيلية لملابسات اغتيال ناجي العلي وكيف ان الموساد اخترق المخابرات البريطانية والصق التهمة او الجريمة بعميلين فلسطينيين مزدوجين.