العَشْرُ فَجْرُها لاح !
قال الله تعالى : (( والفجر ، وليالِ عشر )) ، الفجر : 1- 2.
العشر فجرها لاح ؛ تنادي : حَيّ على الفلاح ! وَاللَّيَالِي الْعَشْر هنا الْمُرَاد بِهَا (عَشْر ذِي الْحِجَّة) ؛ كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَمُجَاهِد – رضي الله عنهم - وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف . وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا : " مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح أَحَبّ إِلَى اللَّه فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأيَّام " يَعْنِي عَشْر ذِي الْحِجَّة قَالُوا : ولا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ؟ قَالَ : " وَلا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه إِلا رَجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ثُمَّ لَمْ يَرْجِع مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " .
وفي الحديث دليل على فضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ؛ لأن النبي (ص) شهد بأنها أفضل أيام الدنيا ، ولأنه حث على العمل الصالح فيها.
وفيه دليل على أن كل عمل صالح في هذه الأيام فهو أحب إلى الله – تعالى- منه في غيرها ، وهذا يدل على فضل العمل الصالح فيها وكثرة ثوابه ، وأن جميع الأعمال الصالحة تضاعف في العشر من غير استثناء شيء منها .
وإن إدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله – سبحانه - على عبده ؛ لأنه يدرك موسماً من مواسم الطاعة التي تكون عوناً للمسلم - بتوفيق الله - على تحصيل الثواب واغتنام الأجر ، فعلى المسلم أن يستشعر هذه النعمة ، ويستحضر عظم أجر العمل فيها ، ويغتنم الأوقات ، وأن يُظهر لهذه العشر مزية على غيرها ، بمزيد الطاعة ، وهذا شأن سلف هذه الأمة .
ربّنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم .