ردا على تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية
التاريخ: Tuesday, September 06
اسم الصفحة: اراء حرة
د. رغد على :
تناقلت وكالات الإنباء اعتراضات الأمين العام لجامعة الدول العربية على عبارات معينة في مسودة الدستور العراقي...ويبدو ان الشعب العراقي العربي بدأ يقطف ثمار المسودة مبكرا قبل إقرارها, فأن نسمع صوت جامعة الدول العربية هذا بحد ذاته تقدما رائعا ملموسا لنشاط الجامعة !! ,
,لكن من الواضح أن كل اهتماماتها منصب علي العبارات الإنشائية التي في الدستور , وإذا كان من حق الجامعة أن تقول كلمتها لان العراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية , فمن باب أولى أن يقول الشعب العراقي نفسه كلمته الموجهة أيضا إلى جامعة الدول العربية .. يعترض السيد عمر موسى الأمين العام للجامعة على عبارة في مسودة الدستور " الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية " قد يكون للسيد الأمين وجهة نظره الخاصة , ولست أناقش هنا مدى صوابها أو خطئها, لكن الغريب أن جامعة الدول العربية بدأت تنطق بأعلى صوتها فجأة بالقضايا الخاصة بالعراق!! . كان من الأولى إن تقدم جامعة الدول العربية اعتذارها إلى الشعب العراقي , إزاء مواقفها التي هي ألا موقف بكل ما الم بالعراق من نكبات , أما كان يقترض بالجامعة أن توجه استنكارا أو رسالة على الأقل للشعب الذي تتمسك هي بعروبته لتسانده في محنته؟ ,أم أن العروبة كلمات إنشائية مدونة في الدساتير العربية لا أكثر؟ . هذه العروبة التي يطالبنا بها الأمين العام هي التي تقف موقف المتفرج لكل جريمة تنال من أطفال العراق ونساءهم وشبابهم وشيوخهم , لم تكلف ممثليها ولو باستنكار صغير لماسي يتعرض لها الشعب العراقي يوميا ,في الوقت الذي استنكر العالم اجمع وحتى الأمين العام للأمم المتحدة قدم استنكارا تلو الأخر, بقيت الجامعة العربية صامتة وكأنها أبو الهول ... استشهد محمد الدرة , قامت الدنيا لم تقعد في الأمة العربية, و بالمقابل فان دم أطفالنا رخيص جدا في جامعة الدول العربية!! لان أطفال العراق عملاء!! , في عملية إرهابية واحدة استشهد فيها ما يزيد عن الأربعين طفل عراقي بريء بنفس براءة محمد الدرة, ماذا كان موقف الجامعة ؟ هذه هي الروابط العربية التي يطالبنا بالتمسك بها الأمين العام لأننا أشقاء في العروبة !!... أشقاء في تبادل الكلمات, فالأمة العربية تهمها دوما العبارات اللغوية وصياغتها, أما مواقفنا فالتاريخ يكشف خفاياها وأسرارها !! والشعوب تدفع أثمانها .!!! أي عروبة يطالب بها الأمين العام لجامعة الدول العربية؟ , أهي العروبة التي تدعم كل أشكال القمع والإرهاب التي كان يمارسها النظام البائد؟ أم هي العروبة المتمثلة بأجهزة الإعلام العربي التي تشوه الحقائق بالعراق وتقلب الموازين وتدعو للطائفية علنا, وتسمى الإرهاب مقاومة شريفة وتخلط الأوراق حسب أهوائها, وتنقل ما يروقها من الأخبار وتقلب مالا يروقها؟ شخصيا قمت بعدة زيارات إلى القاهرة و الأردن وسوريا ورأيت بأم عيني لأي درجه تشوهون الحقائق,لإخفائها عن شعوبكم العربية المغلوبة على أمرها, , فما الذي تكتبه جريدة الأهرام المصرية ومجلة روز اليوسف من مقالات تحريضية للفتنة وما نوع السموم التي تنشرها قناة الجزيرة الفضائية ؟.. وغير هذا كثير ..و للحديث شجون عراقية .. أي شكل من اشكال العروبة يطالب بها الأمين العام لجامعة الدول العربية ؟ أهي التي تسمح وتسهل تسلل الإرهابيين ليصفوا حساباتهم مع أمريكا على حساب الشعب العراقي ؟, أم هي التي لم تكلف نفسها بإرسال لجان لتقصى الحقائق عن أوضاع الشعب العراقي وتدرس احتياجاته ؟ , أم هي العروبة التي أقفلت عيونها على المقابر الجماعية ومجازر حلبجة والأنفال وشهداء العراق الذين لا نعرف لهم أثرا حتى ألان لأننا لا نعرف كيف اختفوا ؟ , أم هي العروبة التي ما تزال تبكى أطلال النظام البائد ؟ , أم هي العروبة التي تفتح أبوابها لاستقبال من أجرم بحق الشعب العراقي وتسمح له بإقامة المؤتمرات والمؤامرات على الشعب العراقي؟, أم هي العروبة التي تحاول جاهدة إشعال الحرب الأهلية بكل الطرق والإشكال؟ أم هي العروبة التي لا تكلف نفسها عناء التفكير بدعم العراقيين لرأب الصدع بينهم ومداواة جراحهم ؟ , أهي العروبة نفسها التي تصفق لعمليات المقاومة الباسلة التي تنال الكهرباء والماء فيعيش العراقيون بظلام دامس وعطش دائم؟ أم هي التي تقوم بالاحتفالات واستقبال التبريكات علي القرابين الالهيه التي ترسلها إلى المذبح العراقي ؟ ,أم هي العروبة التي تصم أذانها وتقفل جفونها عن خطر تغلغل المخابرات الإيرانية في مناطق من العراق لتمارس أجندتها الخاصة ؟,ام هي التي لا تسمع عن مسلسلات الاغتيالات في العراق؟ويصرح الأمين العام إذا تطلب الأمر يزور العراق, أكل هذا الدم المسفوح في العراق البلد العربي المسلم لا يتطلب زيارتكم؟ , لكن العبارات الإنشائية تتطلب إثبات عروبة العراق !!! بالمقابل هي نفس العروبة التي ترفع العلم الاسرائيلى وتجرى الاتفاقيات المختلفة مع العدو الصهيوني في العلن وفي الخفاء, أما تصفيه الحسابات فالعراق واسع ..ويستوعب .!!! لهذا لم يجد السيد خالد مشعل مكانا لتصفية حساباته مع الامريكين إلا في العراق فيدعو شعبه الفلسطيني لممارسة حقه المشروع في الجهاد بأرض الرافدين !! وللأخوة الفلسطينيين العرب جهادا مماثلا كان في الكويت أيام الغزو الغاشم !! كل هذا كان باسم العروبة . مسكينة العروبة كم نثقل كاهلها !! لكن هلا حددت لنا مفهوم للعروبة الذي تقصده سيادة الأمين العام ؟ هذا السؤال من الشعب العراقي . .هلا حددت لنا الموقف الرسمي من الشعب العراقي قبل توجيه انتقاداتك للدستور .. أوجه إليك دعوة لزيارة العراق أو لترسل من ينوب عنك ليتحدث مع الشعب العراقي نفسه لا الحكومات التي تسمونها انتم العميلة , تحدثوا مع الشارع العراقي لتعرفوا رأى الشعب بالعروبة وبجامعة الدول العربية , لتكشفوا عمق الجرح بل الصدع في نفوس العراقيين من كل شيء يمثل العروبة والعرب ... ما هي مواقفكم بالأمس معنا كي نتوقع موقفا منكم اليوم ؟؟ و بالمقابل العراق كبلد عربي له مواقف تاريخية مشرفة مع أشقائه, لكن من من العرب رد الجميل للعراقيين؟؟ . دولة الكويت هي الوحيدة التي بحق تساند العراقيين بعد أن اكتوت بنار صدام وهي الوحيدة التي نسمع صوتها من بين ثلاثة وعشرين دولة مدون في دساتيرها أنها جزء من الأمة العربية.. ماذا فعلت الجامعة حين أريقت دماء الشهداء في الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها الآلاف من الشباب ؟ ومازال حتى اليوم يعاني شعبنا من نتائجها , بل ماذا فعلت الجامعة للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت المسالمة ؟ أكان بالأمس طريق تحرير فلسطين من الكويت وتحول اليوم إلي العراق ؟ ,ماذا فعلت الجامعة لدولة عربية وضعت نقاط السيطرة في قلب الكويت أيام ذلك الاحتلال الذي يمثل وصمة عار في تاريخ الأمة العربية ؟ ماذا فعلت الجامعة للعراقيين وهم يتدفقون للدول بحثا عن لقمة العيش بعيدا عن بطش النظام السابق ؟ كانت الدول العربية نفسها تتعمد إذلال العراقي أينما كان وكنا نقف كالأغنام على الحدود ننتظر رحمة موظفي المخابرات ليسمح للعراقيين بالدخول و كم منا وصل للحدود ومن ثم أرجعته أجهزة المخابرات بتلك الدولة دون سبب وجيه ,كم تعرضنا كشعب للمهانة للحصول على تأشيرة دخول إلى بلد عربي ينتمي إلى العروبة التي تتحدثون عنها اليوم , هذه هي مواقفكم أيها العرب .. وتطالبون العراق بالتمسك.. بماذا ؟؟ لم يعد الشعب العراقي كباقي الشعوب العربية مسلوب الإرادة بلا كرامة , لان لنا الحق اليوم أن تقول كلا أو نعم أو حتى نتحفظ , الشعب العربي الوحيد القادر اليوم على قول هذه الكلمة هو الشعب العراقي ,فالكلمة اليوم هي كلمتنا نحن , لذا طبيعيا جدا أن نختلف عن باقي الشعوب العربية بدستورنا , فواقعنا كذلك, فلنا اليوم الخيار وبكامل حريتنا وإرادتنا , فهل تنتظر الدول العربية احتلال أخر لتسمح لشعوبها بالنطق ؟ , بلى الدستور العراقي سيحدث فوضى ويكون قنبلة موقوتة لكن في قلب كل نظام دكتاتوري يقمع شعبه ويأكل حقوق أقلياته , وما جاء في مسودة الدستور هو شان عراقي محض , للشعب وحده الكلمة الأخيرة وهي السيف الفاصل . لست أدرى ما جدوى تمسككم بعبارات إنشائية مكتوبة في دساتيركم منذ عشرات السنين , هل أضافت تلك العبارات شيئا لواقعنا العربي المخزي.. حين يجد العراق دعما من الأمم المتحدة التي عارضت الحرب ولا يجده بين أشقاءه, فالإرهاب نال من ممثل الأمم المتحدة سيرجيو ديملو لكنها لم تتراجع عن دعم العراق وان كان دعما اقل من المطلوب لكنها عملت على تقريب وجهات النظر بين العراقيين لوضع دستورهم, أما الجامعة العربية تنتظر اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي لا نعلم إن كان سيعقد أم لا , ألم يدعوكم إخوتكم العراقيين للمساهمة في حل القضايا العراقية العالقة بالدستور فكان هذا ردكم؟؟!! , ردا مشرفا تماما , يتلاءم مع حجم انجازات الجامعة للشعب العراقي .هذا موقف الجامعة العربية الذي سيذكره التاريخ , العالم يسير قدما نحو استراتيجيات جديدة ونحن نتجادل إن كان العراق عربيا أم لا ! أهذه نفس الأساليب والخطط التي تستعملونها في حل القضية الفلسطينية ؟؟؟!....أم أن لخالد مشعل أساليب أخرى !! شاعرنا العظيم الجو اهرى يقول : سيزول ما كنا نقول مشرق ومغرب ستكون رابطة الشعوب مبغض ومحبب والمحبب في العراق من يشعر بآلامه ويتفهم وضعه , ويقف لدعمه حتى يخرج من أزمته, لم يعد بين العراقيين قابلية نفسية للجدل اللغوي الذي لا يفيد شيئا , فالمواقف هي التي تفصح وليس العبارات الإنشائية , أضاع العراق سنوات طوال في هذا الجدل العقيم كانت سببا في ماسيه و تخلفه و تأخره عن مواكبه العصر , ولم يعد لدينا وقتا نضيعه أكثر لان الشعب العراقي يطمح لمواكبه الحضارة الأنسانيه بمنجزاتها لا بعباراتها . سيادة الأمين العام , نعم العراق بلد عربي , ويعتز بعروبته, العروبة الحقيقية التي هي أفعال لا أقوال , ونحن كشعب لم نعد نبالي بالشعارات الرنانة الزائفة التي أثبتت فشلها في دروس قاسية علينا , منذ عشرات السنين ندرس أولادنا الروابط العربية لكنني شخصيا واجهت حرجا من طفلي ذي التسعة أعوام حين سألني :ندرس بالمدرسة ان العرب امة واحدة فلماذا لم يخلصنا أخواننا العرب من صدام بدون الأمريكان واحتلال ؟ رحم الله الشيخ زايد .. , إننا نكذب على أولادنا بهذه الشعارات الزائفة, لكن ما غاب عنك أن الكثير من الشعب العراقي يتمنى الانسحاب من جامعة الدول العربية لأنه كان يتمنى أن يسمع منها صوتا من نوع أخر. .. صوت يحمل كلمة إنصاف وضمير بحق الشعب العراقي لا أكثر ولا اقل., او لتعود لنومها فتحلم بعبارة إنشائية أفضل !!
هذا الخبر من موقع جريدة الصباح