متحف السيارات الملكي: ذاكرة الزمان الأردني العريق
أم الضيوف، المبروكة، ليست هذه ألقاب لإحدى النساء، وليست شخصيات من لحم ودم، فمن كان يتخيل أن اللينكولن "البيج" من طراز 1961 والمعروضة في متحف السيارات الملكي في عمّان هي أم الضيوف.
تمثل اللينوكلن "الكشف" تاريخا طويلا منذ أن دخلت إلى الأردن في العام نفسه الذي أنتجت فيه، وكانت تستخدم في مناسبات خاصة كافتتاح البرلمان، واستقبال زوار الأردن من الشخصيات السياسية.
وكانت "أم الضيوف" حاضرة في حفلات الزفاف الملكية المختلفة، ومنها حفل زفاف جلالة الملك عبدالله إلى عروسه جلالة الملكة رانيا في العام 1993، وهي كذلك السيارة التي حملت جلالته في العام 1999 إلى حفل تتويجه ملكا على الأردن.
تقف أم الضيوف إلى جانب ثمانين سيارة ودارجة في المتحف الملكي للسيارات الذي أنشئ في حزيران من العام 2003.
"لو كانت السيارات تتكلم، فماذا تقول؟"، يتحدث مدير المتحف رجاء غرغور عن فكرة إنشاء المتحف، والتي جاءت بناء على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ليشارك رواد المتحف تاريخا سياسيا وثقافيا واجتماعيا، من خلال عرض ثروة ملكية نادرة لمجموعة من السيارات التي تلقي الضوء على حياة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال وتبرز جوانب من سيرته.
كما تعكس المعروضات تاريخ المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالله الأول وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تبرز السيارات الأحداث الهامة التي استخدمت فيها.
فضلا عن احتواء المتحف على عدد من السيارات المهداة إلى العائلة المالكة الأردنية والتي وضعت في المتحف لمشاركتها مع مرتادي المتحف.
ما يميز المتحف، هو طريقة تناول الأحداث الثمينة التي استمدت منها السيارات أهميتها وقيمتها، إذ لا يوجد، حسبما يرى غرغور، الكثير ممن كتبوا عن تاريخ الأردن الحديث، وعن تأسيسه مذ كان إمارة في العام 1916، ثم تحول الإمارة إلى مملكة.
ويمكن لزائر المتحف أن يتلمس مسحة رومانسية وإنسانية، فالمكان يحتفي بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، حيث تعرض السيارات على نحو تروى من خلاله قصة ما.
فمثلاً يعرض المتحف الفورد موديل 1977 والتي كان يستخدمها الملك الراحل متخفيا، ليطوف شوارع عمّان القديمة.
وفي تجسيد لشارع السلط في منطقة وسط البلد، أقام المتحف جناحا شبيها له، يمكن للزائر من خلاله أن يتمثل المكان، فهنا فندق السعادة، ثم محل بيع الأقمشة الحديثة لأبو سالم الشوابكة، يجاوره متجر لبيع العطور للحاج أكرم العطار، ثم بقالة التوكل ومقهى السنترال.
والطريف في الأمر أن هذه المعالم لا زالت موجودة حتى يومنا هذا وفي المنطقة ذاتها.
كما يقدم المتحف لزائريه فرصة حقيقية لرؤية عمّان وهي تتكون من جديد، إذ تعرض على جدران مدخل المتحف صور لعمان حين كانت "ضيعة" صغيرة بأزقة ضيقة وبضع بيوت متناثرة، ومن خلال استعراض مجموعة الصور يمكن رصد التغيرات التي طرأت على المكان وحولت القرية إلى مدينة حديثة تحن إلى طفولتها.
ويعيد المتحف الحياة في عدد من أحداث الدولة الأردنية الهامة كما لو أنها تحصل الآن. فعند الوصول إلى السيارة اللينكولن كابري المكشوفة بلونها الأزرق السماوي، وهي سيارة الحسين التي قادها أثناء دراسته في إنجلترا من طراز 1952، ورافقته في حفل تتويجه على العرش، يمكن للزائر أن يسمع صوت جلالته أثناء أدائه للقسم. ويمكن أن يقرأ صحيفة "الدفاع" وقد نشرت خبر التتويج على صفحتها الأولى.
كما يعرض المتحف مقتنياته بطريقة مختلفة وحيوية، فدراجة الحسين النارية موديل 1973 والتي كان يستخدمها لزيارة وادي رم، عرضت في أجواء الصحراء أمام صورة كبيرة للوادي، ووسط نباتات الصحراء وأشواكها الطبيعية.
يقول غرغور إن المتحف يتوجه إلى ثلاث فئات برسالته، فهو يشبع حنين الشيوخ والكبار، ويعلم الأطفال، ويقدم فكرة شاملة للسواح.
واقتصرت مقتنيات المتحف في بداياته على السيارات القديمة التي لم تعد تستخدم، ولكن الهدايا والمعروضات بدأت تتجدد وتتنوع من خلال مقتنيات الديوان الملكي أو من خلال التعاون مع المتاحف العالمية النظيرة في ألمانيا وأميركا وإنجلترا، خاصة وأن المتحف الملكي هو الأول من نوعه في العالم العربي.
وعبر هذا التعاون يعرض المتحف أول سيارة مصنوعة في التاريخ في العام 1886 والتي قدمت من متحف في ألمانيا، كما أعار المتحف السيارة الكاديلاك موديل 1956 لمتحف في أميركا والتي كانت هدية من الرئيس آيزنهاور للملك حسين.
وسيعرض المتحف سيارة مستعارة من أحد المتاحف في أميركا، وهي أول سيارة كهربائية وقد صنعت في العام 1915.
وفي أول سباق لتل الرمان استخدم جلالته سيارة مرسيدس بنز رياضية 300 SL موديل 1955، وقد فاز جلالته في السباق واستخدم المرسيدس نفسها في لبنان في العام 1958، وغدت سيارته الرياضية المفضلة واستخدمت في العديد من السباقات الوطنية. ورغم حصول الملك على سيارات حديثة كالبورش 904 GTS ، و906 بقيت تلك المرسيدس الرمادية محظية لديه.
وعن سيارات السباق الملكية، يوضح غرغور "سيارات السباق المعروضة تحكي قصة خمسين عام من السباقات منذ العام 1955 وحتى وصولنا لبطولة الرالي الدولي".
ومن مقتنيات المتحف الغريبة والنادرة في العالم كله، سيارة مرسيدس 2111 وهي واحدة من ست سيارات في العالم لم يصنع غيرها، ولا توجد إلاّ في المصنع بألمانيا. وهناك سيارة الفيراري الحمراء والمصنعة يدويا من طراز 1989. كما يعرض المتحف سيارة البي إم خضراء اللون والوحيدة في العالم والتي تنزل أبوابها داخل السيارة ولا تفتح إلى الخارج. كما يعرض المتحف المدرعة الدبابة الشبيهة بالتي استخدمها لورنس العرب.
60 الف تلميذ يزورون المتحف سنويا
يسعى المتحف الذي يزوره 123 ألف زائر في العام، منهم 60 ألف طالب، إلى أن يكون هناك منهاجا وبرنامجا تعليميا يشرف عليه متخصصون في المتحف.
كما يسعى بخطوات عملية تحت رعاية سمو الأمير حمزة بن الحسين رئيس مجلس إدارة المتحف إلى تنظيم منح دراسية تعنى بدراسة إدارة المتاحف والتكنولوجيا والتاريخ على سبيل المثال لا الحصر.
ويخرج المتحف من دوره كمكان للعرض إلى لعب دور ثقافي، حيث ينظم العديد من الفعاليات الثقافية كمعرض الفنانة المصورة الأميركية جين تايلر، إذ يحتوي على قاعة للعرض متعددة الوسائل (multi media) تعرض فيها مجموعة من الأفلام التي تتناول الحياة الملكية الهاشمية، والتي يعد البعض منها نادرا. وهناك مكتبة تضم كتبا عن السيارات والتاريخ والمجلات وغيرها.
ويحلم غرغور أن يقتني المتحف بعض السيارات كسيارات العائلة المالكة في العراق، والتي يحتوي المعرض على واحدة منها وهي سيارة الأمير فيصل، التي اشتراها الحسين بعد أن عثر عليها في العراق محمد الصالح. وهي في حالة سيئة، حيث تم العمل على ترميمها وتصليحها.
تمثل اللينوكلن "الكشف" تاريخا طويلا منذ أن دخلت إلى الأردن في العام نفسه الذي أنتجت فيه، وكانت تستخدم في مناسبات خاصة كافتتاح البرلمان، واستقبال زوار الأردن من الشخصيات السياسية.
وكانت "أم الضيوف" حاضرة في حفلات الزفاف الملكية المختلفة، ومنها حفل زفاف جلالة الملك عبدالله إلى عروسه جلالة الملكة رانيا في العام 1993، وهي كذلك السيارة التي حملت جلالته في العام 1999 إلى حفل تتويجه ملكا على الأردن.
تقف أم الضيوف إلى جانب ثمانين سيارة ودارجة في المتحف الملكي للسيارات الذي أنشئ في حزيران من العام 2003.
"لو كانت السيارات تتكلم، فماذا تقول؟"، يتحدث مدير المتحف رجاء غرغور عن فكرة إنشاء المتحف، والتي جاءت بناء على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ليشارك رواد المتحف تاريخا سياسيا وثقافيا واجتماعيا، من خلال عرض ثروة ملكية نادرة لمجموعة من السيارات التي تلقي الضوء على حياة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال وتبرز جوانب من سيرته.
كما تعكس المعروضات تاريخ المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالله الأول وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تبرز السيارات الأحداث الهامة التي استخدمت فيها.
فضلا عن احتواء المتحف على عدد من السيارات المهداة إلى العائلة المالكة الأردنية والتي وضعت في المتحف لمشاركتها مع مرتادي المتحف.
ما يميز المتحف، هو طريقة تناول الأحداث الثمينة التي استمدت منها السيارات أهميتها وقيمتها، إذ لا يوجد، حسبما يرى غرغور، الكثير ممن كتبوا عن تاريخ الأردن الحديث، وعن تأسيسه مذ كان إمارة في العام 1916، ثم تحول الإمارة إلى مملكة.
ويمكن لزائر المتحف أن يتلمس مسحة رومانسية وإنسانية، فالمكان يحتفي بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، حيث تعرض السيارات على نحو تروى من خلاله قصة ما.
فمثلاً يعرض المتحف الفورد موديل 1977 والتي كان يستخدمها الملك الراحل متخفيا، ليطوف شوارع عمّان القديمة.
وفي تجسيد لشارع السلط في منطقة وسط البلد، أقام المتحف جناحا شبيها له، يمكن للزائر من خلاله أن يتمثل المكان، فهنا فندق السعادة، ثم محل بيع الأقمشة الحديثة لأبو سالم الشوابكة، يجاوره متجر لبيع العطور للحاج أكرم العطار، ثم بقالة التوكل ومقهى السنترال.
والطريف في الأمر أن هذه المعالم لا زالت موجودة حتى يومنا هذا وفي المنطقة ذاتها.
كما يقدم المتحف لزائريه فرصة حقيقية لرؤية عمّان وهي تتكون من جديد، إذ تعرض على جدران مدخل المتحف صور لعمان حين كانت "ضيعة" صغيرة بأزقة ضيقة وبضع بيوت متناثرة، ومن خلال استعراض مجموعة الصور يمكن رصد التغيرات التي طرأت على المكان وحولت القرية إلى مدينة حديثة تحن إلى طفولتها.
ويعيد المتحف الحياة في عدد من أحداث الدولة الأردنية الهامة كما لو أنها تحصل الآن. فعند الوصول إلى السيارة اللينكولن كابري المكشوفة بلونها الأزرق السماوي، وهي سيارة الحسين التي قادها أثناء دراسته في إنجلترا من طراز 1952، ورافقته في حفل تتويجه على العرش، يمكن للزائر أن يسمع صوت جلالته أثناء أدائه للقسم. ويمكن أن يقرأ صحيفة "الدفاع" وقد نشرت خبر التتويج على صفحتها الأولى.
كما يعرض المتحف مقتنياته بطريقة مختلفة وحيوية، فدراجة الحسين النارية موديل 1973 والتي كان يستخدمها لزيارة وادي رم، عرضت في أجواء الصحراء أمام صورة كبيرة للوادي، ووسط نباتات الصحراء وأشواكها الطبيعية.
يقول غرغور إن المتحف يتوجه إلى ثلاث فئات برسالته، فهو يشبع حنين الشيوخ والكبار، ويعلم الأطفال، ويقدم فكرة شاملة للسواح.
واقتصرت مقتنيات المتحف في بداياته على السيارات القديمة التي لم تعد تستخدم، ولكن الهدايا والمعروضات بدأت تتجدد وتتنوع من خلال مقتنيات الديوان الملكي أو من خلال التعاون مع المتاحف العالمية النظيرة في ألمانيا وأميركا وإنجلترا، خاصة وأن المتحف الملكي هو الأول من نوعه في العالم العربي.
وعبر هذا التعاون يعرض المتحف أول سيارة مصنوعة في التاريخ في العام 1886 والتي قدمت من متحف في ألمانيا، كما أعار المتحف السيارة الكاديلاك موديل 1956 لمتحف في أميركا والتي كانت هدية من الرئيس آيزنهاور للملك حسين.
وسيعرض المتحف سيارة مستعارة من أحد المتاحف في أميركا، وهي أول سيارة كهربائية وقد صنعت في العام 1915.
وفي أول سباق لتل الرمان استخدم جلالته سيارة مرسيدس بنز رياضية 300 SL موديل 1955، وقد فاز جلالته في السباق واستخدم المرسيدس نفسها في لبنان في العام 1958، وغدت سيارته الرياضية المفضلة واستخدمت في العديد من السباقات الوطنية. ورغم حصول الملك على سيارات حديثة كالبورش 904 GTS ، و906 بقيت تلك المرسيدس الرمادية محظية لديه.
وعن سيارات السباق الملكية، يوضح غرغور "سيارات السباق المعروضة تحكي قصة خمسين عام من السباقات منذ العام 1955 وحتى وصولنا لبطولة الرالي الدولي".
ومن مقتنيات المتحف الغريبة والنادرة في العالم كله، سيارة مرسيدس 2111 وهي واحدة من ست سيارات في العالم لم يصنع غيرها، ولا توجد إلاّ في المصنع بألمانيا. وهناك سيارة الفيراري الحمراء والمصنعة يدويا من طراز 1989. كما يعرض المتحف سيارة البي إم خضراء اللون والوحيدة في العالم والتي تنزل أبوابها داخل السيارة ولا تفتح إلى الخارج. كما يعرض المتحف المدرعة الدبابة الشبيهة بالتي استخدمها لورنس العرب.
60 الف تلميذ يزورون المتحف سنويا
يسعى المتحف الذي يزوره 123 ألف زائر في العام، منهم 60 ألف طالب، إلى أن يكون هناك منهاجا وبرنامجا تعليميا يشرف عليه متخصصون في المتحف.
كما يسعى بخطوات عملية تحت رعاية سمو الأمير حمزة بن الحسين رئيس مجلس إدارة المتحف إلى تنظيم منح دراسية تعنى بدراسة إدارة المتاحف والتكنولوجيا والتاريخ على سبيل المثال لا الحصر.
ويخرج المتحف من دوره كمكان للعرض إلى لعب دور ثقافي، حيث ينظم العديد من الفعاليات الثقافية كمعرض الفنانة المصورة الأميركية جين تايلر، إذ يحتوي على قاعة للعرض متعددة الوسائل (multi media) تعرض فيها مجموعة من الأفلام التي تتناول الحياة الملكية الهاشمية، والتي يعد البعض منها نادرا. وهناك مكتبة تضم كتبا عن السيارات والتاريخ والمجلات وغيرها.
ويحلم غرغور أن يقتني المتحف بعض السيارات كسيارات العائلة المالكة في العراق، والتي يحتوي المعرض على واحدة منها وهي سيارة الأمير فيصل، التي اشتراها الحسين بعد أن عثر عليها في العراق محمد الصالح. وهي في حالة سيئة، حيث تم العمل على ترميمها وتصليحها.