هل من ممكن أن نسمع بكاء الملائكة كما ورد في القصة
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومن أين أتوا بهذه الخرافة ؟!
كيف عَرَف ذلك الشيخ – إن كان كذلك – بأن ذلك الصوت الذي سَمِعه هو صوت الملائكة ؟!
هل له عَهْد بأصوات الملائكة ؟!
لِمَ لا يُقال : إن ذلك كان من أصوات الجن ؟!
مما يدلّ على بُطلان القصة .
فقد مات سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم فما سُمِع صوت بُكاء الملائكة .
وقُتِل في يوم واحد عدد كبير من القُرَّاء ، فما سُمِع مثل ذلك .
ومات قُرّاء الأمة وحَفَظة القرآن ، فما سُمِع مثل ذلك .
صحيح أن الأرض تبكي من فقدته من الصالحين ، فيبكيه مُصلاّه ، ومكان عمَلِه الصالح ، إلاّ أنه لم يرد أن البكاء يكون بِصوت .
روى ابن أبي حاتم عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ مُصَلًّى فِي الأَرْضِ ، ومِصْعَدُ عَمَلِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الأَرْضِ ، وَلا مِصْعَدٌ فِي السَّمَاءِ .
وروى ابن جرير عن سعيد بن جُبير، قال : أتى ابن عباس رجل ، فقال : يا أبا عباس ، أرأيت قول الله تبارك وتعالى : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) ، فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال : نعم ، إنه ليس أحد من الخلائق إلاَّ له باب في السماء منه يَنْزِل رزقه ، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأُغْلِق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، ويَنْزِل منه رزقه، بكى عليه; وإذا فقده مُصَلاه من الأرض التي كان يُصلي فيها ، ويذكر الله فيها بَكت عليه ، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير ، قال : فلم تَبْكِ عليهم السماء والأرض .
قال ابن كثير : وقوله سبحانه وتعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تَصعد في أبواب السماء فتبكي على فَقْدِهم ، ولا لهم في الأرض بِقاع عَبدوا الله تعالى فيها فَقَدتهم ؛ فلهذا اسْتَحَقُّوا أن لا يُنْظَروا ولا يُؤخَّرُوا لِكفرهم وإجرامهم وعُتوهم وعِنادهم . اهـ .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم