أحد أسباب التأكيد على «حمد الله» هو أهمية النظرة الإيجابية والابتعاد عن التشاؤم/ أراد الله أن نعتاد على النظرة الإيجابية، بيد أننا عوّدنا أنفسنا على النظرة السلبية والتشاؤم/ السورة الوحيدة الواجبة في القرآن هي سورة الحمد
أحد أسباب تأكيد الإسلام على الشكر وإظهار الشكر باللسان وت?رار ذكر «الحمد لله»، هو أهميّة النظرة الإيجابية والتفاؤل بالخير وعدم التعوّد على التشاؤم والنظرة السلبية في الحياة.
لقد أراد الإسلام أن نعوّد لساننا على ذكر الخير وتسليط الضوء على المحاسن والإيجابيات وحمد الله. السورة الوحيدة الواجبة في القرآن الكريم هي سورة الحمد التي تجب قراءتها في الصلاة يوميا. وقد سميت هذه السورة بسورة «الحمد» وتبدأ بآية «الحمد لله رب العالمين». وهذا يدلّ على أنّ الله ليعوّدنا من خلال هذه السورة على الشكر والنظرة الإيجابية، بيد أنّنا وللأسف نعوّد أنفسنا على التشاؤم والرؤية السلبية.
فقد يتصور البعض أنهم لو شكروا الله بألسنتهم، سيتصوّر الله أنه لا مشكلة لهم وعليه فلا يعينهم على حلّ مشاكلهم! بينما الأمر بالعكس تماما. فعندما نشكر الله سبحانه وتعالى: يقول الله لملائكته أن عبدي قد شكرني بالرغم من معاناته كلّها، فيأمرهم بتخفيف بعض المشاكل عنّا. إذ أن الله هو أعلم منا بما نعاني منه من مشاكل، فإن التزمنا بأدب العبوديّة وشكرنا الله سبحانه في خضمّ المشاكل، سوف يزيدنا الله سبحانه من فضله وعونه. ولهذا يقول: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّ?ُمْ لَئِنْ شَ?َرْتُمْ لَأَزیدَنَّ?ُمْ»(إبراهیم/7).
إن لم نراقب ما نكسبه من عادات، سوف يُشقينا الشيطان بالعادات السيئة
إن لم يبرمج الإنسان لعاداته فقد دخل في مخاطرة كبيرة جدا. فإننا إن لم نبرمج لعاداتنا ولم نكترث بهذا الموضوع يهلكنا الشيطان بتعويدنا على العادات السيئة. فإن الشيطان يقول مع نفسه: يكفي لهذا الإنسان أن يمارس العمل السيئ لعدّة مرات، فعند ذلك لا يستطيع التخلّص منه ويشقى.
يتورّط الإنسان ببعض العادات السيئة ـ مع الأسف ـ بسبب الغفلة وعدم الالتفات. فعلى سبيل المثال قد يعتاد البعض على التلهّي بالنظر فإنه لم يعد يشعر باللذة بعد ما تعوّد على هذا العمل، ولكنّه يبقى يمارس هذا السلوك لعادته فقط، فتلحق هذه العادة به أضرارا وصدمات فادحة. وكذلك ترى بعض الفتيات قد تعودن على عدم الالتزام بالحجاب الكامل، فإنهن عندما تعوّدن على هذا السلوك، يصبح الحجاب أصعب عليهنّ. فقد يكون هذا الإنسان المعتاد على هذه العادات السيئة إنسانا صالحا وذا قلب نقيّ وباطن طاهر، ولكن بضع عادات سيئة في اللسان والبصر والسمع بإمكانها أن توقع الإنسان في متاهات وتلحق به أضرارا لا تجبر.
أسلوب الحياة مما يأنس به الإنسان/ تكفي بضع عادات سيئة لتَعَس الإنسان/ وكذلك من شأن بضع عادات حميدة أن تنقذ الإنسان من مهالك
لماذا أسلوب الحياة أمر مهمّ جدا؟ لأن أسلوب الحياة يعني تلك الأعمال التي يقوم بها الإنسان بشكل مستمرّ وهذا الاستمرار يؤدي إلى تبلور العادات. فأسلوب الحياة مما يأنس به الإنسان، فإننا إذا استأنسنا أسلوب ما في الحياة وكان هذا الأسلوب ينطوي على بعض السلبيات والثغرات، سيفرض هذا الأسلوب بعض العادات السيئة علينا وهي بحد ذاتها كافية لتَعَس الإنسان. ومن جانب آخر إن كان أسلوب حياتنا ينطوي على بعض العادات الحميدة في السلوك أو الكلام أو النظر، سوف تقدر هذه العادات الحميدة على إنقاذنا من بعض المهالك.
كل إنسان سوف يبحث عند موته عمّا اعتاد عليه في حياته
ترى بعض الناس قد اعتادوا على بعض الأذكار، فعلى سبيل المثال تجدهم يكررون أسماء أهل البيت(ع) عند النوازل والمصائب فيرددون ذكر «يا زهراء» و«يا علي(ع)» و«يا حسين(ع)» دائما، وهذه من العادات الجميلة جدا.
في لحظات آخر عمرنا وعند سكرات الموت سوف نعجز عن كلّ شيء ولا يصدر منّا وقتئذ إلا ما اعتدنا عليه طول حياتنا. فسوف تسكن جميع قوانا وإراداتنا إلا ما أنسنا به فلم نعد نقدر على أي عمل آخر. ولهذا ترى بعض الناس عند نزع روحهم يداومون على ذكر «یا حسین(ع)» إذ قد تعوّدوا طيلة حياتهم على أن ينادوا الحسين عند المحن والمصاعب والوحشة.
فكل إنسان سوف يبحث عند موته عمّا اعتاد عليه وأنس به في حياته. فإن أنس أحد بأمير المؤمنين(ع)، حينئذ يأتي إليه أمير المؤمنين(ع) عند مماته ويخرجه من وحشته. حيث قال أميرالمؤمنين(ع): «مَنْ أَحَبَّنِی وَجَدَنِی عِنْدَ مَمَاتِهِ حیْثُ یُحِب»(صحیفة الإمام الرضا(ع)/ص86).
إن شاء الله عند مماتنا وفي تلك اللحظات الأخيرة التي يهشّ قلب الإنسان إلى ما تعلق به واستأنس به، يضيق صدرنا شوقا إلى جلسات مصائب الحسين(ع)، وإلى المسجد وإلى الصلاة.
ذات يوم في الجبهة كنت أنظر إلى أحد الشباب المجاهدين، وإذا بطلقة تصيب في قلبه، فما أن أصيب بقلبه وراح يفارق الحياة نادى ثلاث مرات، علي علي علي، ثم استشهد. هذا هو دور عاداتنا وأنسنا في آخر لحظات الحياة.
كانت الزهراء قد فارقت الحياة بحسب الظاهر، فما أن جاءها أمير المؤمنين(ع) أخذ رأسها وتركه في حجره وناداها يا زهراء فلم تكلمه، فناداها يا بنت محمد المصطفى فلم تكلّمه...إلى أن قال لها يا فاطمة كلميني فأنا ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فما إن سمعت فاطمة باسم عليّ، فتحت عينيها ونظرت إليه، وبكت ثم أوصته بالبكاء عليها وولديها الحسن والحسين فقالت: ابكني إن بكيت يا خيرَ هادِ/ واسبل الدمع فهو يوم الفراقِ/ يا قرين البتول أوصيك بالنسلِ/ فقد أصبحا حليفَ اشتياقِ/ ابكني وابكِ لليتامى ولا/ تنسَ قتيلَ العِدى بطفِّ العراقِ. فكأنها أقامت مجلس عزاء في آخر لحظات عمرها، ولعلها كانت تريد أن تخفّف من غليل زوجها حيث كانت تعلم أن لن يتسنّى لعليّ البكاء بسهولة بعد رحيلها، فأين يبكي بعدها أفي المسجد أم في البيت عند أطفاله، أين يبكى علي حزنا على فراق فاطمة؟...
ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
أحد أسباب تأكيد الإسلام على الشكر وإظهار الشكر باللسان وت?رار ذكر «الحمد لله»، هو أهميّة النظرة الإيجابية والتفاؤل بالخير وعدم التعوّد على التشاؤم والنظرة السلبية في الحياة.
لقد أراد الإسلام أن نعوّد لساننا على ذكر الخير وتسليط الضوء على المحاسن والإيجابيات وحمد الله. السورة الوحيدة الواجبة في القرآن الكريم هي سورة الحمد التي تجب قراءتها في الصلاة يوميا. وقد سميت هذه السورة بسورة «الحمد» وتبدأ بآية «الحمد لله رب العالمين». وهذا يدلّ على أنّ الله ليعوّدنا من خلال هذه السورة على الشكر والنظرة الإيجابية، بيد أنّنا وللأسف نعوّد أنفسنا على التشاؤم والرؤية السلبية.
فقد يتصور البعض أنهم لو شكروا الله بألسنتهم، سيتصوّر الله أنه لا مشكلة لهم وعليه فلا يعينهم على حلّ مشاكلهم! بينما الأمر بالعكس تماما. فعندما نشكر الله سبحانه وتعالى: يقول الله لملائكته أن عبدي قد شكرني بالرغم من معاناته كلّها، فيأمرهم بتخفيف بعض المشاكل عنّا. إذ أن الله هو أعلم منا بما نعاني منه من مشاكل، فإن التزمنا بأدب العبوديّة وشكرنا الله سبحانه في خضمّ المشاكل، سوف يزيدنا الله سبحانه من فضله وعونه. ولهذا يقول: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّ?ُمْ لَئِنْ شَ?َرْتُمْ لَأَزیدَنَّ?ُمْ»(إبراهیم/7).
إن لم نراقب ما نكسبه من عادات، سوف يُشقينا الشيطان بالعادات السيئة
إن لم يبرمج الإنسان لعاداته فقد دخل في مخاطرة كبيرة جدا. فإننا إن لم نبرمج لعاداتنا ولم نكترث بهذا الموضوع يهلكنا الشيطان بتعويدنا على العادات السيئة. فإن الشيطان يقول مع نفسه: يكفي لهذا الإنسان أن يمارس العمل السيئ لعدّة مرات، فعند ذلك لا يستطيع التخلّص منه ويشقى.
يتورّط الإنسان ببعض العادات السيئة ـ مع الأسف ـ بسبب الغفلة وعدم الالتفات. فعلى سبيل المثال قد يعتاد البعض على التلهّي بالنظر فإنه لم يعد يشعر باللذة بعد ما تعوّد على هذا العمل، ولكنّه يبقى يمارس هذا السلوك لعادته فقط، فتلحق هذه العادة به أضرارا وصدمات فادحة. وكذلك ترى بعض الفتيات قد تعودن على عدم الالتزام بالحجاب الكامل، فإنهن عندما تعوّدن على هذا السلوك، يصبح الحجاب أصعب عليهنّ. فقد يكون هذا الإنسان المعتاد على هذه العادات السيئة إنسانا صالحا وذا قلب نقيّ وباطن طاهر، ولكن بضع عادات سيئة في اللسان والبصر والسمع بإمكانها أن توقع الإنسان في متاهات وتلحق به أضرارا لا تجبر.
أسلوب الحياة مما يأنس به الإنسان/ تكفي بضع عادات سيئة لتَعَس الإنسان/ وكذلك من شأن بضع عادات حميدة أن تنقذ الإنسان من مهالك
لماذا أسلوب الحياة أمر مهمّ جدا؟ لأن أسلوب الحياة يعني تلك الأعمال التي يقوم بها الإنسان بشكل مستمرّ وهذا الاستمرار يؤدي إلى تبلور العادات. فأسلوب الحياة مما يأنس به الإنسان، فإننا إذا استأنسنا أسلوب ما في الحياة وكان هذا الأسلوب ينطوي على بعض السلبيات والثغرات، سيفرض هذا الأسلوب بعض العادات السيئة علينا وهي بحد ذاتها كافية لتَعَس الإنسان. ومن جانب آخر إن كان أسلوب حياتنا ينطوي على بعض العادات الحميدة في السلوك أو الكلام أو النظر، سوف تقدر هذه العادات الحميدة على إنقاذنا من بعض المهالك.
كل إنسان سوف يبحث عند موته عمّا اعتاد عليه في حياته
ترى بعض الناس قد اعتادوا على بعض الأذكار، فعلى سبيل المثال تجدهم يكررون أسماء أهل البيت(ع) عند النوازل والمصائب فيرددون ذكر «يا زهراء» و«يا علي(ع)» و«يا حسين(ع)» دائما، وهذه من العادات الجميلة جدا.
في لحظات آخر عمرنا وعند سكرات الموت سوف نعجز عن كلّ شيء ولا يصدر منّا وقتئذ إلا ما اعتدنا عليه طول حياتنا. فسوف تسكن جميع قوانا وإراداتنا إلا ما أنسنا به فلم نعد نقدر على أي عمل آخر. ولهذا ترى بعض الناس عند نزع روحهم يداومون على ذكر «یا حسین(ع)» إذ قد تعوّدوا طيلة حياتهم على أن ينادوا الحسين عند المحن والمصاعب والوحشة.
فكل إنسان سوف يبحث عند موته عمّا اعتاد عليه وأنس به في حياته. فإن أنس أحد بأمير المؤمنين(ع)، حينئذ يأتي إليه أمير المؤمنين(ع) عند مماته ويخرجه من وحشته. حيث قال أميرالمؤمنين(ع): «مَنْ أَحَبَّنِی وَجَدَنِی عِنْدَ مَمَاتِهِ حیْثُ یُحِب»(صحیفة الإمام الرضا(ع)/ص86).
إن شاء الله عند مماتنا وفي تلك اللحظات الأخيرة التي يهشّ قلب الإنسان إلى ما تعلق به واستأنس به، يضيق صدرنا شوقا إلى جلسات مصائب الحسين(ع)، وإلى المسجد وإلى الصلاة.
ذات يوم في الجبهة كنت أنظر إلى أحد الشباب المجاهدين، وإذا بطلقة تصيب في قلبه، فما أن أصيب بقلبه وراح يفارق الحياة نادى ثلاث مرات، علي علي علي، ثم استشهد. هذا هو دور عاداتنا وأنسنا في آخر لحظات الحياة.
كانت الزهراء قد فارقت الحياة بحسب الظاهر، فما أن جاءها أمير المؤمنين(ع) أخذ رأسها وتركه في حجره وناداها يا زهراء فلم تكلمه، فناداها يا بنت محمد المصطفى فلم تكلّمه...إلى أن قال لها يا فاطمة كلميني فأنا ابن عمّك عليّ بن أبي طالب، فما إن سمعت فاطمة باسم عليّ، فتحت عينيها ونظرت إليه، وبكت ثم أوصته بالبكاء عليها وولديها الحسن والحسين فقالت: ابكني إن بكيت يا خيرَ هادِ/ واسبل الدمع فهو يوم الفراقِ/ يا قرين البتول أوصيك بالنسلِ/ فقد أصبحا حليفَ اشتياقِ/ ابكني وابكِ لليتامى ولا/ تنسَ قتيلَ العِدى بطفِّ العراقِ. فكأنها أقامت مجلس عزاء في آخر لحظات عمرها، ولعلها كانت تريد أن تخفّف من غليل زوجها حيث كانت تعلم أن لن يتسنّى لعليّ البكاء بسهولة بعد رحيلها، فأين يبكي بعدها أفي المسجد أم في البيت عند أطفاله، أين يبكى علي حزنا على فراق فاطمة؟...
ألا لعنة الله على القوم الظالمين.