بين يديك أيها القارئ الكريم ملخص الجلسة الثالثة من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «دور العبادة في أسلوب الحياة» حيث ألقاها في مسجد الإمام الحسين عليه السلام في مدينة طهران، في شهر رمضان عام 1434هـ.
إن لم نبرمج أسلوب حياتنا بأيدينا، فهناك من يبرمج ويخطط لتغيير وإفساد أسلوب حياتنا.
إن عدم مبالاة الإنسان بأسلوب حياته وأن يتعاطى هذا الموضوع بغير جدّ واكتراث، فهذا ما قد ينجر إلى كارثة في حياة الإنسان. فنحن إن لم نبرمج أسلوب حياتنا بأيدينا ولم نعر اهتماما بالغا بهذا الموضوع، يوجد هناك من يهتمّ بأسلوب حياتنا فيبرمج له ويتصدّى لتغييره وهدمه.
ثم لا يقتصر أسلوب الحياة على الحياة الاجتماعية أو الفردية وحسب، بل هو يشمل جميع أبعاد الحياة حتى تلك المقاطع التي نرتبط فيها مع الله ونعبد ربّنا.
«العادة» تمثل عنصرا رئيسا في أسلوب الحياة/ وقد أتتنا أحاديث مهمة عن أئمة الهدى(ع) في مجال العادة
هنا بودّي أن أتطرق إلى أحد العناصر الرئيسة في موضوع أسلوب الحياة وهو «العادة». فإن الاستمرار على سلوك ما والذي ينجر إلى تبلور العادة يعدّ من أهم أركان أسلوب الحياة.
لا تخلو حياتنا من ثوابت في أعمالنا وأقوالنا والألفاظ التي نستخدمها دائما. فإنكم إن قمتم بعمل ما لمرة واحدة أو أكثر من ذلك، أو كنتم تمارسون عملا ما في بعض الأحيان بشكل مقطعي غير مستمر، لا يمكن أن نعتبر هذا العمل الخاص داخلا في أسلوب حياتكم. فعلى سبيل المثال إن صرختم ذات يوم أو عطفتم على أحد أو بذلتم من مالكم لمرة واحدة، فهذا لا يمكن أن يعتبر من أسلوب حياتكم. أما إذا قام الإنسان بعمل على دوام ما أصبح هذا العمل من عاداته ودأبه، عند ذلك يدخل في نطاق أسلوب حياته. وبإمكان من ينظر إلى حياتنا من الخارج أن يشخص دأبنا وعاداتنا السلوكية.
قد يكون أسلوب الحياة مفروضا علينا كرها أو يكون مختارا، ولكن على أي حال إن أعمالنا المستمرّة هي التي تحدّد أسلوب حياتنا وهي التي تتحول شيئا فشيئا إلى عادة. لم يرد في رواياتنا مصطلح «أسلوب الحياة» ولكن هناك أحاديث مهمة جاءتنا عن أئمة الهدى(ع) في مجال العادة، فنشير إليها هنا إن شاء الله.
نحن كالأسرى والعبيد في قبضة عاداتنا/ لابد أن نكون على حذر مما نعتاد عليه/ إن تغيير العادة كالمعجزة!
أي عادة نعتاد عليها نحن البشر، فسوف تتسلط علينا ونصبح بيدها كالأسرى والعبيد كما أنّ تغيير العادة من الصعب جدا. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «لِلْعَادَةِ عَلَى ?ُلِّ إِنْسَانٍ سُلْطَان؛ غررالح?م/ ص544/ الحدیث10». فمن هذا المنطلق لابدّ أن نكون على حذر ونرى ما الذي نسلطه على أنفسنا، فإن الهروب من قبضة هذا السلطان صعب جدا، إذ سوف يصبح الإنسان أمام عاداته كالعبد الذليل أمام سيّده.
وقد قال أميرالمؤمنين(ع) في حديث آخر: «رَدُّ الْمُعْتَادِ عَنْ عَادَتِهِ ?َالْمُعْجِزِ؛ تحف العقول/ ص489». لهذا حريّ بالإنسان أن يكون على حذر مما يعتاد عليه من سلوك وأعمال مما يتحول إلى إسلوب حياته، إذ إنه سوف لا يقدر على تغيير هذا الأسلوب وما اعتاد عليه.
فلنراقب عاداتنا وأسلوبنا في الكلام/ فقد اعتاد البعض على تتبع العيوب والتشاؤم
فعلى سبيل المثال لابدّ للإنسان أن يرى أيّ أسلوب من أساليب الكلام راح يصير جزء من أسلوب كلامه. فقد اعتاد البعض على أن لا ينظروا سوى السلبيات والثغرات، فتراهم دائما يتذمرون ويتشاءمون. فلابدّ أن نحذر حتى لا يتحول التفاتنا إلى بعض السلبيات والثغرات. فعلى سبيل المثال إن كان جاركم سيئا وتكلمتم عن سلبياته، فإنكم أن داومتم على ذمّه يصبح ذمّ الآخرين واغتيابهم من عاداتكم شيئا فشيئا وهذا غير مطلوب جدا. فلنراقب ولا نسمح لأنفسنا أن نتعود على مثل هذه العادات.
سأل رجل الإمام الصادق(ع) عَنِ الْإِقَامَةِ بِغَیْرِ أَذَانٍ فِی الْمَغْرِبِ؛ يعني استأذنه هل لي أن أكتفي بالإقامة قبل صلاة المغرب دون الأذان، فَقَالَ: «لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ وَ مَا أُحِبُّ أَنْ یُعْتَادَ؛ تهذیب الاح?ام/ج2/ص51»
إن أقرباءنا ومشاكلنا في الحياة قد يصيرون سببا لأن نكسب عادات سيئة
يبتلى الإنسان أحيانا بولد غير صالح أو زوجة سيئة الأخلاق، فتجده دائما ينصحهم وينتقدهم، فإنه إن اعتاد على هذا الأسلوب يصبح إنسانا يابسا مرّا لدى الآخرين. وهذا يعني أن مشاكل الحياة والأقرباء قد تصير سببا لأن يكسب الإنسان عادات سيئة. ولهذا لابدّ أن نكون على حذر مما نعتاد عليه.
لابدّ للإنسان أن يراقب عاداته بشدّة، فيحاول أن لا يعتاد على السيئات من جانب، وأن يعتاد على الأعمال الصالحة من جانب آخر وأن يخطط في سبيل التعوّد على الأعمال الصالحة.
يتبع إن شاء الله...
إن لم نبرمج أسلوب حياتنا بأيدينا، فهناك من يبرمج ويخطط لتغيير وإفساد أسلوب حياتنا.
إن عدم مبالاة الإنسان بأسلوب حياته وأن يتعاطى هذا الموضوع بغير جدّ واكتراث، فهذا ما قد ينجر إلى كارثة في حياة الإنسان. فنحن إن لم نبرمج أسلوب حياتنا بأيدينا ولم نعر اهتماما بالغا بهذا الموضوع، يوجد هناك من يهتمّ بأسلوب حياتنا فيبرمج له ويتصدّى لتغييره وهدمه.
ثم لا يقتصر أسلوب الحياة على الحياة الاجتماعية أو الفردية وحسب، بل هو يشمل جميع أبعاد الحياة حتى تلك المقاطع التي نرتبط فيها مع الله ونعبد ربّنا.
«العادة» تمثل عنصرا رئيسا في أسلوب الحياة/ وقد أتتنا أحاديث مهمة عن أئمة الهدى(ع) في مجال العادة
هنا بودّي أن أتطرق إلى أحد العناصر الرئيسة في موضوع أسلوب الحياة وهو «العادة». فإن الاستمرار على سلوك ما والذي ينجر إلى تبلور العادة يعدّ من أهم أركان أسلوب الحياة.
لا تخلو حياتنا من ثوابت في أعمالنا وأقوالنا والألفاظ التي نستخدمها دائما. فإنكم إن قمتم بعمل ما لمرة واحدة أو أكثر من ذلك، أو كنتم تمارسون عملا ما في بعض الأحيان بشكل مقطعي غير مستمر، لا يمكن أن نعتبر هذا العمل الخاص داخلا في أسلوب حياتكم. فعلى سبيل المثال إن صرختم ذات يوم أو عطفتم على أحد أو بذلتم من مالكم لمرة واحدة، فهذا لا يمكن أن يعتبر من أسلوب حياتكم. أما إذا قام الإنسان بعمل على دوام ما أصبح هذا العمل من عاداته ودأبه، عند ذلك يدخل في نطاق أسلوب حياته. وبإمكان من ينظر إلى حياتنا من الخارج أن يشخص دأبنا وعاداتنا السلوكية.
قد يكون أسلوب الحياة مفروضا علينا كرها أو يكون مختارا، ولكن على أي حال إن أعمالنا المستمرّة هي التي تحدّد أسلوب حياتنا وهي التي تتحول شيئا فشيئا إلى عادة. لم يرد في رواياتنا مصطلح «أسلوب الحياة» ولكن هناك أحاديث مهمة جاءتنا عن أئمة الهدى(ع) في مجال العادة، فنشير إليها هنا إن شاء الله.
نحن كالأسرى والعبيد في قبضة عاداتنا/ لابد أن نكون على حذر مما نعتاد عليه/ إن تغيير العادة كالمعجزة!
أي عادة نعتاد عليها نحن البشر، فسوف تتسلط علينا ونصبح بيدها كالأسرى والعبيد كما أنّ تغيير العادة من الصعب جدا. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «لِلْعَادَةِ عَلَى ?ُلِّ إِنْسَانٍ سُلْطَان؛ غررالح?م/ ص544/ الحدیث10». فمن هذا المنطلق لابدّ أن نكون على حذر ونرى ما الذي نسلطه على أنفسنا، فإن الهروب من قبضة هذا السلطان صعب جدا، إذ سوف يصبح الإنسان أمام عاداته كالعبد الذليل أمام سيّده.
وقد قال أميرالمؤمنين(ع) في حديث آخر: «رَدُّ الْمُعْتَادِ عَنْ عَادَتِهِ ?َالْمُعْجِزِ؛ تحف العقول/ ص489». لهذا حريّ بالإنسان أن يكون على حذر مما يعتاد عليه من سلوك وأعمال مما يتحول إلى إسلوب حياته، إذ إنه سوف لا يقدر على تغيير هذا الأسلوب وما اعتاد عليه.
فلنراقب عاداتنا وأسلوبنا في الكلام/ فقد اعتاد البعض على تتبع العيوب والتشاؤم
فعلى سبيل المثال لابدّ للإنسان أن يرى أيّ أسلوب من أساليب الكلام راح يصير جزء من أسلوب كلامه. فقد اعتاد البعض على أن لا ينظروا سوى السلبيات والثغرات، فتراهم دائما يتذمرون ويتشاءمون. فلابدّ أن نحذر حتى لا يتحول التفاتنا إلى بعض السلبيات والثغرات. فعلى سبيل المثال إن كان جاركم سيئا وتكلمتم عن سلبياته، فإنكم أن داومتم على ذمّه يصبح ذمّ الآخرين واغتيابهم من عاداتكم شيئا فشيئا وهذا غير مطلوب جدا. فلنراقب ولا نسمح لأنفسنا أن نتعود على مثل هذه العادات.
سأل رجل الإمام الصادق(ع) عَنِ الْإِقَامَةِ بِغَیْرِ أَذَانٍ فِی الْمَغْرِبِ؛ يعني استأذنه هل لي أن أكتفي بالإقامة قبل صلاة المغرب دون الأذان، فَقَالَ: «لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ وَ مَا أُحِبُّ أَنْ یُعْتَادَ؛ تهذیب الاح?ام/ج2/ص51»
إن أقرباءنا ومشاكلنا في الحياة قد يصيرون سببا لأن نكسب عادات سيئة
يبتلى الإنسان أحيانا بولد غير صالح أو زوجة سيئة الأخلاق، فتجده دائما ينصحهم وينتقدهم، فإنه إن اعتاد على هذا الأسلوب يصبح إنسانا يابسا مرّا لدى الآخرين. وهذا يعني أن مشاكل الحياة والأقرباء قد تصير سببا لأن يكسب الإنسان عادات سيئة. ولهذا لابدّ أن نكون على حذر مما نعتاد عليه.
لابدّ للإنسان أن يراقب عاداته بشدّة، فيحاول أن لا يعتاد على السيئات من جانب، وأن يعتاد على الأعمال الصالحة من جانب آخر وأن يخطط في سبيل التعوّد على الأعمال الصالحة.
يتبع إن شاء الله...