أنواع الاختلافات بين المرأة و الرجل وطرق التصدي لها
الاختلافات الشخصية
أما الملاحظة الأخرى التي تستحق لفت النظر في الحياة المشتركة، هي أن على المرأة والرجل أن يدركوا الاختلافات فيما بينهما وأن يلمّوا بالفوارق الروحية والسلوكية وغيرها إلمامة جيدة.
أما الفوارق، فقد تكون شخصية وقد تكون نوعية. الفوارق الشخصية تعود إلى الخصوصيات الفردية المختلفة من شخص لآخر. فمن الممكن أن تكون المرأة متواضعة وقد تكون، مغرورة نوعا ما. أو قد يكون الرجل حسن الصحبة وقد يكون غير ذلك، وهذه الفروق الشخصية لاعلاقة لها كثيرا بجنس الشخص.
أما الدخول في هذه الفوارق وطرق مماشاتها تحتاج إلى بحث مستقل لامجال له الآن. وخلاصة القول، أن الخصوصيات الشخصية لزوجتك مهما كانت، تشكل عامل مساعد على رشدك ونموك. وهذا ما ذكرناه أول البحث، فعلى الرجل والمرأة أن يقول كل منهما للآخر: نفسي فداء سوء خلقك. لأن كل ما في صفات زوجتك، عامل مساعد على رشدك وتكاملك.
علينا أن نجعل هذه الاختلافات فداء لموارد الاتفاق فيما بيننا. علينا أن نجعل موارد الاتفاق في حياتنا المشتركة نصب أعيننا. وأن نعد هذه الاختلافات هدية إلهية إلينا.
النكتة التي تستحق الذكر هنا هي: ليس من السهولة الوقوف على موارد الاتفاق في الصفات بين الزوجين فالله قد أودع بينهما توافقات كثيرة لايمكن الوقوف على كثير منها إلا بعد فقد الطرف الآخر، أو إذا كانا على قسط كبير من الدقة وكانا ينظران إلى حياتهما نظرة عرفانية فاحصة.
وكما قلنا بأن فلسفة عدم الاتفاق، رشد الانسان، فلا تدعوه يدمّر حياتكم. أما الاتفاقات فهي عامل لإيجاد المحبة فيما بينكما. فعليكم الاهتمام بها لتصبح حياتكم جميلة، وعندها ستقولون أحسنت للاختيار الإلهي وتغدو زوجاتكم محبوبات عندكم أكثر من ذي قبل.
الاختلافات النوعية
هناك نوع آخر من الاختلافات، وهي الاختلافات النوعية التي تتعلق بجنس الشخص. وبعبارة أخرى نقصد بهذه الاختلافات أن نوع المرأة يختلف عن نوع الرجل. وقد أشرنا في المباحث السابقة إلى هذه الاختلافات وسنتناولها بالبحث هنا أكثر من ذي قبل.
إن طلبات الرجل ورغباته الرئيسية تختلف عنما عند المرأة في الحياة المشتركة. فأهم رغبة للرجل هي، تواضع المرأة أمامه، وأهم رغبة للمرأة محبة الرجل، لقد تشكل قبل عدة سنوات مخيم يضم 500 طالب جامعي. ولم يكن لهذه المجموعة سمة معينة تميزهم عن غيرهم بل كان الاختيار على أساس التسجيل وقد حضر إلى هذا المخيم كل من رغب في الحضور وسجل اسمه. كانت لي جلسة خطابة عندهم. وقد كان قد طرح سؤال عندهم وهو: لماذا تختلف حقوق الرجل في الإسلام عن حقوق المرأة؟ فقلت لهم اسمحوا لي أن نجرب هذه الاختلافات هنا في هذا الجمع.
قلت لهم: سأسألكم سؤالا واريد الجواب حسب رغبتكم وما تحبون لا حسب الأحكام الشرعية. كانوا يجلسون على طرفي ستار ممدود بينهم، من جهة يجلس الرجال، ومن جهة النساء. قلت لهم أبتدأ بالسؤال للسيدات: هل ترغبون بأن يطعنكم الرجال، بطاعة لاتكون عن محبة ولا من صميم القلب؟ فأجاب الكل: كلا. قلت لهم: من قالت كلا، لترفع يدها. فرفع أيديهن جميعا. قلت لهم إذن تحب السيدات لو قال لهن أزواجهن "على عيني"، تخرج الكلمة من صميم القلب.
بعد وجهت السؤال للرجال: هل تحبون أن تسمع النساء كلامكم ويطعنكم حتى لو لم تكن الإطاعة من صميم القلب؟ فأجاب الجميع بلا استثناء: نعم. قلت لهم ليرفع من قال نعم يده، فرفع الجميع يده.
قلت لهم: هل أدركتم الفرق الذي بينكم؟ هل التفتم إلى الفوارق التي بينكم مع أنكم لم تتزوجوا لحد الآن؟
نعم، قد يكون هناك استثناء في البين لكن الطبع النوعي للرجل، ميّال لأن يُطاع ولو لم تكن الطاعة عن محبة والطبع النوعي للمرأة ميّال لأن تُعامل بمحبة. على هذا فأهم شيء على الرجل أن يهتم به في الحياة المشتركة؛ أن لا يجرح مشاعر زوجته وأهم شيء على المرأة أن تهتم به في الحياة المشتركة؛ أن تحترم زوجها ولا تعصيه. وبالطبع إن هذه الوظيفة أي تأمين الحاجة العاطفية للمرأة والوقوف أمام تحطيم شخصية الرجل ليست هي وظيفة الزوجين لأحدهما الآخر فحسب. فعلى الأولاد أيضا أن يراقبوا أنفسهم ويتعاملوا مع آبائهم وأمهاتهم بهذا التعامل. فينبغي للأم في المنزل أن توصي أولادها بإطاعة الأب، وينبغي للأب أيضا أن يوصي أولاده بأن يتعاملوا مع أمهم بمحبة فائقة، وهذا الأمر لايعني أنه لا يُعامَل الأب بمحبة ولا تطاع الأم، لأن إثبات الشيء لا ينفي ماعداه. بل إن الأولوية بالمحبة للأم، وبالطاعة للأب.
لقد قدمت هذا الموضوع وطرحته على جمع من المستشارين وعلماء النفس في الجامعات يقارب 100 نفر، ومرة في جمع من الأساتذة الحوزويين. فلم أر منهم في هاتين الجلستين مخالفا، إلا مورد أو موردين وقد أجيب عليه.
أؤكد وأقول، أنا مستعد لإثبات اشتباه أي كتاب فيه ما يخالف هذا الأصل.
إذن الوصية الأساسية للنساء هي: عليكن بقبول الرئاسة الحقوقية للرجال في داخل المنزل. والوصية الأساسية للرجال هي، عليكم بقبول الرئاسة العاطفية للمرأة. وبتعبير آخر، لو أردنا إعادة هذا المطلب علينا القول: ينبغي أن يكون أمر الرجل في المنزل وعاطفة المرأة في القمة.
وبطبيعة الحال، لابد أن تلفت الأنظار لهذه الملاحظة، وهي يمكن للإثنين أن يستغلوا هذا الأصل الذهبي ويستخدموه في غير محله. فتقوم المرأة بالضغط على الرجل بذريعة انكسار قلبها وتطلب منه المعقول وغير المعقول. والرجل أيضا يبدأ بالتحكيم وتصدير الأوامر تلو الأوامر بحجة الاحترام والطاعة وعدم تحطيم شخصيته؛ لكن لايمكن لهذا الاستغلال أن يكون دليلا على التشكيك في هذا الأصل. فالإنسان السقيم يمكنه أن يستغل كل نكتة جيدة ويستخدمها في غير محلها ليكسب منها مآربه.
الاختلافات الشخصية
أما الملاحظة الأخرى التي تستحق لفت النظر في الحياة المشتركة، هي أن على المرأة والرجل أن يدركوا الاختلافات فيما بينهما وأن يلمّوا بالفوارق الروحية والسلوكية وغيرها إلمامة جيدة.
أما الفوارق، فقد تكون شخصية وقد تكون نوعية. الفوارق الشخصية تعود إلى الخصوصيات الفردية المختلفة من شخص لآخر. فمن الممكن أن تكون المرأة متواضعة وقد تكون، مغرورة نوعا ما. أو قد يكون الرجل حسن الصحبة وقد يكون غير ذلك، وهذه الفروق الشخصية لاعلاقة لها كثيرا بجنس الشخص.
أما الدخول في هذه الفوارق وطرق مماشاتها تحتاج إلى بحث مستقل لامجال له الآن. وخلاصة القول، أن الخصوصيات الشخصية لزوجتك مهما كانت، تشكل عامل مساعد على رشدك ونموك. وهذا ما ذكرناه أول البحث، فعلى الرجل والمرأة أن يقول كل منهما للآخر: نفسي فداء سوء خلقك. لأن كل ما في صفات زوجتك، عامل مساعد على رشدك وتكاملك.
علينا أن نجعل هذه الاختلافات فداء لموارد الاتفاق فيما بيننا. علينا أن نجعل موارد الاتفاق في حياتنا المشتركة نصب أعيننا. وأن نعد هذه الاختلافات هدية إلهية إلينا.
النكتة التي تستحق الذكر هنا هي: ليس من السهولة الوقوف على موارد الاتفاق في الصفات بين الزوجين فالله قد أودع بينهما توافقات كثيرة لايمكن الوقوف على كثير منها إلا بعد فقد الطرف الآخر، أو إذا كانا على قسط كبير من الدقة وكانا ينظران إلى حياتهما نظرة عرفانية فاحصة.
وكما قلنا بأن فلسفة عدم الاتفاق، رشد الانسان، فلا تدعوه يدمّر حياتكم. أما الاتفاقات فهي عامل لإيجاد المحبة فيما بينكما. فعليكم الاهتمام بها لتصبح حياتكم جميلة، وعندها ستقولون أحسنت للاختيار الإلهي وتغدو زوجاتكم محبوبات عندكم أكثر من ذي قبل.
الاختلافات النوعية
هناك نوع آخر من الاختلافات، وهي الاختلافات النوعية التي تتعلق بجنس الشخص. وبعبارة أخرى نقصد بهذه الاختلافات أن نوع المرأة يختلف عن نوع الرجل. وقد أشرنا في المباحث السابقة إلى هذه الاختلافات وسنتناولها بالبحث هنا أكثر من ذي قبل.
إن طلبات الرجل ورغباته الرئيسية تختلف عنما عند المرأة في الحياة المشتركة. فأهم رغبة للرجل هي، تواضع المرأة أمامه، وأهم رغبة للمرأة محبة الرجل، لقد تشكل قبل عدة سنوات مخيم يضم 500 طالب جامعي. ولم يكن لهذه المجموعة سمة معينة تميزهم عن غيرهم بل كان الاختيار على أساس التسجيل وقد حضر إلى هذا المخيم كل من رغب في الحضور وسجل اسمه. كانت لي جلسة خطابة عندهم. وقد كان قد طرح سؤال عندهم وهو: لماذا تختلف حقوق الرجل في الإسلام عن حقوق المرأة؟ فقلت لهم اسمحوا لي أن نجرب هذه الاختلافات هنا في هذا الجمع.
قلت لهم: سأسألكم سؤالا واريد الجواب حسب رغبتكم وما تحبون لا حسب الأحكام الشرعية. كانوا يجلسون على طرفي ستار ممدود بينهم، من جهة يجلس الرجال، ومن جهة النساء. قلت لهم أبتدأ بالسؤال للسيدات: هل ترغبون بأن يطعنكم الرجال، بطاعة لاتكون عن محبة ولا من صميم القلب؟ فأجاب الكل: كلا. قلت لهم: من قالت كلا، لترفع يدها. فرفع أيديهن جميعا. قلت لهم إذن تحب السيدات لو قال لهن أزواجهن "على عيني"، تخرج الكلمة من صميم القلب.
بعد وجهت السؤال للرجال: هل تحبون أن تسمع النساء كلامكم ويطعنكم حتى لو لم تكن الإطاعة من صميم القلب؟ فأجاب الجميع بلا استثناء: نعم. قلت لهم ليرفع من قال نعم يده، فرفع الجميع يده.
قلت لهم: هل أدركتم الفرق الذي بينكم؟ هل التفتم إلى الفوارق التي بينكم مع أنكم لم تتزوجوا لحد الآن؟
نعم، قد يكون هناك استثناء في البين لكن الطبع النوعي للرجل، ميّال لأن يُطاع ولو لم تكن الطاعة عن محبة والطبع النوعي للمرأة ميّال لأن تُعامل بمحبة. على هذا فأهم شيء على الرجل أن يهتم به في الحياة المشتركة؛ أن لا يجرح مشاعر زوجته وأهم شيء على المرأة أن تهتم به في الحياة المشتركة؛ أن تحترم زوجها ولا تعصيه. وبالطبع إن هذه الوظيفة أي تأمين الحاجة العاطفية للمرأة والوقوف أمام تحطيم شخصية الرجل ليست هي وظيفة الزوجين لأحدهما الآخر فحسب. فعلى الأولاد أيضا أن يراقبوا أنفسهم ويتعاملوا مع آبائهم وأمهاتهم بهذا التعامل. فينبغي للأم في المنزل أن توصي أولادها بإطاعة الأب، وينبغي للأب أيضا أن يوصي أولاده بأن يتعاملوا مع أمهم بمحبة فائقة، وهذا الأمر لايعني أنه لا يُعامَل الأب بمحبة ولا تطاع الأم، لأن إثبات الشيء لا ينفي ماعداه. بل إن الأولوية بالمحبة للأم، وبالطاعة للأب.
لقد قدمت هذا الموضوع وطرحته على جمع من المستشارين وعلماء النفس في الجامعات يقارب 100 نفر، ومرة في جمع من الأساتذة الحوزويين. فلم أر منهم في هاتين الجلستين مخالفا، إلا مورد أو موردين وقد أجيب عليه.
أؤكد وأقول، أنا مستعد لإثبات اشتباه أي كتاب فيه ما يخالف هذا الأصل.
إذن الوصية الأساسية للنساء هي: عليكن بقبول الرئاسة الحقوقية للرجال في داخل المنزل. والوصية الأساسية للرجال هي، عليكم بقبول الرئاسة العاطفية للمرأة. وبتعبير آخر، لو أردنا إعادة هذا المطلب علينا القول: ينبغي أن يكون أمر الرجل في المنزل وعاطفة المرأة في القمة.
وبطبيعة الحال، لابد أن تلفت الأنظار لهذه الملاحظة، وهي يمكن للإثنين أن يستغلوا هذا الأصل الذهبي ويستخدموه في غير محله. فتقوم المرأة بالضغط على الرجل بذريعة انكسار قلبها وتطلب منه المعقول وغير المعقول. والرجل أيضا يبدأ بالتحكيم وتصدير الأوامر تلو الأوامر بحجة الاحترام والطاعة وعدم تحطيم شخصيته؛ لكن لايمكن لهذا الاستغلال أن يكون دليلا على التشكيك في هذا الأصل. فالإنسان السقيم يمكنه أن يستغل كل نكتة جيدة ويستخدمها في غير محلها ليكسب منها مآربه.
يتبع إن شاء الله...