أصول اختيار الزوج
اختيار الزوج وشريك الحياة تعدّ أول مرحلة من مراحل الزواج، وهذا الموضوع هو مدار بحثنا، وسيجد شبابنا الأجوبة على كثير من أسئلتهم في مواصلتنا لهذا البحث، فكثيرا ما يسألون عن هذا الأمر بالتحديد في الجلسات و عند الاستشارة. بيد أن الأمر المهم الذي يستدعي استرعاء الانتباه في مرحلة الاختيار و لربما بعد ذلك، هو ضرورة إصلاح الرؤية عن مسألة الاختيار.
الأصل الأول: هل الزواج يتم بانتخابنا أم بالتقدير الإلهي؟ ما هو أفضل اختيار؟
أما عن نظرتنا للزواج و كيف يجب أن تكون؟ وبعبارة أخرى، ما هي الحصيلة الأولى لتشكيل الأسرة؟ و هل تخضع لاختيارنا بالكامل أم لشيء آخر؟ فالكثير يسعى ليحصل على أفضل اختيار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أولا ما معنى الاختيار الأفضل؟ ثانيا و هل بوسعنا الحصول عليه ؟
ما معنى الاختيار الأفضل؟ وهل بمعنى ذلك الشخص الذي لايريد الله أن يمتحننا عن طريقه؟ و هل بوسع الإنسان أن يقف أمام الامتحان الإلهي و يمنعه عنه؟ وهل الزوج الأفضل، هو الإنسان الذي ليس في وجوده أية نقطة ضعف؟ أو هل الأفضل هو الشخص الذي يمكنك تحمّل نقاط ضعفه؟ فلو كان الأفضل هذا، فكيف بوسع الإنسان التكامل؟ فأي منطق هذا يجعلنا عد هؤلاء هم الأفضل؟ أوليست الأسرة أرضية التكامل بالنسبة لنا؟ قد يقول قائل: إن أفضل اختيار، يعني الشخص الذي يلائمني. طيب، من هو الذي يلائمك؟ و من منا يعلم ما هو الذي يلائمه بالتحديد؟ لا يعلم هذا إلا الله سبحانه. و عليكم العلم بأن الله هو الذي اختار لنا أزواجنا. وليس علينا إلا السعي في مرحلة الاختيار، أما الزواج فهو من التقديرات المحددة لنا.
اختيارنا كاشف عن الإرادة الالهية
اختر من شئت؛ و فكر بكل من تتصور أنه الصالح و دعه في مخيلتك و احص ملاكاته و معاييره. لكن في نفس الوقت إعلم بأن أي عمل تقدم عليه، لايمكن أن تغير به المقدرات الإلهية في باب الزواج بسهولة. فالطرف المقابل لايحدده لنا إلا الله. فالله يريد أن يمتحنك في المستقبل بزوجك ليصل بك إلى الرشد بواسطته. لايعرفك حق المعرفة إلا الله عزوجل لذا فهو الذي يعلم بمن سيتم زواجك في المستقبل. استخر الله ماشئت لتعرف بأن هذه الزوجة هي الصالحة أم تلك. فالله يدعك حتى تنهي كل استخاراتك و استشاراتك واستعاناتك بكل الامكانات للوصول إلى الحل الصحيح. ثم بعدها لو أراد امتحانك بأذية زوجك لتتحول إلى انسان كامل، لا أحد على الإطلاق يمكنه تغيير هذا القدر الإلهي ولو بشيء يسير.
فقضية الاختيار كاشفة لنا عن التقدير الإلهي و ما كتبه الله لنا. لذا ليس علينا إلا العمل بالتكليف في مقام الاختيار ولا شغل لنا بالنتيجة.
عندما كنت شابا قصّ عليّ أستاذي قصة، فقال: لقد كان شاب يسكن في محلتنا، توسلت أمه بالسيدة الزهراء -سلام الله عليها- حتى تعيّن لولدها الزوجة الصالحة. فنذرت لذلك النذور و أطعمت لأجل ذلك من تشاء و عملت كل شيء يقربها لمرادها، إلى أن رأت السيدة الزهراء في الرؤيا وقد دلتها في رؤياها على بنت من أقاربها أو معاريفها، لكنهم كانوا يعرفون هذه البنت من السابق ولم يرضوا بها زوجا لابنهم. فقالت الأم في نفسها عند استيقاضها من نومها: لابد من إشكال في هذه الرؤيا؛ ولعلي أفرطت في الأكل البارحة أو ... فالأفضل أن استمر في توسلاتي، لكنها رأت نفس البنت مرة أخرى في الرؤيا. فعزموا على خطبتها و تم الزواج. فينقل الأستاذ عن هذا الشاب قوله: لقد تورطنا بهذه البنت ورطة كبيرة جدا، فقد كانت حياتي معها تعيسة، لكني مرتاح البال لهذا الاختيار ولديّ قناعة بأن السيدة الزهراء -سلام الله عليها- أرادت امتحاني بهذا الاختيار لأحصل به على التكامل. و الكلام بطبيعة الحال نفس الكلام بالنسبة للنساء. لايمكنكم على الاطلاق أن تقفوا أمام القدرة الإلهية بالإقدام على زواج غير مناسب في رأيكم. فلا تتخبطوا خبط عشواء، ولا تقدموا على فعل غير معقول، أنا لم أقصد بكلامي بأن لاتسعوا في مسألة الاختيار، أو أن سعيكم لا أثر له. فهذا الأمر جار في كل أبعاد حياتنا و مراحلها، فليس أمامنا إلا العمل بالتكليف و ترك التقدير لله سبحانه.
فقد ورد عن النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ما معناه :"لو دعوت الله أنا و ابراهيم و جبرئيل و إسرافيل في زواج شخص بغير من قدر الله له، لا يتم هذا الأمر"
يتبع إن شاء الله...
اختيار الزوج وشريك الحياة تعدّ أول مرحلة من مراحل الزواج، وهذا الموضوع هو مدار بحثنا، وسيجد شبابنا الأجوبة على كثير من أسئلتهم في مواصلتنا لهذا البحث، فكثيرا ما يسألون عن هذا الأمر بالتحديد في الجلسات و عند الاستشارة. بيد أن الأمر المهم الذي يستدعي استرعاء الانتباه في مرحلة الاختيار و لربما بعد ذلك، هو ضرورة إصلاح الرؤية عن مسألة الاختيار.
الأصل الأول: هل الزواج يتم بانتخابنا أم بالتقدير الإلهي؟ ما هو أفضل اختيار؟
أما عن نظرتنا للزواج و كيف يجب أن تكون؟ وبعبارة أخرى، ما هي الحصيلة الأولى لتشكيل الأسرة؟ و هل تخضع لاختيارنا بالكامل أم لشيء آخر؟ فالكثير يسعى ليحصل على أفضل اختيار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أولا ما معنى الاختيار الأفضل؟ ثانيا و هل بوسعنا الحصول عليه ؟
ما معنى الاختيار الأفضل؟ وهل بمعنى ذلك الشخص الذي لايريد الله أن يمتحننا عن طريقه؟ و هل بوسع الإنسان أن يقف أمام الامتحان الإلهي و يمنعه عنه؟ وهل الزوج الأفضل، هو الإنسان الذي ليس في وجوده أية نقطة ضعف؟ أو هل الأفضل هو الشخص الذي يمكنك تحمّل نقاط ضعفه؟ فلو كان الأفضل هذا، فكيف بوسع الإنسان التكامل؟ فأي منطق هذا يجعلنا عد هؤلاء هم الأفضل؟ أوليست الأسرة أرضية التكامل بالنسبة لنا؟ قد يقول قائل: إن أفضل اختيار، يعني الشخص الذي يلائمني. طيب، من هو الذي يلائمك؟ و من منا يعلم ما هو الذي يلائمه بالتحديد؟ لا يعلم هذا إلا الله سبحانه. و عليكم العلم بأن الله هو الذي اختار لنا أزواجنا. وليس علينا إلا السعي في مرحلة الاختيار، أما الزواج فهو من التقديرات المحددة لنا.
اختيارنا كاشف عن الإرادة الالهية
اختر من شئت؛ و فكر بكل من تتصور أنه الصالح و دعه في مخيلتك و احص ملاكاته و معاييره. لكن في نفس الوقت إعلم بأن أي عمل تقدم عليه، لايمكن أن تغير به المقدرات الإلهية في باب الزواج بسهولة. فالطرف المقابل لايحدده لنا إلا الله. فالله يريد أن يمتحنك في المستقبل بزوجك ليصل بك إلى الرشد بواسطته. لايعرفك حق المعرفة إلا الله عزوجل لذا فهو الذي يعلم بمن سيتم زواجك في المستقبل. استخر الله ماشئت لتعرف بأن هذه الزوجة هي الصالحة أم تلك. فالله يدعك حتى تنهي كل استخاراتك و استشاراتك واستعاناتك بكل الامكانات للوصول إلى الحل الصحيح. ثم بعدها لو أراد امتحانك بأذية زوجك لتتحول إلى انسان كامل، لا أحد على الإطلاق يمكنه تغيير هذا القدر الإلهي ولو بشيء يسير.
فقضية الاختيار كاشفة لنا عن التقدير الإلهي و ما كتبه الله لنا. لذا ليس علينا إلا العمل بالتكليف في مقام الاختيار ولا شغل لنا بالنتيجة.
عندما كنت شابا قصّ عليّ أستاذي قصة، فقال: لقد كان شاب يسكن في محلتنا، توسلت أمه بالسيدة الزهراء -سلام الله عليها- حتى تعيّن لولدها الزوجة الصالحة. فنذرت لذلك النذور و أطعمت لأجل ذلك من تشاء و عملت كل شيء يقربها لمرادها، إلى أن رأت السيدة الزهراء في الرؤيا وقد دلتها في رؤياها على بنت من أقاربها أو معاريفها، لكنهم كانوا يعرفون هذه البنت من السابق ولم يرضوا بها زوجا لابنهم. فقالت الأم في نفسها عند استيقاضها من نومها: لابد من إشكال في هذه الرؤيا؛ ولعلي أفرطت في الأكل البارحة أو ... فالأفضل أن استمر في توسلاتي، لكنها رأت نفس البنت مرة أخرى في الرؤيا. فعزموا على خطبتها و تم الزواج. فينقل الأستاذ عن هذا الشاب قوله: لقد تورطنا بهذه البنت ورطة كبيرة جدا، فقد كانت حياتي معها تعيسة، لكني مرتاح البال لهذا الاختيار ولديّ قناعة بأن السيدة الزهراء -سلام الله عليها- أرادت امتحاني بهذا الاختيار لأحصل به على التكامل. و الكلام بطبيعة الحال نفس الكلام بالنسبة للنساء. لايمكنكم على الاطلاق أن تقفوا أمام القدرة الإلهية بالإقدام على زواج غير مناسب في رأيكم. فلا تتخبطوا خبط عشواء، ولا تقدموا على فعل غير معقول، أنا لم أقصد بكلامي بأن لاتسعوا في مسألة الاختيار، أو أن سعيكم لا أثر له. فهذا الأمر جار في كل أبعاد حياتنا و مراحلها، فليس أمامنا إلا العمل بالتكليف و ترك التقدير لله سبحانه.
فقد ورد عن النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ما معناه :"لو دعوت الله أنا و ابراهيم و جبرئيل و إسرافيل في زواج شخص بغير من قدر الله له، لا يتم هذا الأمر"
يتبع إن شاء الله...