ويختلف أساتذة الاجتماع وعلم النفس، في الأسباب التي تدفع الشباب - على اختلاف ثقافاتهم ومجتمعاتهم- وراء كل جديد وغريب، حتى إن وصل لحالة منفرة، وغير مفهومة، لكنهم يتفقون على أن مرحلة المراهقة، والرغبة في التمرد وبناء الشخصية، هي أهم الدوافع والأسباب، ولكن هل يصل التمرد إلى حد الانسياق وراء التقليعة المصورة أمامكم؟!.. موضة السروال ذي الوسط الساقط؛ الذي قدمته بعض بيوت الأزياء، كمظهر جديد للمراهقين الشباب.
ورغم بديهية مخالفة الأمر للآداب العامة، والتعاليم الدينية؛ التي تحث على العفة والحياء، يتجه كثير من الشباب إليها، إلا أن هذا لا يعبر دائمًا عن قلة التدين، وضعف الوازع الأخلاقي، كما يقول د. أحمد البحيري، أستاذ علم النفس، فقد أشار إلى، أن سن المراهقة بالضروري أن يرتبط بقائمة من الإيجابيات والسلبيات، وعلى المجتمع تقبلها، ومحاولة تقنينها بالشكل الهادئ، لا العنيف المندفع؛ الذي يتصادم مع طبيعة الشاب المراهق، من تفكيره بنفسه وطبيعته ومستقبله.
مشيرًا إلى، أن المراهق يبحث عن طريقة لبناء شخصيته، وتحديد ملامحها، وفي إطار هذا يحاول التخلي أو عدم الالتفات إلى كل ما تربى عليه، كاحترام الآداب العامة، والبحث عن مجموعة قيم جديدة، إلا أنه سريعًا ما يكتشف الأمر، ويجد نفسه في الغالب يختار مجموعته القديمة؛ التي أورثها إياه المجتمع، مع بعض الإضافات، وكثير من الحذف أيضًا.
أما د. سعاد البنا، أستاذة الاجتماع، فأكدت أن اختيارات الفرد وتفضيلاته تتحدد من خلال سماته الشخصية، ومنظومته الاجتماعية؛ التي تأتي إما عن طريق الفرض قهرًا، وإما عن طريق التربية السلسة، حتى يتحول الأمر لاختيار واقتناع، وأكدت أن التربية الهادئة؛ التي توضح للطفل من صغره قيمة الحياء، واحترام رغبات الآخرين، في حياة الإنسان، تجعل لديه دائمًا منبه إنذار، يشير إلى الاختيارات الخاطئة، ويحذر منها، وفي هذه الحالة، حتى إن اختار الفرد الاختيار الخاطئ، فهو يدرك - في قرارة نفسه- حقيقته، وقد يرجع عنه بمرور الزمن، ونمو الشخصية.