فكما تقول الكاتبة المهتمة بالشئون الاجتماعية، منى الريدي، هكذا يتصرف الشباب، بحثًا عن التمرد، وهو الأمر المعروف من جيل إلى جيل، فكانت في السبعينيات موضة إطالة الشعر، والبنطال واسع القدم، وغيرها، ودائمًا ما لا يستسيغ الجيل القديم اختيارات الجيل الجديد، حتى يبدأ في استيعابها، فتذهب، وتأتي موضات جديدة، بأجيال جديدة.
لكن ما نراه اليوم ليس فقط تمردًا، ولكنه غياب للعقل، والعين التي لا تخطئ منظر هذا البنطال تفسره كشيء مقزز، وداعٍ للسخرية، وبالرغم من هذا يقبل عليه الشباب، في حالة من الانسياق؛ التي تعكس غياب الشخصية، أو محاولة فاشلة لبنائها، من خلال تبني هذه التقليعات، دون تفكير بها.
إلا أن المدافعين الحقيقيين عن الموضة هم المستفيدون - بشكل مادي- من انتشارها، وهم أصحاب بيوت الأزياء، والمصانع التي تنتج هذا النوع من السراويل، فهم كما تقول المذيعة الأمريكية الشهيرة "أوبرا وينفري"، سيكونون أول المدافعين عن قيم الحرية الشخصية، طالما أنها تدفع الشباب للشراء، ولكن إن رأوا عزوف الشباب، وعدم اقتناعهم، فلن يهتموا للأمر، إلا أنها أيضًا، رفضت تشريع قانون للتجريم، وقالت: إن هذا سيدفع الشباب إلى مزيد من التمرد، وتحدي الكبار؛ الذين يملكون قرار التشريع، ودعت إلى تجاهل الأمر، معتبرة أن هذا هو الحل الكفيل بتناسي الشيء، وسعيهم وراء موضة جديدة، حيث يصيبهم الملل سريعًا.
وليست بيوت الأزياء صاحبة التصميم هي وحدها المستفيدة فقط، ولكن أيضًا مصانع الملابس الداخلية، حيث أصبح شراء السروال يستلزم ملبسًا داخليًّا ملائمًا، وهو ما يعني مزيدًا من المصروفات الفرعية؛ التي يمكن وصفها بحُمَّى الاستهلاك، على حسب تعبير المفكر المصري جلال أمين.