هدوء يا رفاق ، يا من بهم الوطن قد فاق !
لا تجزعوا و الكُتب بين أيديكُم ، ولا تبكوا ما دُمتم بـ قواكُم ..
أنا يا رفاق /
لم أمسك كتاباً قط، ولم أعرف من أي الأبواب أبتدأ ، لا أعرف كيف
تكتبون الحرف ، ولا أعرف كيف لـ الكلمات أنتم تُنسقون . . .
لا ، لا أنا لا أبكي !
من سن الخامسة و سلة الخُبز قد وضعت فوق رأسي
تُشرق الشمس و يُشرق لـ قدمي الشقاء ، أنا يارفاق
أبٌ لـ ست أطفال ، و أُمٌ كذلك ، و في كُل ليلة أكون لهم غطاء !
أما عن أُمي فقد سرقها الموت منَّا ، و أبي لا يعرف سوى فتح فاهٍ لـ يبتلع الدواء !
أملك ست إخواه ، لا أحد منهم يقدر على قوت نفسه ..
أنا لا أبكي فقد أحد ،ولا أبكي جوع بطني ...
أنا أعرف كيف أعزف فقر أهلي ، و شح جيبي ...
أنا لاأقرأ ولا أكتُب ولا أُريد أحداً من اخوتي أن يُصبح مثلي !
أتظنوني سأقدر؟
سأقدر ، و سيقدر كُل واحدٍ منَّا على ما قد تمنى
لنا ربٌ يا رفاق / لايردنـا . . .
أنا أُحبُهم ، وهم أبداً لم يُحبوني !
لم أشعر يوماًبـ أبٍ حنون ، ولا بـ أُمٍ عطوف ..
لم ارى منهم جميلاً ، لم يُقبلني أحدٌ منهم . . .
أعرف عجوز بلغة من العُمر عتياً هي فقط من ربتني ،
هي من علمتني ، هي من أنستني صراخاً كان أمام عيني . . .
أنا يا صِحاب لم أفقد لا أُمي ولا ذاك الذي يُسمى بـ أبي !
أنا فقط إبنة الإنفصال ...
أتذكر أن أبي كان يقول :
أنا لاأقدر على الإهتمام بها فـ هي طفلةٌ صغيره ، و زوجتي لا تُريدها !
أما أُمي فـقالت :
أنا لم أزل صغيره ، ولا أُريد لي إبنةً تُكبِّر من عُمري ، أُريد أن أعيش شبابي ...
لستُ حزينة ، ولا باكية كذلك !
في قلبي جدة ، هي أمٌ لي و أبٌ كذلك
هي من تُرشدني ، و هي من تُسعدني . . .
لا أفكر أبداً في من قد نسيني ، أناأُحب جدتي وهي تُحبني ..
ولا أعرف ولياً لي غيرها ....
لستُ بـ الحزينة ولا بـ الفاقده ، ولا حتى بـ الحياة مُباليه !
فقط ابتسموا يا صِحاب فـ إن غداًلـ ناظره قريب . . . .
أنا هُنا بينكُم ليس لـ أكون لكم رفيق
فقط أتيت لـ أستمع ، لستُ باكية لكني صابره ، و طال في قلبي الإنتظار ...
أنا على عتبات مُستشفى كُل من به ضاحكون ، كُلهم لم أرى كـ مثل حالهم في الدُنيا حال !
أبي قبل لحظات أوصلني هُنا و قال أنه سيجئ بعد لحظات ...
لكنه قد أضاع المكان ، ولم يترك بـ يدي أي عنوان !
ذهب و قال أنه سيأتي و في قلبي زادالإنتظار . . .
أنا في مشافي المُتخلفين قابعه منذ ثلاث سنين !
أنتظر مجيئ أبي لـ يصحبني كما كان يقول . . .
لم أيأس بعد فـ حتماً هو سيجيئ ...
أما عن أُمي /
فـ المرض أكل جسدها حتى فارقتني لـ القبور
و أبي /
بعد أسبوعٍ من فراقها أتى بـ أُمٍ لم أسمع لـ صوتها مثيل !
لم ألبث معها سوى ليلة حتى سمعتهاتصرخ مره و تقول :
( هي لن تبقى أبداً )
لم أفهم من كلمتها شيء أبداً ، لكنهاغادرت ولم تعود !
و في يومٍ بعده أصطحبني أبي إلى هُنا ، على أمل أن يعود ، ولم يعُد بعد
أما عني ، فـ إني مُتشوقه لـ مجيئ والدي ، لـ أعرف تلك المرأه من تكون !
تقول لي هُنا طبيبه :
لا تُفكري في أحد ، و أنسي كُل ماضٍ من عمرك قدفات !
لكــن لم أُخبرها أن أُمي كانت تقول :
كُل من يُحبه أباك فـ أنتِ تُحبيه ، و أبي يُحب تلك المرأه الغريبه !
حتى و إن لم أكون قد رأيتُها بـالكثير ..
أعلمتُم لما أنا لست رفيقة لكم ؟
لأن أُمي في الجنان ، و أبي سيجيء الأن ...
لا تخشوا يا أطفال ، فـ يوماً سيجئ بكُم كبار !
سيشيخ بكم العمر ، و تنسوا ماضي الضُعفاء ...
ستكبرون ، و ستترهل أجسادُكم بـ مُضي أعماركُم ..
أما عني /
فقد بلغت من عُمري العشرين ، ولم أزل كما نزلت من رحم أُمي !
بـ جسمٍ صغير ، لا يقدر على أي عمل ، طفلٌ عشريني ، أُحمل في حضن أُمي
لا أقدر أن أنفك عنها أبداً . .
أنا قد ذهبت ضحية طبيبٍ لا يعرف الرحمه، أعاق جسدي منذ الولاده حتى أصبحت
متوقف النمو ...
لا يا رفاقي لا تبكوا ،ولا تأنّوا !
فغداً سيمضي العُمر و بين أحفادكُم تلعبون
إزرعوا بـ قلوبهم ضميرٌ لا يموت ، وقلبٌ مرهف لا يعرف الظلم !
لكي لا يكون أحدٌ يشبهني ، لكي لايذهب ضحية معي ملايين ...
ربو أبنائكُم على كُل ما تفقدون ، فـ غداً أنتم كابرون . . .
لا تيأسوا ، ولا تبكوا ، ولا بـ الأنين تنوحون !
فـ لنا ربٌ قد إختارنالـ نجتاز إمتحاناً ، و كُلُنا به فائزون . . . .
اهـٍ يا رفاق /
لا تجزعوا و الكُتب بين أيديكُم ، ولا تبكوا ما دُمتم بـ قواكُم ..
أنا يا رفاق /
لم أمسك كتاباً قط، ولم أعرف من أي الأبواب أبتدأ ، لا أعرف كيف
تكتبون الحرف ، ولا أعرف كيف لـ الكلمات أنتم تُنسقون . . .
لا ، لا أنا لا أبكي !
من سن الخامسة و سلة الخُبز قد وضعت فوق رأسي
تُشرق الشمس و يُشرق لـ قدمي الشقاء ، أنا يارفاق
أبٌ لـ ست أطفال ، و أُمٌ كذلك ، و في كُل ليلة أكون لهم غطاء !
أما عن أُمي فقد سرقها الموت منَّا ، و أبي لا يعرف سوى فتح فاهٍ لـ يبتلع الدواء !
أملك ست إخواه ، لا أحد منهم يقدر على قوت نفسه ..
أنا لا أبكي فقد أحد ،ولا أبكي جوع بطني ...
أنا أعرف كيف أعزف فقر أهلي ، و شح جيبي ...
أنا لاأقرأ ولا أكتُب ولا أُريد أحداً من اخوتي أن يُصبح مثلي !
أتظنوني سأقدر؟
سأقدر ، و سيقدر كُل واحدٍ منَّا على ما قد تمنى
لنا ربٌ يا رفاق / لايردنـا . . .
أنا أُحبُهم ، وهم أبداً لم يُحبوني !
لم أشعر يوماًبـ أبٍ حنون ، ولا بـ أُمٍ عطوف ..
لم ارى منهم جميلاً ، لم يُقبلني أحدٌ منهم . . .
أعرف عجوز بلغة من العُمر عتياً هي فقط من ربتني ،
هي من علمتني ، هي من أنستني صراخاً كان أمام عيني . . .
أنا يا صِحاب لم أفقد لا أُمي ولا ذاك الذي يُسمى بـ أبي !
أنا فقط إبنة الإنفصال ...
أتذكر أن أبي كان يقول :
أنا لاأقدر على الإهتمام بها فـ هي طفلةٌ صغيره ، و زوجتي لا تُريدها !
أما أُمي فـقالت :
أنا لم أزل صغيره ، ولا أُريد لي إبنةً تُكبِّر من عُمري ، أُريد أن أعيش شبابي ...
لستُ حزينة ، ولا باكية كذلك !
في قلبي جدة ، هي أمٌ لي و أبٌ كذلك
هي من تُرشدني ، و هي من تُسعدني . . .
لا أفكر أبداً في من قد نسيني ، أناأُحب جدتي وهي تُحبني ..
ولا أعرف ولياً لي غيرها ....
لستُ بـ الحزينة ولا بـ الفاقده ، ولا حتى بـ الحياة مُباليه !
فقط ابتسموا يا صِحاب فـ إن غداًلـ ناظره قريب . . . .
أنا هُنا بينكُم ليس لـ أكون لكم رفيق
فقط أتيت لـ أستمع ، لستُ باكية لكني صابره ، و طال في قلبي الإنتظار ...
أنا على عتبات مُستشفى كُل من به ضاحكون ، كُلهم لم أرى كـ مثل حالهم في الدُنيا حال !
أبي قبل لحظات أوصلني هُنا و قال أنه سيجئ بعد لحظات ...
لكنه قد أضاع المكان ، ولم يترك بـ يدي أي عنوان !
ذهب و قال أنه سيأتي و في قلبي زادالإنتظار . . .
أنا في مشافي المُتخلفين قابعه منذ ثلاث سنين !
أنتظر مجيئ أبي لـ يصحبني كما كان يقول . . .
لم أيأس بعد فـ حتماً هو سيجيئ ...
أما عن أُمي /
فـ المرض أكل جسدها حتى فارقتني لـ القبور
و أبي /
بعد أسبوعٍ من فراقها أتى بـ أُمٍ لم أسمع لـ صوتها مثيل !
لم ألبث معها سوى ليلة حتى سمعتهاتصرخ مره و تقول :
( هي لن تبقى أبداً )
لم أفهم من كلمتها شيء أبداً ، لكنهاغادرت ولم تعود !
و في يومٍ بعده أصطحبني أبي إلى هُنا ، على أمل أن يعود ، ولم يعُد بعد
أما عني ، فـ إني مُتشوقه لـ مجيئ والدي ، لـ أعرف تلك المرأه من تكون !
تقول لي هُنا طبيبه :
لا تُفكري في أحد ، و أنسي كُل ماضٍ من عمرك قدفات !
لكــن لم أُخبرها أن أُمي كانت تقول :
كُل من يُحبه أباك فـ أنتِ تُحبيه ، و أبي يُحب تلك المرأه الغريبه !
حتى و إن لم أكون قد رأيتُها بـالكثير ..
أعلمتُم لما أنا لست رفيقة لكم ؟
لأن أُمي في الجنان ، و أبي سيجيء الأن ...
لا تخشوا يا أطفال ، فـ يوماً سيجئ بكُم كبار !
سيشيخ بكم العمر ، و تنسوا ماضي الضُعفاء ...
ستكبرون ، و ستترهل أجسادُكم بـ مُضي أعماركُم ..
أما عني /
فقد بلغت من عُمري العشرين ، ولم أزل كما نزلت من رحم أُمي !
بـ جسمٍ صغير ، لا يقدر على أي عمل ، طفلٌ عشريني ، أُحمل في حضن أُمي
لا أقدر أن أنفك عنها أبداً . .
أنا قد ذهبت ضحية طبيبٍ لا يعرف الرحمه، أعاق جسدي منذ الولاده حتى أصبحت
متوقف النمو ...
لا يا رفاقي لا تبكوا ،ولا تأنّوا !
فغداً سيمضي العُمر و بين أحفادكُم تلعبون
إزرعوا بـ قلوبهم ضميرٌ لا يموت ، وقلبٌ مرهف لا يعرف الظلم !
لكي لا يكون أحدٌ يشبهني ، لكي لايذهب ضحية معي ملايين ...
ربو أبنائكُم على كُل ما تفقدون ، فـ غداً أنتم كابرون . . .
لا تيأسوا ، ولا تبكوا ، ولا بـ الأنين تنوحون !
فـ لنا ربٌ قد إختارنالـ نجتاز إمتحاناً ، و كُلُنا به فائزون . . . .
اهـٍ يا رفاق /
هل من صمتٍ ولو قليل ؟
أنين أصواتكم ينخر رأسي ، و وعدوالدي ينخر قلبي . .
أنا لم أفقده ، و لم أرى مبنى عمله أمامي مُتحطم ،
كان يقول لي مساء يومٍ قبل :
أعدك أن أصحبك معي إلى المكتب ، لـ تتعلم كيف تقبض على المجرمين
كان يقول : أنت رجل إذاً أنت تُحب وطنك ولا ترضى أن يبقى بهالمُخربين
واعدني بـ أن أتي له بـ شهادتي /
و يُحضر لي زي يُشابه زيه ، ويٌحملني السلاح لكي لا أُبقي في الوطن عابث
كان يحكي لي في كُل مره يعود من سفره ، و أُقابله بـ دمعاتي
بـ أن الرجال لا يبكون ، و أنهم لا يعرفون الإنهزام . .
قال لي كذلك :
أنه من أراد بـ وطني سوء لا يردني عنه إلا السلاح . .
هو قال //
لكن الأن ما من أحدٍ فوق رأسي يقول ، ما من رجلٍ يعدني بـ شيء ...
علمني يا رفاق ألا أبكي ، و ألا تهطل دمعاتي ما دُمت فداءً لـ وطني،
علمني أن من يحمل السلاح في وجه من يرتدي زي أخضر . . ذاك عدو لا يُريد لـوطنه إلا سوء ..
هو علَّمني كيف أكون رجلاً ،
و التلفاز كذلك علمني كيف هوتناثر ، و أحلامٌ في كُل ليلةٍ تصحبني
بـ صورته يقول :
يا بُني ، ربٌ في السماء هو أقدر بـ أن يجمعني بك ،
لا تبكي فـ إني شهيد الإسلام ، شهيد أُحارب الإرهاب يا بُني ..
لذا يا صِحاب /
اليوم يومُ النصر ، لا تبكوا كثيراً ..
ولنمتصّ سمومهم بأدوية قوتنا.
لنفعلها الآن هيّـا.
أنين أصواتكم ينخر رأسي ، و وعدوالدي ينخر قلبي . .
أنا لم أفقده ، و لم أرى مبنى عمله أمامي مُتحطم ،
كان يقول لي مساء يومٍ قبل :
أعدك أن أصحبك معي إلى المكتب ، لـ تتعلم كيف تقبض على المجرمين
كان يقول : أنت رجل إذاً أنت تُحب وطنك ولا ترضى أن يبقى بهالمُخربين
واعدني بـ أن أتي له بـ شهادتي /
و يُحضر لي زي يُشابه زيه ، ويٌحملني السلاح لكي لا أُبقي في الوطن عابث
كان يحكي لي في كُل مره يعود من سفره ، و أُقابله بـ دمعاتي
بـ أن الرجال لا يبكون ، و أنهم لا يعرفون الإنهزام . .
قال لي كذلك :
أنه من أراد بـ وطني سوء لا يردني عنه إلا السلاح . .
هو قال //
لكن الأن ما من أحدٍ فوق رأسي يقول ، ما من رجلٍ يعدني بـ شيء ...
علمني يا رفاق ألا أبكي ، و ألا تهطل دمعاتي ما دُمت فداءً لـ وطني،
علمني أن من يحمل السلاح في وجه من يرتدي زي أخضر . . ذاك عدو لا يُريد لـوطنه إلا سوء ..
هو علَّمني كيف أكون رجلاً ،
و التلفاز كذلك علمني كيف هوتناثر ، و أحلامٌ في كُل ليلةٍ تصحبني
بـ صورته يقول :
يا بُني ، ربٌ في السماء هو أقدر بـ أن يجمعني بك ،
لا تبكي فـ إني شهيد الإسلام ، شهيد أُحارب الإرهاب يا بُني ..
لذا يا صِحاب /
اليوم يومُ النصر ، لا تبكوا كثيراً ..
ولنمتصّ سمومهم بأدوية قوتنا.
،
أيهاالرفاق..
اعتليتم منابر الضجر حتى أصبحت سماء شكواكم تتساقط مطراً من سُحب البكاء..
قرأتكم من الطفل الأول وحتى الأخير ، إستلقيتم تحت مظلات الحُزن والبكاء والخوف والهم.
حزنتم وأسرفتم بالحياة حتى نسيتم أنكم لم تأتوا إليهالتُخلّدون..
ألم تعلموا بأن الله قال:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُواإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
.
لقد قرأتها ولم يُبكيني في طفولتي إلا إثنتين..
عندما خرج رأسي من رحم أمي..
وبعد أن سمعت أبي يُرتّلها بصوته.
لستُ شيخاً هرِم بين كُتب الدين ، لكنني طفل لايفعل كماتفعلون..
لايبكي كما تبكون ، لايتضجر ولايشكو ، لأنه لايفعل أكثر من قوله:
إنا لله ، وإنّا إليه راجعون.
فلتتذكروا بأنّا إليه راجعون.
إنّاإليه راجعون