ولكن أخي ،،،
إعلم -يا مَن رحمني الله وإياك- أن تلك الدار التي عرفت بعض همومها وغمومها تقابلها دار أخرى ..
فتعال معي .. تعال نتفكر في بعض نعيمها وسرورها !!!..
تفكر يا أخي في أهل الجنة بعد أن اجتازوا الصراط المنصوب على متن جهنم .. وهاهم واقفون عند باب الجنة ..
يأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيطرق بابها ..
فيقول رضوان خازنها: من ؟!
فيقول: محمد ..
فيقول: لك أمرت أن أفتح ..
فيدخل صلى الله عليه وسلم ومن معه من أهلها ..
فتصور نفسك يا أخي .. إن كنت تائباً في دنياك نادماً على ذنوبك خائفاً من ربك ..
تصور نفسك .. وأنت تدخل الجنة مع الداخلين برحمة الله عز وجل ..
تدخل الجنة .. فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ..
فتصور نفسك .. وأنت تتمتع بحورها .. وأنت تسكن قصورها .. وأنت تأكل من ثمارها .. وتشرب من أنهارها ..
إعلم -يا مَن رحمني الله وإياك- أن تلك الدار التي عرفت بعض همومها وغمومها تقابلها دار أخرى ..
فتعال معي .. تعال نتفكر في بعض نعيمها وسرورها !!!..
تفكر يا أخي في أهل الجنة بعد أن اجتازوا الصراط المنصوب على متن جهنم .. وهاهم واقفون عند باب الجنة ..
يأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيطرق بابها ..
فيقول رضوان خازنها: من ؟!
فيقول: محمد ..
فيقول: لك أمرت أن أفتح ..
فيدخل صلى الله عليه وسلم ومن معه من أهلها ..
فتصور نفسك يا أخي .. إن كنت تائباً في دنياك نادماً على ذنوبك خائفاً من ربك ..
تصور نفسك .. وأنت تدخل الجنة مع الداخلين برحمة الله عز وجل ..
تدخل الجنة .. فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ..
فتصور نفسك .. وأنت تتمتع بحورها .. وأنت تسكن قصورها .. وأنت تأكل من ثمارها .. وتشرب من أنهارها ..
نعم .. تصور نفسك .. وأنت تنظر إلى وجه الرحمن جل وعلا في يوم المزيد .....
"وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) "
أخي ،،،
قد تتساءل ما هي صفات الحور العين ؟!!!..
قد تتساءل عن أنهار الجنة .. عن طعام أهلها .. عن شرابهم .. عن آنيتهم .. عن أرضها وسقفها .. عن بنائها .. عن سعتها ..
قد تتساءل عن يوم المزيد ما هو ؟!!!...
وحيّ على يوم المزيد الذي به * * * زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحيّ على وادٍ هنالك أفيح * * * وتربته من اذفر المسك أعظم
تعال أخي نجلس مع الإمام ابن القيم رحمة الله تعالى عليه ليجيبنا عن هذه الأسئلة وغيرها ..
تعال لنسمع سوياً ما يقوله هذا الإمام .. لعله يحذو الأرواح إلى بلاد الأفراح .....
قال رحمه الله تعالى:
فإن سألت عن عرائس الجنان ..
فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب ..
إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ..
وإذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين .. وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين .. ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيه ..
لا تزداد على طول الأحوال إلا حسناً وجمالا .. ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالا ..
مبرأة من الحمل والولادة والحيض والنفاس وسائر الأدناس .. لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها .. هذا ولم يطمثها قبله إنس ولا جان ..
وكلما نظر إليها ملأت قلبه سرورا .. وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثورا .. وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا ..
وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك ..
فهن العُرب المتحببات .. وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع .. وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع ..فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً * * * فهذا زمان المهر فهو المقدم
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها * * * منازلنا الأولى وفيها المخيم
أخي ،،،
وإن سألت عن أنهار الجنة وما أدراك ما أنهار الجنة ..
فأنهار من ماء غير آسن ..
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ..
وأنهار من خمر لذة للشاربين ..
وأنهار من عسل مصفى ..
وإن سألت عن طعامهم ..
ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتتهون ..
وإن سألت عن شرابهم ..
فالتسنيم والزنجبيل والكافور ..
وإن سالت عن آنيتهم ..
فآنيتهم الذهب والفضة ..
وإن سألت عن أرضها وتربتها ..
فهي المسك والزعفران ..
وإن سالت عن سقفها ..
فهو عرش الرحمن ..
وإن سالت عن بنائها ..
فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ..
وإن سالت عن سعتها ..
فأدنى أهلها يسير في ملكه وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام ..
وإن سالت عن وجوه أهلها وحسنهم ..
فعلى صورة القمر ..
وإن سألت عن غلمانهم ..
فولدان مخلدون .. كأنهم لؤلؤ مكنون ..
هذا وإن سالت عن يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد .. فاستمع يوم ينادي المنادى :
يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ..
فيقولون ما هو ؟!!!
ألم يبيض وجوهنا .. ويثقل موازيننا .. ويدخلنا الجنة .. ويزحزحنا عن النار ..
فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم وقال:
يا أهل الجنة سلام عليم ..
فلا تُرد هذه التحية بأحسن من قولهم:
اللهم أنت السلام .. ومنك السلام .. تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..
ثم يقول:
أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني .. فهذا يوم المزيد ..
فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارضَ عنا ..
فيقول: يا أهل الجنة .. لو لم أرضَ عنكم ما أسكنتكم جنتي هذا يوم المزيد فاسألوني ..
فيجتمعون على كلمة واحدة .. أرنا وجهك ننظر إليه ..
فيكشف لهم الله جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا ..
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه محاضرة ..
فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ويا قرة عيون الأبرار بالنظر لوجهه الكريم في الدار الآخرة ..
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)"
هي جنة طابت وطاب نعيمها * * * فنعيمها باقٍ وليس بفاني
"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)"
وبعد إخواني ،،،
أليست هذه وقفة تستحق منا البكاء والدموع ..
أليست هذه الرحلة تستوجب منا التوبة إلى الله والرجوع ..
إخواني ،،،
البدار .. البدار .. واغتنموا أنفاسكم العظيمة المقدار ..
وتذكروا في جميع أعمالكم هل تقربكم إلى الجنة أم إلى النار ..
وفي ختام هذه الوقفة أقول لكل إنسانٍ قد غرق في الشهوات .. ونسي رب الأرض والسماوات ..
ولكل تائبٍ منيبٍ مستغفرٍ .. أقول لهم ما قاله صلى الله عليه وسلم :
"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيسبغ في النار سبغة ثم يقال:
يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط ..؟ فيقول لا والله يا رب ..؟
ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيسبغ سبغة في الجنة فيقال له :
يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ..؟ هل مرت بك شدة قط ..؟
فيقول: لا والله يا رب .. ما مر بي من بؤس قط .. ولا رأيت شدة قط ..
يتبع بإذن الله >>>