عشنا قبل أيام الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين وإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين .. ونعيش الآن الذكرى الرابعة والأربعين لنكسة فلسطين ، التي أسقطت فلسطين كلها وأجزاء من بلاد عربية أخرى بيد اليهود ، عام 1967...
وقام الفلسطينيون وغيرهم بنشاطات في ذكرى النكبة ، وسيقومون الآن بنشاطات في ذكرى النكسة .. وفي كل سنة نرى (تقدما) أكبر ، واهتماما أكثر من أهل فلسطين وغيرهم وهم يحيون ذكرى النكبة وذكرى النكسة .. ونرى في هذه السنة "حضورا" أكبر لقضية فلسطين في ذاكرة ووعي وحياة أهلنا في داخل فلسطين وخارجها ، أكثر مما كانت عليه عندهم في السنوات السابقة ، وكذلك عند باقي الشعوب العربية والإسلامية..
إن نشاطات وفعاليات أهلنا هذه السنة تدل على أن قضيتنا المركزية الأولى تسير إلى الأمام ، وليس إلى الخلف ، وتزداد كل عام فاعلية وحيوية وسخونة ، وتركيزا وإصرارا ، وستكون أفضل مما عليه الآن في الأعوام القادمة .. وأن الأجيال الجديدة من أهل فلسطين وغيرهم من الشعوب العربية والإسلامية ، أكثر معايشة للقضية ، وتفكيرا فيها ، وتصميما على حلها ، من الجيل السابق الذي شهد ولادة الكيان اليهودي على أرض فلسطين . وإن مرور الأعوام هو لمصلحة القضية وليش ضدها ، وفي الوقت الذي يزداد الالتصاق الشعبي العربي والإسلامي بالقضية الفسطينية ، والتفاعل معها ، تزداد المشكلات تعمقا في الطرف المقابل عند اليهود ، مما يعني أن مستقبلهم على أرض فلسطين في خطر كبير ، وأن عمر كيانهم على أرض فلسطين يزداد قصرا !!
وهذا يعني أن فلسطين ليست كالأندلس ، وأن نكبة ونكسة فلسطين ليست كمأساة الأندلس ، التي وقعت قبل قرون ، وأدت إلى القضاء على الوجود الإسلامي فيها .. ولقد كان بعض أصحابنا من جيل النكبة يتخوف من مستقبل مظلم للقضية الفلسطينية .. وقد جرت عدة مناقشات بيننا وبين هؤلاء المتخوفين ، حيث كانوا يقولون : فلسطين في طريقها إلى النسيان ، وستكون كالأندلس مجرد ذكرى نتذكرها ، ونتحسر عليها فقدها . كما نتحسر الآن على الأندلس !! وكنا نقول لهم : لا . فلسطين ليست كالأندلس ، ولن تمحى فلسطين من الذاكرة القوية لشعوبنا العربية والإسلامية ، وستكون في ذاكة جيل الشباب الفاعل النشط ، أفضل منها في ذاكرة جيل الآباء المعايشين للنكبة والنكسة !
لفلسطين شعب في الداخل والخارج يفكر فيها ، وهذا الشعب يكاد يساوي في عدده الشعب اليهودي في العالم كله . إن عدد اليهود في العالم كله لا يزيد على ثلاثة عشر مليونا ، وإن عدد الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارجها يزيد على أحد عشر مليونا . وأعدادنا تتزايد ، وأعداد اليهود واقفة على الرقم إن لم تنقص عنه .. وعشرات الملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية تزداد اهتماما بالقضية ، ولن تنسى هذه القضية الحية !
فلسطين ليست كالأندلس ، ومرور الأعوام على نكستها يزيد التصاق الشعوب بها ، والعمل على تحريرها !!
لفلسطين شعب في الداخل والخارج يفكر فيها ، وهذا الشعب يكاد يساوي في عدده الشعب اليهودي في العالم كله . إن عدد اليهود في العالم كله لا يزيد على ثلاثة عشر مليونا ، وإن عدد الفلسطينيين في داخل فلسطين وخارجها يزيد على أحد عشر مليونا . وأعدادنا تتزايد ، وأعداد اليهود واقفة على الرقم إن لم تنقص عنه .. وعشرات الملايين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية تزداد اهتماما بالقضية ، ولن تنسى هذه القضية الحية !
فلسطين ليست كالأندلس ، ومرور الأعوام على نكستها يزيد التصاق الشعوب بها ، والعمل على تحريرها !!