لسوف احزن أي حزن
عند الدخول أو الخروج
بلا سؤال من رجال الأمن
هذا يميزني عن العادي
زمن جميل فوق ما تتصورون
صرنا من المتميزين
بحقوقنا متمتعين
حق الولادة مرتين
عند النزول من البطون
أو الخروج من السجون
حق انتخاب البرلمان
لمرة واحدة في العمر
حتى لا نكون من المبذرين
ها نحن نسبق قرننا الواحد والعشرين
من قبل أن يأتي الجنين
يختار مهداً لائقاً
أو أن شاء لحداً لاحقاً
في أي ركن من السجون
حتى يكون من المواطنين الصالحين
الحكم يصدر قبل أية تهمة
حرصاً علي الوقت الثمين
في الاستماع إلي الشهود أو الدفاع
والقمع كل القمع
من إنتاجنا الوطني
حتى لا تظن الظنون
ها نحن في زمن جميل
فوق ما تتصورون
الشعب نمنحه الحنين إلي الطحين
وقصورنا تبني علي ملح هناك
لكبح عين الحاسدين
للشعب نهدي علبة السردين
نبني الملاعب في بلاد الروم
كي نبقي من المتحضرين
ونصدر البترول
كي نستورد الفوتبول
أن النصر في عصر الرياضة
فرض عين
في عصر ترشيد الجنون
مازال في الإمكان أحسن ما يكون
هذا هو القناص
مجاناً يصفي العابرين
الموت مضمون علي الوجهين
في حاجز من الحاجزين
اخترت عنوان القصيدة : ميم فاء
الميم مغضوب علينا
والفلسطيني فاء
بلادنا تحت احتلال واحد
وبلادكم يحتلها عشرون
غيرت عنوان القصيدة
غين فاء
غضب فلسطيني
أسدله علي شفة الدماء
واقول
ألمجد للحجر..
ألمجد للسواعد التي تقاتل
ألمجد للمخيمات والقرى ألمحرره
وللمدائن التي غَدت بيوتها معاقل
ألمجد للملثمِ الذي يستوقف المجنزرة
وللعيون رغم عنف القَصف والرصاص
تبقى ساهرة
ألمجد للمقلاع
للمتراس
للكوفية السمراء
للشوارِعِ المستعره
ألمجد للأطفال
والشباب
والنساء
والجدران والمنازِل
وللذين يحرثون في الصباح أرضهم
ويزرعونها
فتزدهي سنابِل
ألمجد للأسرى الذين قاوموا سجانهم
وأَعلنوا عصيانهم
وحطموا السلاسل
* * *
ألمجد للشهيد
يبزغ النهار من شريانه
ومن عينيه يطلع القَمر
وتبدأ الحياة من يديه
تصهل الخيول من أهدابِه
ويخرج الملثمون من دمائه
ويورِق الشجر
....
....
ملثم يوزع البيان
وآخر يكتب بالحبرِ على الجدران
وثالث يراقب المكان
ورابع يلقي على الرِفاقِ شارة الأَمان
وخامس يزين الأسطح بالرايات
يعلن العصيان
وسادِس ينهض في بسالةٍ
ليشعل النيران
وسابع يصيح: قد أتوا
فَليخرج الفرسان للميدان
وثامن يشدّ من عزيمة الرفاق
يطلق العنان
وتاسع يهتف أن تقَدموا
لا خائف منا ولا جبان
وعاشر يسقط في دمائه مضرجاً
يستنطق الزمان
* * *
ألمجد للذين يحملون روحهم على أكفهم
ويطلقن أُغنيات النصر
يقذفون جند الليل بالحجارة
ألمجد للذين حولوا أحزاننا لفرحةٍ
وعصرنا لثَورةٍ
وأنقَذوا من الردى تاريخنا
وغَيروا مساره
....
....
يا أيها الملثمون
يا من بِرغم عنجهية الجلاد تصمدون
يا أيها الذين عن دولتنا تدافعون
وتصنعون من دمائكم منارة
ألمجد ينحني أمامكم
وتهزم العبارة