-
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام :
06-09-2011
رقم العضوية :
46,733
المشاركات :
5,288
الجنس :
قوة السمعة :
2,147,483,647
-
أنا مشغول و رجعت بسببك:jj:
عشان ما تاخذي صفر:jj:
هناك العديد من أشكال السلوك التي تبرز لدى الاطفال في مرحلة الدراسة الاساسية ويعد سلوك التنمر من السلوك التي تنتشر لدى الاطفال في المدارس الاساسية، حيث يقوم الاطفال بايذاء بعضهم البعض من خلال مجموعة من السلوكيات التي تتصف بتهديد زملائهم او السخرية منهم، اوالاستيلاء على حقوقهم وممتلكاتهم.
وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف. ويتصف الاطفال الذين يمارسون التنمر بمجموعة من الخصائص الشخصية والنفسية والسلوكية منها السعي الى اثبات الذات، يتمتعون بالقوة الجسدية التي تفوق ضحاياهم، يواجهون صعوبة في تطبيق القوانين، يظهرون قوتهم أمام الآخرين ولا يشعرون مع الآخرين. ولعل مجموعة هذه الصفات تشير الى انخفاض مستويات الذكاء الانفعالي لدى الاطفال المتنمرين، اذ يشير الذكاء الانفعالي الى قدرة الفرد على إدراك انفعالاته النفسية للوصول إلى تعميم ذلك الانفعال ليساعده على التفكير وفهم ومعرفة انفعال الآخرين بحيث يؤدي إلى تنظيم وتطوير النمو الذهني المتعلق بتلك الانفعالات. حيث نجد هذه الخصائص متدنية لدى الاطفال الذين يمارسون سلوك التنمر.
وبشكل عام نجد ان الدراسات التي تتناول التنمر قليلة الى حد كبير وخصوصا في البيئات العربية، وان ما توفر من تلك الدراسات كان على شكل دراسات وصفية هدفت الى التعرف الى نسبة انتشار تلك الظاهرة بين طلبة المدارس الابتدائية، ولم يعثر على دراسات حاولت الربط بين سلوك التنمر من جهة والصفات والخصائص النفسية من جهة اخرى، وتحديداً الذكاء الانفعالي، لذا جاءت فكرت الدراسة الحالية والتي تهدف الى الربط مابين سلوك التنمر من جهة، والذكاء الانفعالي من جهة اخرى.
شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين تحولات هامة في مجال بحوث الذكاء والقدرات العقلية، صاحبها ظهور نظريات مغايرة للنظرة أحادية البعد للذكاء البشري باعتباره عاملاً عاماً يفسر القدرات البشرية المختلفة ومعظم ألوان السلوك المؤدية إلى التفوق والموهبة والنجاح في الحياة بشكل عام، فكانت نظرية الذكاءات المتعددة Theory of multiple intelligences ،ومن ثم النظريات التي صاحبتها وتلتها كنظرية "الذكاء الانفعالي" emotional intelligence (التي أعطاها دانيال جولمان وزملاؤه شكلها المتعارف عليه في الوقت الراهن)، وما تلا ذلك من تصورات نظرية تبرهن على وجود علاقة إيجابية بين كل من الجانب الانفعالي والجانب المعرفي يظهر تأثيرها على الشخصية الإنسانية بأكملها في تكاملها وتخيلاتها ونظرتها وتعاملها مع العالم.
قد يكون من المتعذر الوصول إلى تعريف الذكاء الانفعالي وتحديد طبيعته وأبعاده في صيغته الحالية دون التناول الموجز لنشأة وتطور عملية صك هذا المفهوم، ويمكن في هذا الإطار القول بأن أول ظهور لمصطلح الذكاء الانفعالي في المجال الأكاديمي كان 1983، عندما كتب (Paynt,1983) رسالة دكتوراه في الولايات المتحدة يحمل عنوانها بشكل صريح مصطلح "الذكاء الانفعالي Emotional Intelligence" ، ثم سرعان ما طرح هذا المصطلح في الدوريات العلمية المتخصصة من خلال أعمال كل من (John Mayer & Peter Salovey,1990) ، اللذين كرسا جهدهما لمحاولة تطوير عملية قياس الفروق بين قدرات الأشخاص في مجال فهم وإدارة الانفعالات، وقد وجدا أن بعض الأفراد لديهم قدرة أفضل من الآخرين في التعرف وتحديد انفعالاتهم الذاتية، والتعرف وتحديد انفعالات الآخرين، وحل المشكلات التي تتضمن موضوعات ذات طابع انفعالي وقد انتهيا إلى صياغة اختبارين لقياس ما أسمياه هكذا "الذكاء الانفعالي"، وبسبب اقتصار طرحهما لأعمالهما في المجال أو المجتمع الأكاديمي لم يكتب لأسميهما أو لنتائج بحوثهما الشهرة أو الانتشار، وفى سنة 1995 لمع اسم (دانيال جولمان Daniel Goldman) لجعله مصطلح الذكاء الانفعالي معروفاً ومتداولاً على ألسنة العامة وليس حكراً على الدوائر الأكاديمية المتخصصة، نظراً لتوجهه بكتاباته إلى وسائل الإعلام المختلفة، وقد بدأ في عام 1994 التخطيط لكتابه المؤلف بعنوان "التنوُّر الانفعالي Emotional Literacy ،ولكي ينجز هذا الكتاب قام بزيارات متعددة للمدارس للوقوف على البرامج التي تستخدم في التربية أو التنوير الانفعالي، وقد قرأ أيضاً الكثير مما كتب في مجال الانفعالات بشكل عام، إلى أن قرأ أعمال ماير وسالوفى فقرر تغيير اسم هذا المؤلف ليصبح (الذكاء الانفعالي) الذي نشر عام 1995 مصحوباً بضجة إعلامية كبيرة لدرجة تصدره واجهة الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية.
الذكاء الانفعالي متعدد المتغيرات The Multifactor emotional intelligence scale (MEIS(tm) يحوي أربعة محاور للذكاء الانفعالي هي :
1. التعرف على الانفعالات وتحديدها Identifying emotions
وتتمثل في القدرة على إدراك الحالة الانفعالية للذات وللآخرين من خلال بعض المؤشرات السلوكية.
2. توظيف أو استخدام الانفعالاتUsing emotions
وتتمثل في القدرة على تخليق أو توليد الانفعالات، ومعرفة المبررات التي تكمن وراءها.
3. فهم الانفعالات Understanding emotions
وتتمثل في القدرة على فهم الانفعالات المركبة، ومعرفة ما يعرف بسلسلة الانفعالات وكيفية تغير الانفعالات من موقف إلى آخر.
4. إدارة الانفعالات Managing emotion
وتتمثل في القدرة التي تسمح للفرد بضبط الانفعالات الذاتية وللآخرين.
اما سلوك التنمر فيعرف بأنه الحاق بعض الأطفال أذى معنوياً أو جسدياً بأطفال آخرين، ومن زاوية أخرى يعرف بسيطرة فرد أو مجموعة على فرد أو مجموعة أخرى بهدف ممارسة السلطة والسيادة عليه وقد يتضمن ايذاء لفظياً أو جسدياً.
وياخذ التنمر أشكالاً متعددة منها: الاعتداء بشد الشعر والملابس أو بالضرب أو بالاهتزاز أو بالسرقة أو باخفاء الممتلكات أو باجبار الآخرين على خدمتهم أو تهديدهم بالايذاء الجسدي أو باطلاق أسماء مثيرة للضحك أو باختلاق قصص لايقاعهم في المشاكل أو بالطلب من الآخرين عدم مصادقتهم أو بمضايقتهم بتعليقات ساخرة من (اللون، الشكل، الوزن، الملابس، الكلام) أو لا يشاركونهم في أنشطتهم أو يطلقون عليهم النكات أو بتخويفهم أو بنشر الاشاعات حولهم أو قد ينبذونهم اجتماعياً .
وان مشكلة التنمر كظاهرة سلوكية سلبية لها أسباب عدة ومتنوعة تؤدي إليها فقد أكدت مجموعة من الدراسات مثل دراسة حسن مسلم "مهارات الكفاءة الاجتماعية والأخلاقية للمعلم" على ان المظاهر السلوكية السلبية قد ترجع في جزء كبير منها إلى خلل في أساليب التنشئة الوالدية المبكرة للأبناء منذ الطفولة، أو ضغط جماعات الأقران أو التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام كما ان جزءاً من المسؤولية يعود إلى ضعف دور المؤسسات التعليمية في التربية النفسية للطلاب وتنمية مهارات الكفاءة الاجتماعية والأخلاقية لديهم بشكل يتيح لهم التصرف بشكل فعال وملائم اجتماعياً ومنضبط من الناحية مبينين ان هذا النمط السلوكي يبدأ بالتشكل في السنة الثانية من عمر الطفل.
وتعد البيئة المدرسية سبباً رئيساً في نشوء أو نمو سلوكيات الاستقواء حيث وجد ان بيئة المدارس الأقل عنفاً هي التي يوجد فيها قوانين واضحة للسلوك ويشترك فيها المعلمون والطلاب مع الإدارة المدرسية في صنع القرارات، كما ان المدارس الكبيرة العدد والصفوف المزدحمة تكون مهيأة لأن يكون فيها نسبة أعلى من العنف.