2010-04-23
لمنــ الرثاء...
ورثائي لك الجنون....
لا أعلم مولاتي....
.......أأرثيك ِ أم أرثي نفسي
.....وأنا كمدينة خاوية لا ماء ولا هواء
صور ٌ أنا ....وذاكرة ممنوع العبور
وصوتي بحنجرتي ممنوع الدخول...
أنا ارثيني..أن كنت بليغا ً....
يا سيدة العيون الحزينة...
كانت مدينتي تبتسم لقدومك....
وفي غيابك ترفض العصافير الحظور
وتغفوا الينابيع في جداولها
ويرحل الربيع بعيدا ً
ويتيبس من عرقي الخضار....
أنا أبكيك....وما علمتني يوما ً أبكيني....
سكرت شهادة ولادتي....
والدنيا خلفي تركض ....وأنا أركض
حتى رحلتي أنت ِ...وبقيت أنا في الفناء وأنت
في الفردوس تبتسمين...
وكلما زدت بخطوتي اتساع...يضيق بي المكان...
وتمضغني الأحزان بلا رحمة...
فلما....رحلت...وتركتني وحدي....
يا قديستي....
أنا لا أرثيك ِ....فحبي لك ِ أعظم من الرثاء....
وأعظم من جرحي الذي بلا طبيب
وصورتي محوتها...
وشهوتي قتلتها...
ولك كل الدعاء...والسهر والسفر
فأن عشقتني يوما ً...عشقتك إلى آخر الحياة...
وإحساسي بك فطرة ٌ قبل لقاك ِ
بملاك ٍ يعيدني إلى وعيي...وينير الطريق لوحيي...
مولاتي.....
أنا ألف ألف أشتاقك....
كل اهتماماتي...بك...
كل ممتلكاتي...أنت ِ....
فما أنسى...وهل العصافير تقتل فراخها..
وهل النجوم تترك عـــُليها وسماها...
وهل الأوتار تنسى عزفها....
وسترحم النار حطبا ً يرويها....
وأنت......!
موطنك الوريد...
وأقرب من الوريد....
فأنا حين أضيع لا أجدني ألا حين أردد بأعلى صوتي أسمك..
فأجدني..طفلا ً صغيرا ً...
سرق الموت أمه وأباه
ووطنه اغتصب أمام عينه
ودميته قطعت أجزاء
وأرجوحته قطعت حبالها
.....
فكيف ....أجدني بلا أسمك...
يا جـــُلناري....
يا مملكة أعلوا بملكها ...
ويا أقدامي دونك ليس لها....أقدام
ويا يدان لا تحتضن ألا أطيافا ً وسراب...
ويا عين ٌ تبحر بلا مرسى...
ويا أنا سفينة ٌ بلا قبطان
.......وطفل حزين صباحه....
فليتك يا ليل لا تأتي...
ليتك يا نجوم لا تأتي...
ليتني لم آتي..
..........................ليتمي لم آتي
ليتني لم آتي...................
مولاتي.....
يا أنثى لا تخلق تارتان...
أنا في الضجر...وحلمي الجميل قتل رضيعا ً
....
أنا تعب ٌ فوق مستوى الكلام...
حيث بات الصمت لغتي.....
فأرددك باكيا ً بصمت....يبكي من في القبور...
يا مقامها أخبرني....!
يا ترابها أخبرني....!
ما حالها...
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
ياااااااااااااااااااااااااااارب
لو أن الأرض الذي أبتلعك أبتلعتني....
وليت الملك الذي خطفك مني خطفني جاريا ً لك ِ....
يا نزفي المستحيل
لا احد قربي
ومن يصبرني على النار....
أنا في تناقض يا مولاتي...لا أعلم سوى انك أنت ِ ما أريد....
فــــها أنا أجثوا على أقدامي...
فـــــــزمليني بلحدك....
غطيني بكفنك...
وضميني بين حناياك ِ...
أنا بربي ما بكى قلبي سواك ِ
ها أنا أجثوا...
وصمتي يعلوا
بألف صرخة ألم...
وأحزاني تكسرني...
وتكسر أذرعي....!!!
يا أنت يا حبيبتـــــي....
مرت سنوات وسنوات....
فما تغيرت...وبقيت كما عهدت ...
فيا من تسكن أبتسامة ٍ كانت..على شفاه ٍ ليست لها شفاه
وتقطن دموعا ً ذابت أجفانها
أدركني....
أدركني....
وأقتل أنين أضلعي....
وأعيد الفرحة لمكان هجرته ملامح الأمان...
....
فأنت بحياة وأنا بحياة.....
فأمد يدي....وأنت أبعد من سنين عمري.....!
وها أنا يا مـــــــــــولاتي.....!!
أأُخذ من أمام مقامك مكبلا ً....
والأغلال تقيدني....
إلى منصة ِ الإعدام.....فقد حان موعد قتلي اليومي
بسيف الذكريات.....
فأجبني لمرة.....
ودعني أستفيق وأراك تحتضني....
أستحلفك بما تعبدين.....!
أن تأتي ولو ذات مرة.....وأن تأخذني معك
وتطير بي يا ملاكي إلى ما فوق السماء
إلى حيث الخلود ......وحياة بلا فناء
....ولا زلت انتظر...ولا زلت انتظر....
وسأبقى أنتظر
إلى ...
...............................والى
.................................................. ..........والى
والى مــــــــولاتي.......
( إلى أنثى لن تتكرر )