أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

هبي يا ريح الإيمان... النسمه الثامنه كيف لا تحب من كل نعمة منه وكل فضل لديه.. و كل بتوفي

النسمه الثامنه كيف لا تحب من كل نعمة منه وكل فضل لديه.. و كل بتوفيقه و كل رحمة بتيسيره؟! كيف لا تحب من احبك فغمرك و شملك بإحسانه؟! روي عن رسول الله



look/images/icons/i1.gif هبي يا ريح الإيمان...
  31-03-2011 11:16 صباحاً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-07-2010
رقم العضوية : 42,161
المشاركات : 23,169
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
النسمه الثامنه
[/SIZE]
كيف لا تحب من كل نعمة منه

وكل فضل لديه..

و كل بتوفيقه و كل رحمة بتيسيره؟!

كيف لا تحب من احبك فغمرك و شملك

بإحسانه؟!



روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه".

و من أجل هذه النعم:

1- نعمة الإسلام:

فلو لم يكن يحبك ما كان سماك باسم الإسلام، و لا وسمك بسمة الإيمان.

أخبرني…

هل كان لك ادني فضل في كونك مسلما؟! هل يزعم احد من انه دعا ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل؟! أو توسل إلى الله أن يجعله من قبضة أهل اليمين وهو بعد في صلب أبيه فاستجيب له؟!

يا أخي..كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم.. تولد على الكفر و تموت عليه، و لكنه يحبك، فعصمك من عبادة العبيد و أسجدك لمن خلق الملوك و العبيد.. حماك من السجود للصنم و أخضعك لمن خلقك من العدم.

ما للعباد عليه حق و اجب كلا و لا سعي لديه ضائع

إن عذبوا فبعدله أو انعموا فبضله وهو الكريم الواسع

1- آثار قدرته:

و لأنه يحبك أرشدك إليه عن طريق آثار قدرته و ملامح عظمته لتستدل بها عليه، و تهتدي بها إليه…هي رسوله الذي أرسله الله إلى الناس غير انه لا يوحى إليه، و كتابه المفتوح دائما يقرأه الأمي والجاهل… سبحانه خلق فأبدع و سمى نفسه ( البديع) و جمل و أتقن ولذا فهو ( الجميل).

عجبا… كيف لا يعبده من رأى آثاره؟! و كيف لا يعرفه من لمح انواره؟! إذا كانت أعرابية عرفته و قالت: إذا كانت البعرة تدل على البعير، و الأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج و ارض ذات فجاج ألا تدل على العزيز القدير؟!

هذا شأن الأعرابية، فما شأنكم يا أصحاب الشهادات؟!




لا تمتروا في ذاته فالكون من آياته

إن صح في حركاته أو نام في سكناته

و الصبح في إشراقه و الليل في ظلماته

و الجو في إعصاره إن هب أو نسماته

و الرعد دوى قاصفا و البرق في ومضاته

و الليث في فلواته يختال في خطواته

الطير حلق في الفضا أو نام في أوكاره

و الورد والعطر الشذي يفوح من روضاته

دانت له الأزهار و الـ أشواك بعض حماته

و الغاب ظل وارف و الروض في ثمراته

و الماء صاف في الغدير تشف في مرآته

لا تمتروا في ذاته فالروح من آياته

و الصدر في أنفاسه و القلب في خفقاته

و الثغر في تسبيحه و الفم في بسماته

و العقل في إبداعه و الفكر في سبحاته

و البحر يهدر صاخبا و الفلك في جنباته






ابعد كل هذه الأبيات التي أرشدك إليها تهجره… تنساه… تتركه إلى غيره؟! تتودد إلى من يجافيك و تجافي من يتودد إليك؟! سبحانه من إله يتعرف إلى خلق عنه معرضون!!

فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد

و لله في كل تحريكة و في كل تسكينة شاهد

و في كل شيء له آية تدل على انه الواحد

3- الحسنة المضاعفة:

كل إنسان يعاملك ليربح منك، و يكسب عليك… أما الله عز وجل فانه يعاملك لتربح أنت منه و تكسب عليه، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لأنه يحبك، و السيئة عليك بواحدة و هي أسرع شيء في المحو، دمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا، و خطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب، يشكر اليسير من العمل و يمحو الكثير من الزلل… لأنه يحبك… و اسمع إلى خطاب حبه و لذيذ وده في قوله:

" إذا هم عبدي بحسنة ولو يعملها كتبتها له حسنة، فان عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، و إذا هم بسيئة و لم يعملها لم اكتبها عليه، فان عملها كتبتها سيئة واحدة".

4- الله يهرول:

قال الله عز وجل:" إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، و إذا تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، و إذا أتاني مشيا أتيته هرولة".

تأمل قوله:" أهرول!!" لماذا؟!ماذا سيكسب منك؟! ماذا سيربح عنك؟! حاشاه… إنما يريد مصلحتك و يحب لك كل خير.

جل ربنا أن يعامله العبد نقدا فيجازيه تأخيرا، فان عبده ورسوله محمدا عليه الصلاة والسلام أوصى:

" أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عرقه".

5- ثلث الليل الآخر

و لأنه يحبك ينزل الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزلا يليق بمقامه، فينادي الجموع الغافلة و الأجفان النائمة بلطيف قوله و حلو ندائه:

هل من داع فاستجيب له دعاءه؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟ هل من مستغفر فاغفر له؟

يـــا أخي…

أليس لك إلى حاجة في أمر دنيا أو في أمر آخرة؟!هل استغنيت عن ربك؟! هل استكفيت حاجتك منه؟!هل حللت كل مشاكلك؟ هل تخلصت من كل متاعبك؟ رد علي وأجبني ؟

ألا تشكو قسوة القلب ؟ ألا تعاني هجر القرآن؟ ألا يسوءك حالك مع الله ؟ ألا يواجهك ضيق عيش أو عقوق ولد أو مرض والد أو وقوع بلاء؟

إن كان يواجهك شيء من هذا فهلم إليه..ارفع شكواك ..قدم نجواك ..هنا في الثلث الأخير..هنا خاتمة الأحزان وفاتحة الرضوان..هنا جنات النعيم الدنيوي والكرم الإلهي .

عجبا لك

ترفع حوائجك إلي من أغلق دونك بابه وجعل دونها الحرس والحجاب، وتترك من بابه مفتوح إلي يوم الدين

احفظ ماء وجهك

*لأنه يحبك ..لايزداد علي كثرة السؤال إلا جودا وكرما ، وعلي كثرة الحوائج إلا تفضلا وإحسانا .

*لأنه يحبك.. لا يمنعه إعراض المعرضين أو كثرة المذنبين وإصرار المعاندين من أن يستمر في نزوله كل ليلة، ولا يمنعه عظيم سلطانه من أن ينظر إلي صغير سلطانه.

سبحانه ..هذا حبه لك ،فأين حبك له؟

لو ناداك أبوك يطلب إليك منفعة له لأجبته ، وهذا الله العلي العظيم يناديك ويطلب إليك منفعة لك فتنام عنه .لو أسدي إليك احد أصحابك معروفا ثم طلب إليك إن ترده في السحر لما تأخرت عنه، فلم التأخير مع من أنت مغمور في بحر نعمه ؟أين رد الجميل ياناكر الجميل ؟

جرعة حب

مع كثرة معاصيك تواتر إحسان الله إليك ، ومع تكرار إخلاف وعودك معه ماحرمك من نعمه، بل ..مكنك من التزود لجنته ، وبعث إليك بالدليل ووصفه بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، وأعطاك القدرة علي التزود إلي جنة عدنا لتي غرس غراسها بيده ..غرسها لك بيده..بيده لأنه يحبك.

قواك علي طاعته، وأعانك علي بره، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك..غرس في قلبك غرس الفطرة، فعرفك بنفسك قبل إن تطلب.

أسجد الملائكة لأبيك، بل طرد إبليس من سمائه وأخرجه من جنته وأبعده عن قربه لأنه لم سجد لك وأنت لم تزل بعد نطفة في صلب أبيك..أتحب أن أزيدك ؟.

خذ:أمرك بشكره لا لحاجته إليك، بل لتنال المزيد من فضله.

خذ:أمرك بذكره لا ليتنفع به ، بل ليذكرك بإحسانه وجوده وكرمه .

خذ: أمرك بسؤاله ليعطيك، بل أعطاك اجل العطايا وأفضل المزايا بغير سؤال..ألا يدل ذالك كله علي انه يحبك ؟

6-الابتلاء:

ولأنه يحبك ابتلاك !! ألم تسمع قول النبي صلي الله عليه وسلم :

من يرد الله به خيرا يصب منه .

*ابتلاك ليرفع درجاتك في الجنة..لأنه يحبك .

*ابتلاك لتفيق من غفلة نفسك وتصحوا من سكرة ذنبك.. لأنه يحبك .

*ابتلاك ليمحوا خطيئة تدخلك النار..لأنه يحبك .

*ابتلاك لتعرف نعمة الله عليك وتعلم قدرها فتشكرها وهذا أيضا..لأنه يحبك .

*ابتلاك لتتواضع له وتدعوه سحرا فيستجيب لك فورا، ويعوضك عن فقد نعمة واحدة نعما أخرى كثيرة..لأنه يحبك .

*ابتلاك لتدخل الجنة من أوسع أبوابها وأسهل طرقها..إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.

*ابتلاء الخير أشد

قال ابن القيم: وإنما كان الصبر علي السراء شديد لأنه مقرون بالقدرة، فالجائع عند غيبة الطعام أقدر منه علي الصبر عند حضوره، وكذالك الشبق عند غيبة المرأة أصبر منه عند حضورها.

7-التوفيق لطاعته .

قال سبحانه وتعالي : " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكي منكم من احد أبدا".

الحسنة من فضله تصدر، وبلطفه تحصل، ثم يقبلها منك، ويثني عليك، والله..لولا الله ما سجد ساجد ، لولا حبه لنا ماقدر طائع علي إتمام طاعته وما أطاق عابد جهد عبادته .

الوقوف بين يدي الله نعمة وإقبال القلب عليه نعمة، قراءة القرآن نعمة، شكر نعمائه نعمة، غمرتنا نعمه فلم نعد –والله –نعرف كيف نشكرها.

سبحانه ..مبتدئ هذه النعم قبل استحقاقها ومديمها قبل شكرها .

إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر

إذا سر بالسراء عم سرورها وإن مس بالضر أتبعه الأجر

وما منها إلا له فيه نعمة تضيق بها الأوهام والبر والبحر

8-العصمة من الذنب .

ولأنه يحبك فكم من ذنوب عصمك منها ووقاك، وأبعدك عنها وهداك، وليس ذنب كالكفر، ولذا كان حكيم بن حزام يذكر نعمة الله عليه-إذ هداه للإسلام قبل موته –فكان عامة قسمه..

لا والذي نجاني من القتل يوم بدر

وليست العصمة من الذنب فقط من علامات حب الله ، بل كذالك المداومة علي ذالك حتى الممات ، كحال أبي سفيان رضي الله عنه رأس الكفر في بدر الذي نجاه الله وهداه إلي الإسلام واسمع إلي قوله لأهله عند احتضاره ..

لا تبكوا علي فإني لم أتلطخ بخطيئة منذ أسلمت.

وكان بين إسلامه وموته اثنا عشر سنة.

ومع المداومة علي الاستقامة تكون الإعانة علي الطاعة ، وتذكيرك بفضلها إذا وسوست لك نفسك بتركها ، كما حدث مع سهل التستري ..حكي عن سهل بن عبد الله التستري أنه كان يواضب علي الصيام ، فمر يوما بتمار وبين يديه رطب حسن ، فاشتهت نفسه فرد شهوتها، فقال نفسه :كل بلية ذقتها منك من سهر الليالي وظمأ الهواجر ،فأعطني هذه الشهوة واستعملني في طاعة الله حيث شئت ، فاشتري سهل الرطب والخبز ودخل موضعا ليأكل ، فإذا رجلان يختصمان فقال احدهما :إني محق وأنت مبطل ، أتريد إن احنث لك أني محق ؟فقال :نعم ، فحلف وقال :ورب الصائمين إني محق في دعواي ، فقال : هذا مبعوث الله إلي ، ثم اخذ بلحيته وقال : يا سهل بلغ من شرفك وشرف صومك حتى يحلف العباد به ثم تفطر علي قليل رطب !!

9-عدم الإهلاك بالذنب .

قال سبحانه وتعالي : " ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك علي ظهرها من دابة ".

والله لو آخذنا الله بما جنت أيدينا لعذبنا وما كان لنا ظالما ، ولأفني مظاهر الحياة من علي وجه الأرض ، ولذا كان بعض الصالحين يتذكر ذالك كلما شرب شربة ماء عذبة فيقول : الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا .

هل عرفت الآن إلي أي حد يحبك ؟

كم نطلب الله في ضر يحل بنا فإن تولت بلايانا نسيناه

ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا فإن رجعنا إلي الشاطئ نسيناه

ونركب الجو في امن وفي دعة وما سقطنا لأن الحافظ الله

ننساه عد نجاح في امتحان غد وإن رسبنا وأكملنا دعوناه

هل بدأت بواعث الحب تسري في جسدك أم لازلت بعد بعيدا.

كلام يحي أحيا

قال يحي بن معاذالآمال فكيفق الذنوب فكيف رضوانه.ورضوانه يستغرق الآمال فكيف حبه ؟ وحبه يدهش القلوب فكيف وده ؟ ووده ينسي ما دونه فكيف لطفه؟!

10-يسر الطاعات مع عظمة الذنوب

انظر إلي هذه المكافآت:

*ما من رجل يصلي علي مائة إلا غفر الله له.

*من علم أني ذو قدرة علي مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا

*من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وكانت صلاته ومشيه إلي المسجد نافلة .

*من مشي إلي صلاة مكتوبة في جماعة فهي كحجة ن ومن مشي إلي صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة

*ما جلس قوم يذكرون الله، إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفورا لكم

*من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

*مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال : والله للأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم ، فأدخل الجنة .

*من غسل يوم الجمعة واغتسل ، ثم كر وابتكر ، ومشي ولم يركب ن ودنا من الإمام واستمع وأنصت ولم يلغ ، كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلي المجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها .

11-أحب الله لأنه الله

أ-الغفار:

غفر ..أي ستر، والغفار هو من اظهر الجميل، وستر القبيح رآك علي الذنوب فلم يفضحك، وحاربته بالمعاصي فلم يهتك سترك..اخفي عن الناس ذنبك وستر عيبك، وجمل ظاهرك، واخفي باطنك فلم يعرف الناس همك بالشر والغش والخيانة وإرادة المعصية وسوء الظن بالخلق، ولو عرفوك لكرهوك وما أكرموك، وعادوك وما أحبوك.

أخي..اغرف معي من بحر الحب المتدفق في آثار قوله :

يا بن آدم..إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي.

يا بن آدم..لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.

يا بن آدم..لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .

إذا كنت تغدو في الذنوب بعيدا وتخاف في يوم الميعاد وعيدا

فلقد أتاك من المهيمن عفوه وأفاض عليك من نعم فريدا

لاتيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمك مضغة ووليدا

ول شاء إن تصلي جهنم خالدا ماكان الهم قلبك التوحيدا

الفرحة الكبري

يفرح برجوعك إليه أكثر من فرحك برجوعه إليك.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض مهلكة دوية عليها طعامه وشرابه وظلها ، حتى إذا أيس من حصولها نام في أصل شجرة ينتظر الموت ، واستيقظ فغدا هي علي رأسه قد تعلق خطامها بالشجرة ، فالله أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته .

وهي فرحة غحسان وبر ولطف لا فرحة محتاج إلي توبة عبده منتفع بها ، يفرح بمن عبادته هو وأمثاله لا تساوي في ملكه ذرة تراب ، من أنت يا فقير حتى يتقرب إليك أغني الأغنياء ؟ماذا تساوي يا ذليل حتى يتودد غليك العزيز ؟ ومع ذالك يغفر ويتودد ويتلطف ، بل يجعل أعظم الذنوب عنده أن يظن العبد إن الرب لن يغفر له ..

من أسوا الناس حالا ؟

قال عبد الله بن المبارك :جئت إلي سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث علي ركبتيه وعيناه تهملان ، فقلت له : من أسوا هذا الجمع حالا ؟ قال : الذي يظن إن الله لا يغفر

مازلت أغرق في الإساءة دائبا وتنالني بالعفو والغفران

لم تنتقصني إذ أسات وزدتني حتى كان إساءتي إحسان

تجزي الجميل عن القبيح كأنما يرضيك مني الزور والبهتان

جرعة حب

نظر الفضيل بن عياض إلي تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال : أرأيتم لو إن هؤلاء صاروا غلي رجل فسألوه دانقا (الدانق سدس الدرهم)أكان يردهم ؟قالوا: لا .قال : والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق .

لا يبعدنك عتبنا عن بابنا فالعهد باق والوداد مصان

وبحسننا وبلطفنا وبجاهنا شاع الحديث وسارت الركبان

فإذا ذللت لعزنا ولجاهنا ذلت لعزتك الملوك وهانوا

ب-الرحمن:

عبر عن قدر رحمة الله غير المتصور وسعتها اللامحدودة رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله : "لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها"

رحمة الله التي نحن غارقون فيها لها مظاهر جليلة:

*فمن رحمته : "إن الله حيي كريم ، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين " لأنه يحبك .

* ومن رحمته:أنه سكت عن أشياء فلم يذكر فيها تحريما ولا تحليلا رحمة بنا من غير نسيان..لأنه يحبك .

* ومن رحمته: حمايته لعبده المؤمن من الدنيا إذا سبق في علم الله إنها ستطغيه وتصرفه عن طريق الحق " إن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب تخافون عليه " لأنه يحبك.

* ومن رحمته:حمايته عباده العصاة من السماء التي تستأذن أن ترجم العصاة، والأرض التي تستأذن أن تخسف هم ، والبحر الذي يستأذن أن يغرقهم لكنه يمهلهم رجاء توبتهم ..لأنه يحبك .

* ومن رحمته :أن أحدا من خلقه لا يستطيع حجب رحمته أو منعها عن أحبابه " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها "

فلا ممسك لها

رحمة الله لا تعز علي طالب في أي زمان ومكان: وجدها إبراهيم عليه السلام وسط ألسنة النار ، ووجدها يوسف عليه السلام في غيابات الجب وغياهب السجن ، ووجدها يونس عليها السلام في بطن الحوت ، ووجدها موسي عليه السلام في اليم وهو طفل وفي قصر فرعون وهو متربص به ، ووجدها أصحاب الكهف حين افتقدوها في القصور ، ووجدها رسول الله وصاحبه في الغار ن وهو مطارد…

راجع شريط ذكرياتك لتتذكر أين وجدت رحمة الله ..وكم مرة ذقتها ؟ وتعجب نسيانك لها .

توقف لحظة

ومع هذا فإن كل هذه الرحمات الدنيوية لا تشكل في رحمة اله سوي واحد 0/0 من مجموع رحماته التي خلقها .

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ، كل رحمة طباق مابين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة ، فبها تعطف الوالدة علي ولدها ، والوحش والطير بعضها علي بعض ، وآخر تسعا وتسعين رحمة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة".

ولأن رحمة والديك بك مهما بلغت فهي جزء من جزء من مائة جزء من الرحمة.كان شيخ الإسلام حماد بن سلمة يقول :

مايسرني أن أمري يوم القيام صار إلي والد ي، إن ربي أرحم بي من والدي .

أخي..التمس رحمة من الله في أي مكان ومن أي إنسان ول كان رجلا فقيرا لا يؤبه له..تجعل قدوتك في ذالك علم الزهاد وبركة العصر معروف الكرخي الذي مر يوما وهو صائم بسقاء يقول : رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة.

جرعة حب

كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد وعصي ربه ، فمازالت نعمته ولا تغيرت حالته ، فقال : يا رب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتك ، فهتف به هاتف :

يا هذا ..لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها !!

ج-اللطيف :

واللطف رحمة خفية تشمل علم الله بمصالح العبد ومنافعه وإيصالها له في رفق ، فمن

*لطفه بالأجنة في بطون امهاتها في ظلمات ثلاث ، وإيصال الغذاء إليها وصرف الفضلات عنها .

*حبه التيسير علي عباده ك "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر "

ولذا فرض الحج لمن استطاع إليه سبيلا ، ورخص في قصر الصلاة والفطر والسفر ، والصلاة قاعدا أوعلي جنبه لمن لايقدر عليها .

*حماية العبد مما يضره ..قال عز من قائل : " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله "

قال الحسن :هم الملائكة يحمونه من كل سوء ، فإذا حل القضاء خلو ا عنه.

ويبصرك الفضيل بن عياض بلطف الله بك فيقول : كم أراد عدو الإنسان إن يضره فيصرفه الله عنه وهو لا يشعر ، ثم قرأ : " اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم إن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم .

*نعمة الموت ..اتدري أيها الإنسان و لم يخلق الله الموت ماذا كان سيحدث لو تكاثر الذباب فحسب دون موت ؟ كانت الأرض ستمتليء ذبا حتى تتكون طبقة من الذبا سمكها 5سم تغلف الكرة الأرضية خلال سنتين فقط ! (حقيقة علمية).

*الخير كله ..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله و آجله ما علمت منه وما لم اعلم ، و أعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم اعلم".

يبصرنا بلطف الله بنا ويعلمنا إن الله وحده الذي يعلم ما يضرنا وما ينفعنا وما يصلحنا وما يفسدنا، فلندع أمرنا إليه ولنتوسل إليه هذا الدعاء الجامع ولنستسلم لاختياره لنا.

وماذا بعد الكلام

1-ليكن لك جلسة تفكر وتدبر تنظر بها في خلق الله ليزداد إيمانك وتتعرف علي خالقك ، أو شاهد حلقة من حلقات الإعجاز العلمي في القرآن [زغلول النجار ]فهي تؤدي نفس الغرض .

2-ناج ربك في السحر حين يخلو كل حبيب حبيبه ، واضرع غلي ربك الذي يحبك وادع بما تشاء .

3-احرص علي أداء الطاعات، وإذا كسلت عن طاعة فعليك بأختها ، فأبواب الخير كثيرة.

4-أحسن الظن بربك " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي مايشاء "واحذر أعظم الذنوب : استصغار رحمة الله واستبعاد أن يغفر لأحد وإن كنت غارقا في الذنوب.

5-من أحب شيئا أكثر من ذكره، أسقط ذالك علي ذكرك لله.قال ابن القيم : " واعجبا لمن يدعي المحبة ويحتاج إلي من يذكره بمحبوبه ، فلا يذكره إلا بمذكر ، أقل ما في المحبة أنها لا تنسيك ذكر المحبوب "

6-من أحب ربه وافقه في السر والعلن، ولذا كانت عبادة السر أكثر أجرا وأعظم ثواب.........


[SIZE=3]يتبع.........



الساعة الآن 01:07 PM