خبت نار نفسي باشتعال مفارقي و أظلم ليلي إذ أضاء شهابها ..
أيا يومةً قد عششت فوق هامتي على الرغمِ مني حين طارَ غرابها ..
رأيت خراب العمر مني فزرتني ومأواكِ من كل الديارِ خرابها ..
أأنعمُ عيشاً بعد ما حل عارضي طلائع شيبٍ ليسَ يغني خِضابُها ؟..
إذا اصفر لون المرء و ابيض شعره تنغص من أيامه مستطابها ..
فدع عنك سوءات الأمور فإنها كمثل زكاةِ المالِ تم نِصابُها ..
و أحسن إلى الأحرار تملك رقابهم فخير تجارات الكرام اكتسابها ..
ولا تمشين في منكب الأرض فاخراً فعما قليل يحتويك ترابها ..
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها وسيق إلينا عذبها و عذابها ..
فلم أرها إلا غروراً وباطلاً كما لاحَ في ظَهْرِ الفلاةِ سرابُها ..
و ماهيَ إلا جيفة مستحيلة عليها كِلاب همهنَ اجتذابها ..
فإن تجتنبها كنت سِلماً لأهلِها و إن تجتذبها نازعتك كلابُها ..
فطوبى لنفسٍ أولعت قعر دارها مغلقة الأبواب مرخى حجابُها ..