...النسمه التانيه...
[/SIZE]
[SIZE=3]كم عميت عيون عن رؤية نعم، فغفلت عن شكرها، فكان الحرمان جزاءها و البعد عقابها و الشقاء جليسها صباح مساء..
1- المال:
أ- المال نعمة:
لأن الله عز وجل إنما أعطاك هذا المال لتشتري به الجنة « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة».
فهم عثمان بن عفان هذا فاشترى الجنة مرتين : مرة يوم سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " من جهز جيش العسرة فله الجنة"، فجهز جيش العسرة ، و مرة يوم سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول:" من حفر بئر رومة فله الجنة"، فحفر بئر رومة، و هو مع ذلك قال عنه عبد الله بن مسعود: كنا إذا دخلنا عليه لم نميز بينه و بين خدمه!!
أخــي.. الإسلام لا يحرم عليك إقتناء المال، فإن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام قال: " نعم المال الصالح للعبد الصالح".
و كذلك كان عثمان بن عفان ملياردير الصحابة، لكن هل صرفه ماله يوما عن الجهاد في سبيل الله؟!كلا لأن المال كان في يده لا في قلبه، و لأنه عرف الحكمة من خلق المال.
ففي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله عز وجل قال: " إن أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة".
النبي المعلم
ذبحت شاة عند النبي عليه الصلاة والسلام شاة فتصدقوا بها جميعا إلا الذراع، فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" ما بقي عندنا إلا الذراع" فصحح النبي عليه الصلاة والسلام العبارة و قال: " كلها بقي إلا الذراع".
فما أنفقته هو الباقي الذي تدفعه ثمنا لإنارة حفرة قبرك و توسيع رقعتك في الجنة، و لخطبة الحور العين المنتظرة لك على شوق، أما ما أبقيته.. فعما قليل سيفنى و تحت الثرى.
ب- المال نقمة:
و في المقابل قد يكون المال أعظم صارف عن الله، و أكبر عامل يلهي عن الآخرة، و يشغل بالفاني عن الباقي كما هو حاصل في زماننا، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: " إن لكل أمة فتنة، و إن فتنة أمتي المال".
فإن شراهة ابن آدم للمال لا نهاية لها، و لو كان لديه واديان من ذهب لتمنى أن يكون له الثالث، فيدفعه شرهه إلى تحصيل المال من أي مصدر و لو كان حراما لتنمو طبقات اللحم الحرام في جسده، فإذا اكتمل نموها الخبيث لم يصلح إلا أن تطهر بالنار.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:" كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به".
التاجر التائب
كان الحارث المحاسبي طفلا يلعب مع أقرانه أمام دكان تمار يوما فأراد التمار أن يصرفهم عن محله فأعطاهم تمرات كانت قد سقطت من أحد المشترين، فانصرف الأطفال إلا المحاسبي فإنه أخذ يرمق التمار من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ثم انصرف عنه، فلحق به التمار فقال: و الله لا أتركك حتى تخبرني بما دار في خاطرك قال: يا رجل...أتؤكل أبناء المسلمين السحت ؟! أتؤكل أبناء المسلمين الحرام ؟!لو كنت مكانك لبحثت عن صاحب التمر بحث الظمآن عن الماء البارد، ثم تركه و انصرف، ففزع التمار و قال: و الله ما تاجرت بعدها في دنيا قط.
2- الولد:
أ- الولد نعمة:
إذا أحسنت تربيته ، فكل حسنة يعملها توضع في ميزان أبويه اللذين ربيا و علما، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يخبر في حديث يحفز كل واحد على إحسان تربية أبنائه و تقويمهم فيقول: " إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟! فيقال: باستغفار ولدك لك".
فبفضل ولده الصالح ترتفع درجته بعد انقطاع عمله و يأسه من العودة إلى الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل، و ياله من استثمار !!أربح استثمار.
هل تحب ولدك؟!
إذا كنت تحبه بالفعل فاحرص على أن تزوده بالزاد الذي يبقى لينفعه في الحياة الأبدية لا أن تكتفي بالزاد الذي يفنى فلا يصل إليه منه شيء في الآخرة.
إذا كنت تحب ولدك فحفظه القرآن ، فإن الولد إذا حفظ القرآن ألبس والداه تاجا ضوؤه مثل الشمس، و يكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا جزاء ما قدما و غرسا في ابنهما، و لعل هذا هو الذي دفع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أن يقول:" أني لأكره نفسي على الجماع، رجاء أن تخرج نسمة تسبح الله".
ما أحلى موت الأبناء!!
دخل أبو إسحاق الجبنياني على ابنه عبد الله وهو يحتضر ،فلقنه الشهادة..فنطق بها ثم مات، فخرج على أمه فقال لها: أبشري يا أم عبد الله...، لقد مات ابنك على الإسلام، و جعل ثوابه في صحيفتك، فتطيبي و ارتدي أجمل ثيابك و أظهري شكر نعمة الله، ثم دخل حجرته و صلى ركعتين و ارتدى ثوبا جديدا و خرج على الناس و البشر ظاهر عليه!!
و ليس أبو إسحاق وحده بل كذلك الفضيل بن عياض حيث يقول عنه صاحبه ابو علي الرازي، صحبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا مبتسما إلا يوم مات ابنه علي ، فقلت له في ذلك: فقال: إن الله أحب أمرا فأحببت ما أحب الله.
حل اللغز!!
و السبب في هذا السرور العجيب هو ما أخبر به النبي عليه الصلاة و السلام: " إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم، فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون : نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك و استرجع، فيقول الله عز وجل: " ابنوا لعبدي بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد".
هل عرفت الآن لماذا وهبك الله العيال ؟!يا أبا العيال...
أبناؤك جواهرك
قال أبو حامد الغزالي : الصبي أمانة عند والديه، و قلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش و صورة، و هو قابل لكل ما نقش عليه، و مائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود خيرا أو علمه نشأ عليه، و سعد في الدنيا و الآخرة أبواه، و إن عود شرا و أهمل إهمال البهائم شقي وهلك، و كان الوزر في رقبة القيم عليه.
ب- الولد نقمة:
لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "الولد ثمرة القلب، و إنه مجبنة مبخلة محزنة".
مجبنة: تجعل الإنسان يسكت عن النطق بكلمة الحق خوفا من أن يلحقه سوء أو يلحق ولده، فيسكت عن منكر و يغض الطرف عن باطل.
مبخلة: تدفع الإنسان إلى الضن بأمواله عن الإنفاق في سبيل الله، إتباعا لقول العامة، و بئس ما قالوا : ما احتاجه البيت حرم على الجامع.
محزنة: فإذا شيك ابنه بشوكة، أو ديس له طرف، أو مرض امتلأ فؤاد أبيه حزنا و شفقة عليه.
أين هؤلاء من حال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رزقه الله أربعة عشر ولدا و خمس عشرة بنتا، و مع ذلك قال: " و الله ما طمع الشيطان أن يوسوس لي يوما في أرزاقهم".
و غير علي يسرق من اجل أبنائه، و يبيع آخرته بدنيا زائلة و يذوق عذاب النار بنعيم فان و ليت هذا النعيم كان له بل لغيره.
احفظ الله يحفظك
دخل مقاتل بن سليمان على المنصور يوم بويع بالخلافة، فقال له المنصور: عظني يا مقاتل، قال: أعظك بما رأيت أم بما سمعت؟!قال: بما رأيت. قال: يا أمير المؤمنين... عمر بن عبد العزيز أنجب احد عشر ولدا و ترك ثمانية عشر دينارا، كفن بخمسة دنانير، و اشتري له قبر بأربعة دنانير ووزع الباقي على أولاده، و هشام بن عبد الملك أنجب احد عشر ولدا و كان نصيب كل ولد من التركة مليون دينار و الله يا أمير المؤمنين لقد رأيت في يوم واحد ولدا من أولاد عمر يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله ، و احد أولاد هشام يتسول في الأسواق!!
3- الزوجة:
أ- الزوجة نعمة:
• حين تودع زوجها كل يوم وهو خارج للسعي على رزقه و تقول: اتق الله فينا فإنا نصبر على الجوع و لا نصبر على النار.
• حين تكون من النوع الذي دعا له رسول الله عليه الصلاة والسلام بالرحمة فقال:
" ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء".
• حين تقي زوجها السقوط في الفحشاء و تصرف بصره عن الحرام في عصر الفتن و تلاطم الشهوات و يسر الخطيئة و بروز العورات.
اشكر النعمة يا رياح!!
تزوج رياح القيسي امرأة فبنى بها، فلما كان الليل نام ليختبرها، فقامت ربع الليل ثم نادته: قم يا رياح، فقال : أقوم، فقامت الربع الثاني ثم نادته و قالت : قم يا رياح، فقال : أقوم، ولم يقم، فقامت الربع الثالث ثم نادته: قم يا رياح، فقال: أقوم، ولم يقم، فقالت مضى الليل و عسكر المحسنون و أنت نائم، ليت شعري من غرني بك يا رياح؟!و قامت الربع الباقي.
ب- الزوجة نقمة:
حين تدفع زوجها إلى أكل الحرام بتطلعها إلى زينة الدنيا و مد عينيها إلى ما متع الله به غيرها، فيسرق المسكين ليرضيها، و يفعل الحرام ليكفيها، و يدخل النار لتستريح!!
4- اللسان:
أ- اللسان نعمة:
اللسان هو العضو الوحيد في الإنسان الذي لا يتعب مهما عمل كثيرا و هذا من فضل الله عز وجل علينا حتى نزيد من غرسنا في الجنة.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة) وكم من أصبع سيعض ندما في الجنة علي النخيل الذي ضاع من بين يديه،وقد كان بوسعه أن يغرسه بفضل لسانه ولكنه زهد في نخيل الجنة،وصدق النبي صلي الله عليه وسلم حين قال : ليس يتحسر أهل الجنة علي شيء إلا علي ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله عز وجل فيها .
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت علي التفريط في زمن البذر
ما أرحم الله بنا !! ما احلم الله بنا ما ألطف الله بنا.أعطانا نعمة اللسان ليكفر بها عنا السيئات ، ويمحوا الخطيئات ،وندخل الجنة ، فهلا عرفنا الحكمة من خلق اللسان يا سادة حتى نعمل بها لا بعكسها ؟! وهل يا تري ستكون أخي القارئ من القليل الذي عناه النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث :"خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة ألا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبر عشرا فذالك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر الله أربعا وثلاثين إذا اخذ مضجعه ويحمده ثلاث وثلاثين ويسبح ثلاث وثلاثين فتلك مائتين وخمسون باللسان وألفان وخمسمائة في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة.
لطيفة :
قال مخلد بن الحسين : ما تكلمت بكلمة أريد أن اعتذر منها منذ خمسين سنة.
والسابقون والسابقون
• قص إنسان شارب معروف الكرخي فلم يفتر عن الذكر فقال : كيف أقص .قال أنت تعمل وأنا أعمل .
• قال حجام لأحد السلف سكن شفتيك قال : قل للزمان حتى يسكن.
• كان داوود ابن أبي هند يحدث الفتيان فيقول لهم أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به..كنت وأنا غلام أتردد علي السوق فإذا انقلبت إلي بيتي جعلت علي نفسي أن اذكر الله إلي مكان كذا وكذا فإذا بلغت ذالك المكان جعلت علي نفسي أن اذكر الله كذا وكذا حتى آتي المنزل .
ب-اللسان نقمة:
وقد يكون اللسان نقمة حين يكون سببا في دخول النار بكلمة قالها أو لفظة تلفظ بها قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :إن الرجل ليتكلم بالكلمة لايدري بها باسا يهوي بها في النار سعين خريفا.
هذه الكلمة وإن استخف ها قائلها تعكر الصفو وتغضب الرب وتجلب السخط ولهذا لما عيرت السيدة عائشة صفية رضي الله عنهما بكلمة تعني أنها قصيرة تغير وجه النبي عليه الصلاة والسلام وقال لها لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
عون من ابن عون !!
ولهذا حرص الصالحون علي ملك ألسنتهم لا تودي بهم إلي قعر جهنم وسراديب النار.فعن خارجة بن مصعب: صحبت ابن عون أربعا وعشرين سنة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة بل كان ابن عون لا يغضب فإذا أغضبه رجل قال له: بارك الله فيك.
ولخطورة اثر اللسان كان الشافعي دائما يردد:
احذر لسانك أيـــها الإنسان لا يلدغنك أنـه الثعبان
كم في المقابر من صريع لسانه كان تهاب لقاءه الشجعان
وقد فضل البعض الصمت على الكلام، و فضل بعضهم الكلام على الصمت لكن الحسن البصري حسم المقارنة بقوله: " إملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر".
لطيفة
اغتاب رجل أخا له عند إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة فسأله إياس أغزوت الروم ؟!قال لا أغزوت السند قال لا قال أغزوت الترك قال لا قال: سبحان الله.. سلم منك كل هؤلاء ولم يسلم منك أخوك المسلم.
5- العين:
أ- العين نعمة:
* خلق الله العين لتكون إحدى عينين عناهما النبي عليه الصلاة والسلام في قوله:" عينان لا تمسهما النار أبدا عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرص في سبيل الله".
* خلق الله العين لتتفكر بها في خلقه و تتجول بها في ملكوته فيزداد إيمانك و ينمو يقينك فيعلو هتافك ( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) .
* خلق الله العين لتغض بها بصرك عن الحرام فتتزوج الحور العين هذا هو المهر الذي سماه لك أبو الدرداء فقال: من غض بصره عن النظر الحرام زوج من الحور العين حيث أحب.
نظرة أغلى من الذهب
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: " إن الرجل إذا نظر إلى امرأته و نظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما".
ب- العين نقمة:
حين تطلق على الحرام فيفتح باب من أبواب النار .
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس و الوتر
و العبد مادام ذا طرف يقلبه في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
أخـــــي.. هل سمعت هذا الحديث الذي كنت أتمنى أن يكون صحيحا.
" النظرة سهم مسموم من سهام إبليس يصيب بها قلب المؤمن من تركها مخافة من الله أبدله الله إيمانا يجده حلاوته في قلبه ".
لا تتبع النظرة النظرة
قال بن القيم:
"النظرة مثل الحبة تلقى في الأرض فإذا لم يلتفت إليها يبست، و أن سقيت نبتت وكذلك النظرة إذا لحقت بمثلها ".
6- الوقت:
أ- الوقت نعمة:
وذلك ما اخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون يهما كثير من الناس الصحة والفراغ".
يعني أن المستفيدين من أوقاتهم قلة وان الكثير مفرط مغبون قد صرف وقته في غير محله.
و الغبن أن تشتري بأضعاف الثمن أو أن تبيع بأقل من الثمن الذي اشتريت به فمن تفرغ ولم يسعى إلى صلاح آخرته فهو كالمغبون الذي خدع في البيع. وهذا لأن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها غدا فمن استعمل فراغه و صحته في طاعة الله فهو الفائز بإذن الله .
نماذج مدهشة
• الحافظ القدوة شيخ الإسلام حماد بن سلمة قال عنه تلميذه عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة : انك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا و لهذا كافأه الله بأن توفاه وهو يصلي.
• كان الإمام بن تيمية الجد مجد الدين أبو البركات: إذا دخل الخلاء يقول لجليسه اقرأ في هذا الكتاب و ارفع صوتك حتى اسمع حتى لا يضيع من وقتي شيء.
• الحافظ الحجة الأوحد عبيد بن يعيش الكوفي شيخ البخاري ومسلم قال عن نفسه أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل كانت أختي تلقمني و أنا اكتب الحديث..
• سيد الحفاظ وشيخ المحدثين يحي بم معين:قال: كتبت بيدي ألف ألف حديث.
• ولهذا بلغ من العلم مبلغا قال عنه الإمام احمد:كل حديث لا يعرفه يحي بن معين فليس بحديث.
• أبوعثمان الباقلاني :إني وقت الإفطار أحس بروحي كأنها ستخرج.لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر .
• هذه النماذج العالية والهمم الوثابة هي التي يصدق فيها قول الشاعر :
• سعدت أعين رأتك وقرت والعيون التي رأت من رآكا
لطيفة
قال ابن الجوزي ينصح ولده :
" و اعلم يا بني أن الأيام تبسط ساعات و أن الساعات تبسط أنفاسا و كل نفس خزانة فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم، و انظر كل ساعة من ساعاتك لماذا تذهب فلا تودعها إلا إلى اشرف ما يمكن و لا تهمل نفسك و عودها اشرف ما يكون من العمل و أحسنه و ابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه".
إذا بلغ الفتى ستين عاما فنصف العمر تمضيه الليالي
و نصف النصف يمضي ليس يد ري و باقي العمر هم واشتغال
ب- الوقت نقمة:
حين يبذل في شراء النار بعصيان الجبار و بيع الجنة بابخس الأثمان و لهذا قالوا : من علامات المقت إضاعة الوقت ، فمن ابغضه الله شغله عن ذكره و أضاع وقته.
أخي...الكسل بئس الرفيق و تضييع الأوقات يورث الندم يوم القيامة و زلة الأقدام فوق الصراط و عض أصابع الندم في جهنم.
فانتبه لنفسك و كن عالما أو متعلما أو مطالعا أو مستمعا أو قارئا أو تاليا أو ذاكرا أو عابدا.
و لا تكن قاتلا أوقاتك.. خانقا أنفاسك.. مبددا ساعاتك طالبا للراحة و الكسل على حساب الجنة و العمل.
نداء إلى الشباب
أرسلته إليكم امرأة هي التابعية الجليلة حفصة بنت سيرين فقالت:
خذوا من أنفسكم و انتم شباب فاني ما رأيت العمل إلا في الشباب.
و لسرعة انقضائه التي تشبه البرق إذا ومض قال الإمام احمد"
ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط.
فاعملوا أيها الشباب قبل فوات الاوان و حلول الموعد و زيارة ملك الموت بل اعملوا قبل أن يغزو الشيب رؤوسكم فتضعفوا عن القيام و تفتروا عن الصيام و تندموا كما سبق وندم أبو عثمان الجاحظ الأديب المشهور فقال:
أترجو أن تكون و أنت شيخ كما قد كنت أيام الشباب
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب قديم كالجديد من الثياب
و من علم أن الشباب ضعيف لا يعود شغل هذه المرحلة من عمره بطاعة الله و استعان به على الصالح لدينه و دنياه و من تعود في صغره على شيء كان قادرا عليه في كبره و من اتبع نفسه هواها ندم حين يشيخ و لات ينفع الندم.
أخي الشاب...
اغتنم فرصة شبابك و دع عنك الاعتذار عن أعمال الأبرار و صحبة الأخيار و دموع الأسحار.
إذا كان يؤذيك حر المصيف و كرب الخريف و برد الشتا
و يلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي متى
قدوة الشباب
سعد بن معاذ- سيد شباب الأنصار- اسلم قبل الهجرة بعام واستشهد في العام الخامس من الهجرة أي عاش مسلما 06 سنين فحسب ومع هذا كان من بركة استغلاله لأوقاته طوال هذه السنوات الست أن اهتز عرش الرحمن لموته، و شيعته الملائكة إلى قبره و لما تعجب المسلمون من قطعة حرير و لينها قال لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: " و الذي نفس محمد بيده...لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".
هذه القدوة يا شباب فأين المقتدي ؟ هذا الطريق فأين السالك؟
وماذا بعد الكلام
أخي...اعلم أن من لم يشكر نعم الله عليه عرضها للزوال.
شكر نعمة المال :
أخرج زكاة مالك ،فإن لم تجب فيه الزكاة فأخرج منه صدقة فإنها مهما صغرت وقاء لم من النار ..اتقوا النار ولو بشق تمرة)
الطالب يخرج من مصروفه، والفقير يعطي من هو أفقر منه، والمحتاج يمنح من أعدمته الحاجة، والغني أولى من أولئك جميعا بالإنفاق.
شكر نعمة البصر.
اجعل لنفسك ساعة كل أسبوع تتفكر بها في خلق الله، أو شاهد برنامجا يعالج هذا الأمر (العلم والإيمان)أو اخرج في رحلة خلوية مع اهلك تجعل فيها وقتا للتدبر.(العبادة المهجورة)
أعصر عينيك لتبكي ..اشهد الجنائز لتبكي..احضر دروس العلم والرقائق لتبكي..اقرأ القرآن بحزن لتبكي ..تفكر في ذنوبك لتبكي ..
شكر نعمة اللسان :
أ-لا يزال لسانك رطبا بذكر الله: اشغل لسانك بالذكر في المواصلات..في الطريق ..في الشارع في أوقات الفراغ ولا تصرف وقتا في غير الفائدة.
ب-الأمر بالمعروف والحث علي الخير والدعوة إلي الله من أعظم أعمال اللسان أجرا وبركة.
ج-لا تطلب الربح وأنت تضيع رأس المال.لا تكذب لا تغتب لا تشتم لا تنم لا...
شكر نعمة الأولاد
أ-احرص علي أن تحفظ أولادك كتاب الله عز وجل بنفسك أو عن طريق محفظ.
ب-اجعل كل أسبوع معهم جلسة تربوية تقرا معهم فيها كتاب الله تعالي وباب من أبواب السنة(من رياض الصالحين مثلا)واخرج بتوصية عملية تنفذها معهم خلال الأسبوع
ج-تعهدهم في الصلوات ..علموهم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر.
واحرص علي اصطحابهم إلي المسجد في الصلوات الجامعة وبكر معهم للجمعة.
شكر نعمة الزوجة:
أ-اتفق معها علي أن تحفظا من كتاب الله عز وجل وردا ثابتا من كل أسبوع.
ب-أسألها عن صلاتها وقرآنها وعلاقتها بربها ،كما تسألها عن أحوال بيتها وأبنائها .
ج-ترفق معها في النصيحة وتدرج في التنفيذ.فما كان الرفق في شيء إلا زانه (رفقا بالقوارير)
.شكر نعمة الوقت :
أ-نظم جدولا لأعمالك خلال الأسبوع وحدد أوقات الفراغ استعدادا لملأها .
ب-الواجبات أكثر من الأوقات ،فعاون غيرك علي الانتفاع بوقته، وان كان لك حاجة فأوجز في قضائها.....
يتبع.........