رَغِبتُ في كسْر بَوصَلةِ الزمَن
التي طالمَا كانَتِ العَائِقَ بَيْني ..وَبَيْنك..
وَأزْدَهِي بِخُضُوعِكَ المُمَجّـد..
بَحَثتُ عَن الأنثى المُتَجذّرةِ في قَفَصِكَ الصّدْري
وَوجدْتُنِي أغتَصِبُ ضنُونَك ..
وأسْبَحُ في خَيالِكَ المِثالِيّ ..
لمْ أكًنْ أعلَم أننِي في لَحَظاتِ تمرّدِي
سَأنْفرِدُ بِكَ خِلسَة ..
وَأترُكُ العالَمَ وَرَائِي ..
أمارِسُ طُقوسَ الهَوَى بَيْنِي .. وبَينـك ..
عُبُوراً انتِقاليـا يُجيز لِقلبِكَ السعيَ لإعَادَةِ ترْتِيبَاتِه ..
وَإشعَالِ فَتِيـل لَهَبٍ لَطالمَا كان بَقايـَا رَمَادٍ مُحَنّـط ..
أكَادُ أجَنّ من حَالةِ الهِيستِيريا الجَارِفَة
التي شكّلتْ إفْرَازاتِهَا بِدَمِي ..
كَلبِنَـةٍ شكّلتْ غَرَامَكَ المجْنون
كَقِطْعَةِ سُكّـر رُبّمَــا ..
أثارَتْ قدُرَاتِي ..
وَزعْزعَتْ تَفاسِيرِي ..
تَرْجَمَتْ هَيَامِي ..
وَرَسمَتْ عُنفوَانِي ..
بِنهَمٍ طـاغٍ لأمْنِياتٍ مُتَجذرَةٍ
على كَفّــكَ المُحْتَوِينِــي ..
كَانَ مَزِيجـاً مِن جُنون
أطْبَق عَليّ بِكِلتَا يَدَيْه
لِيُفسِحَ المَجَال لِكلّ الترسبات
في الظّهُورِ عَلنــــــاً ..
لِلعُبُورِ إلى مُنتَجَع هَوَاك..
بِدِفءٍ صَارخٍ مَجْنون
اسْتوْطننِي..
كُلّ شيءٍ كَانَ يُوحِي بِمِلكِيتِكَ لِنَبْضٍ القلب
وَكُلّ نَبْضٍ كانَ تَوّاقـاً لِمِساحَاتِك ..
حَيْث التَقيْنَا أوّلَ مَرّة ..
وحيْث تَسْبِقنِي خُطوَاتُكَ دَوْماً ..
لِِتَشحَنَ رَغبَةَ عِشقِكَ المَغمُور
ولأكُونَ حينَهَا أنْثاكَ الربِيعِية
قلبــــاً مَزهُوّاً بِهَواكَ المُتَجَانِس..
وَرُوحاً مُثمَلة بِنَشوَةِ أنْفاسِك
فرَكْبُكَ سَايَرْتُه ..
وَأحْلامُكَ تَبَنّيْتُهَـا..
وَغرَامُكَ أسَرَ تَوَجّهَاتِي..
فدَعْنِي أوَشْوِشُ أفكَارَك..
وأسْتَلِذ باحْتِمَائِك..
وأعْزفٌ سِيمفونِية عِشْقِي ..
لِتَخْتَزِلَ صَدَاكَ البَعِيـد ..
ويُحَطّمَ الاشتِيَاقُ حُدُودَ المَسَافات
لِتَحْمِلنِي أشْرِعَةُ الهَوَى
إلى جَزيرَتِكَ المُتْرَفَـة ..
فأغْفُـــو..
لأجِدَني ..
بَيْنَ يَدَيْك ..
حَبِيبـاً جزّأ أوْصَالِي ..
واسْتَلمَ مَفاتِيحَ زِمَامِي..
بَصَمَ تارِيخِي..
وَسَجّلَ شهَادَةَ مِيلادِي
في ثنَايـَا قلبِهِ الكَبِيـــر ..