ماهو شعورك عندما يفاجئك معاق ويقول لك يا أخي لماذا تقف في موقفي ؟!
لقد حدث هذا الأمر أمامي في إحدى الأماكن العامة في مدينة الخبر عندما حضر معاق مع سائقه ، ووقف خلف سيارة وقفت في موقف خاص للمعاقين وأمام هذا الموقف لوحة واضحة عليها علامة معاق مكتوب عليها ( موقف خاص للمعاقين ! )
رأيت المعاق منزعجاً بادرته قائلاً :
أنا خارج بسيارتي وبإمكانك أن تقف في موقفي .
قال يا أخي ليس الأمر عندي الآن موقف فقط ، ولكن لماذا يقف هذا في موقفي الذي خصصته لي الدولة !
قلت : ربما أن صاحب هذا الموقف معاق !
قال : لو كان معاق لوجدت ملصق على زجاج السيارة الأمامي يدل على أنه معاق كما هو موجود الآن على سيارتي .
حقيقة كانت حجته قوية ، وقلت لعل رجل المرور يحضر الآن حتى نخبره بالأمر .!
لم نلبث طويلاً حتى حضر صاحب السيارة وإذا هو بكامل صحته ماشاء الله تبارك الله !!
وقبل أن يركب سيارته نادى عليه صاحبنا المعاق بعد أن نزل من سيارته وكان على عربة متحركة ، حيث سأله صاحبنا المعاق يا أخي لماذا تقف في موقفي وأنا المريض المعاق وأمامك لوحة مكتوباً عليها موقف خاص بالمعاقين ؟ !
حقيقة كان الموقف محرج جدا جدا جدا لصاحب السيارة الذي وقف في موقف المعاق ورأيت والله وجهه قد أحمر من شدة الخجل وبدأ يتأسف من المعاق ويسلم عليه ويقبل رأسه ويقول والله لقد أخجلتني من نفسي وليس لي وجه أن أتحدث أمامك ولكني ظننت أني لن أتأخر ولم أتوقع أن يحضر معاق ليقف في هذا الموقف بهذه السرعة !!
رد عليه صاحبنا المعاق وقال : هذا الموقف هو ملك لكل معاق وهو موجود في جميع دول العالم وهو حق من حقوقنا على هذه الدولة !
حقيقة أنا أعجبني تصرف الرجل واعتذاره ولكن يبقى أنه مخطئ في هذا التصرف وتخيلت لو أني كنت أنا وأنت في مكانه فما هو شعورك !!
وللأسف أن هذا الموقف يقع فيه بعض الناس هداهم الله ويصرون على الوقوف في هذه المواقف المخصصة للمعاقين ، ولا نجد محاسبة واضحة من رجال المرور في التعقيب على هذه الأماكن ، وهو أن تتم سحب أي سيارة ليست خاصة بالمعاق ، حيث من المعروف أن أي معاق يعطى ملصق خاص يصرف له من وزارة الشئون الاجتماعية يضعه على زجاج سيارته الأمامي يشير إلى أن صاحب هذه السيارة رجل معاق !!
أين الإحساس بمشاعر المعاقين !!
أسألكم بالله أليست هذه أنانية وعدم احترام لمشاعرهم !!
ألا يؤثر وقوفك في موقف معاق على معاناة المعاق نفسيا وجسديا !
كنت أظن أننا تجاوزنا أهمية الوعي الإعلامي في إرشاد الناس وتثقفيهم بمثل هذه الأمور !
وللأسف أن الدول الأوربية أشد منا في تطبيق الأنظمة، حيث يعاقب كل صاحب سيارة يقف في موقف معاق وتطبق بحقه الأنظمة الصارمة !!
ولكن :
من أمن العقوبة أساء الأدب !!
وأضيف:
تنتشر في أرجاء بلادنا مواقف المعاقين. فتراها في الأسواق ومراكز التسوق وقرب المؤسسات الحكومية والأبراج.
للأسف ترى في أغلب الأحيان غير المعاقين يوقفون سياراتهم فيها. بعضهم بكل بجاحة وتبلد، وقد شاهدت أحدهم في أحد مراكز التسوق وهو يوقف سيارته الفارهة على موقفين من مواقف المعوقين(!!) ويخرج بكامل زينته ويدخل المركز! وعزاؤنا هو أن هؤلاء من المعاقين ذهنيا وشعوريا. أعاذنا الله من هذا البلاء فهو أسوأ أنواع الإعاقة.
والنوع الآخر هو اللا مبالي. والذي يعذر نفسه بأن مشواره سريع وأنه سيعود بسرعة. وليدلل على استعجاله يقوم بإضاءة أنوار الطوارئ أثناء رحيله. ماذا لو جاء شخص بحاجة إلى هذا الموقف خلال الدقائق الخمسة التي أوقف فيها المستعجل سيارته في موقف المعاقين؟ لا أعتقد أن صاحبنا سأل نفسه هذا السؤال.
ونقطة أخرى لاحظتها في بلادنا.
دخلت مرة أحد المساحد ولاحظت وجود مواقف مخصصة للمعاقين وأعجبتني اللفتة. وعندما دخلت للوضوء لاحظت وجود شخص معاق على كرسيه المتحرك يحاول الوصول إلى مكان الوضوء فلم يستطع بسبب نظام الأحواض الذي يلزم المتوضئ على الجلوس على الدكة أمام الصنبور وهذا خيار غير مطروح لأخواننا المعاقين. ثم عانى أكثر من ذلك عندما انتبه إلى أن الدخول إلى المسجد يستوجب صعود عدة درجات!
المسألة لا تتوقف عند مواقف السيارات يا أخوان. عندما توفر جهة ما مواقف للمعاقين امام مبناها فلابد من توفير كل التسهيلات التي تحتاجها الفئة
[/SIZE]
[SIZE=5]تفضلي