فَـ حين نُحبْ نُخفيْ مشاعِرُنا و نخافُ أنْ يُفضحَ أمرُنا ..
فَـ تَجدُنا نُراجعُ كُلَ شيءٍ بعدنا , خشيةَ أن نكونَ قدْ تركنا
أَيُ شيءٍ يُدينُ حُبنا و يكِشفَ أمره ..
و قبلَ أن نخرُج لِلناس , نقِفُ طويلاً أمامَ المِرآة لِنُخاطِبَ أنفُسَنا
و نُوصيها بِأنْ تكونَ أكثرَ شدةً و صرامة ..
و أنْ لا تُحاوِلَ فضحَ أمرِنا باِلتفاتةٍ حين يُذكرُ اِسمُ من نُحبْ
أو بِرعشةِ شوقْ إذا ذُكِرَ أَيُ شيءٍ يجعلُنا نَرسِمُ ذلِكَ الحبيبْ
فيْ مُخيلتنا حينها , و لا حتى بِسرحانٍ قَدْ يُعرِضُنا للِإحراج
و السؤال عن السبب ..
حتى تِلكَ التنهيدة التي قَدْ تخرُج لِأيْ سببٍ يتعلق بِالحبيبْ
هيْ مُحرمةٌ علينا ..
و بعدَ أخذِ تِلكَ الِاحتياطاتْ نجِدُنا جاهزين لِمواجهةِ البشر
فيْ أيْ مجلس من أهلٍ أو أصدقاء ..
و فيْ ذلِكَ المجلس لو سُئِلنا عن رأينا في الحُب , سَنُجيبُ
بِأنهُ حَقٌ مشروع و بِأَنهُ شيءٌ رائع و لذيذ , و بِأنهُ لو لمْ يوجدْ
على الدنيا لَسعينا جاهدين لِخلقه ..
و نبدأُ بِالتضجر لماذا لا نعيشُ حياةً كَـ حياةِ الغرب
أو كَـ حياة بعضِ الدولِ العربية حولنا ..؟!
نُحبُ و نُصرحُ بِذلكَ كما يفعلون همْ , بِدونِ خوفٍ
أو حرج , نحكي قِصَصَنا مع الحبيب و نَستعرِضُ
لِلجميع صورهُ و هداياه و كل شيءٍ يَرتِبطُ به ..
بِربكمْ ألسنا متناقضين ..؟!
لماذا نُناديْ بِحريةِ الحب و التعبيرِ عنه , و نَحنُ
حينَ نُحبْ نخاف و نُحاول جاهدين تخبئةِ أمرِنا ..؟!
لماذا لا نكون أكثرَ صِدقاً و جُرأةً مع أنفُسِنا ..؟!
لماذا نهتمْ كثيراً لِلناس من حولِنا , حتى و لو كان
ذلِكَ على حسابِ مشاعرِنا و عُمرنا الذي يضيعُ فيْ التخفي
و العيشِ في الظلام ..؟!
أَسئِلةٌ كثيرة أَعلمُ أنَهُ لا مُجيبَ لها , فَـ إنْ كُنّا لا نملِك
الِإجابة عنها نَحنُ أصحابَ القضية , فَـ لا أحدَ مُلزمْ في تَكلُفِ
الإجابة و البحث عنها ..
ما أتمناهُ بِحقْ , أنْ نُحاوِلَ جاهدين في البُعدِ عن التناقض
و أَنْ نخلُق لِأنفسنا جواً صريحاً و آمناً , بعيداً عن خوفنا
من الناس ..
و أن نبتعد أيضاً عن لعبِ دور المظلومين و الحائرين ..
لِنُصرِحَ بِكُلِ ما يخصُنا ما دُمنا نُحبْ أن نَعيشهُ على أرضِ الواقعْ
جاعلين الناس آخر اهتماماتنا !
فَـ نَحنُ لا نعيشْ أكثرَ مِنْ حياةٍ واحدة , و أعتقدْ أننا و من فيْ قلِبنا
نستحقُ أن نعيشَ تِلكَ الحياة الوحيدة بِحرية و كما نحبُ و نُريد ..
أ ليس كذلك ..؟!