* تحدث إلى «الشرق الأوسط» الدكتور محمد عبد الرحمن حلواني، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الملك فهد العام بجدة، والاستشاري بمجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة، معرفاً مكافحة العدوى المكتسبة في المستشفيات بأنها علم مستقل بذاته على الرغم من أنها تدخل في كل عمل أو إجراء طبي علاجي لأي مريض مهما كان سنه أو كانت حالته المرضية، وأكد أن غسل اليدين من قبل الطبيب، مثلا، قبل وبعد فحص المريض، هي الخطوة الأولى لمنع انتشار أي ميكروب من الطبيب إلى المرضى أو بين المرضى بشكل عام.
ولم تكن هذه الحقيقة معروفة حتى اكتشفت من قبل العالم الهنغاري سيميلويز في القرن التاسع عشر، الذي وجد أن النساء الحوامل اللائي أصبن بحمى النفاس بعد الولادة، كن قد تعرضن للكشف من قبل مجموعة من الأطباء لم يغسلوا أيديهم، واستنتج بعد دراسة أجراها أن اليدين هما العامل الأول في انتقال الميكروب إلى المرضى. ولم يعرف علم مكافحة العدوى في ذلك الوقت كعلم مستقل بل كان كجزء من الطب ثم أُدرج بعد ذلك تحت الطب الوقائيPreventive medicine إلى فترة ليست بالقصيرة، ثم أُدخل تحت تخصص الأمراض المعدية حتى أصبح علماً مستقلاً بذاته مع بداية التسعينات. ثم تطور هذا العلم بعد ذلك حتى أصبح له أساتذته ومعاهده المتخصصة حول العالم.
وتأتي أهمية العدوى المكتسبة في المستشفيات إلى عدة أسباب منها أن العدوى تزيد من خطر الوفاة ومضاعفات المرض وتزيد من مدة بقاء المريض في المستشفى وتؤثر بشكل كبير على جودة العمل الطبي والذي يحتاج فيه المريض المصاب إلى جهد أكبر للإشراف عليه ناهيك عن زيادة التكلفة وإشغال الأسرة.