عندما قال الصباحُ :
" سوف آتي "
و انفنى ليلٌ ظننّاه انفنى
جاء عصفورٌ على الشباك يشدو
أجمل الألحانِ ..
يعدو
هارباً من ظلمةِ الليل إليّ ..
راسماً بعض الدموعِ
في منافي وجنتيّ ..
فاعتلى في الصدر صوتٌ لصراخٍ
إذ تذكّرتُ المنى
صوتُ الأمل :
[ابتسم فالليلُ غابَ .. و السنا في الصبحِ جابَ
و الهناءُ اليوم ألقى .. فوقنا الخيرَ .. و طابَ
أيها العصفور غرّد .. أعدمَ الصبحُ الذئابَ ]
..
كنتُ عصفوراً صغيراً
أحتوي الدنيا بظلي
عندما تشرق شمسٌ
أو هلالُ ..
كان كوني من سماءٍ
و اعتلاءٍ
كنتُ حُرّاً
كنتُ لا أخشى انطفائي
قبل أن
ترسم الأزمان عشي
بين قضبان العناءِ
" كنتَ حاولتَ الهروبَ ؟؟ "
ما استطعتُ
كلما حاولتُ شيئاً
شُدّ قيدي
غُلّت الحيلة حتى
ماتت الآمالُ عندي ..
ماتت الآمال عندي ..
صوتُ الأمل :
[إنما ماتَ قنوطٌ .. لا تقل مات الأمل
إنما اليأسُ مُقيتٌ .. منهُ فاقطع ما اتّصل
لا تقل ما عاد يُجدي .. ما لجدواهُ أجل ]
..
دميتي شُلَّ بريقٌ
كان يحوي مقلتيها ..
ابتساماتي طفيفة
رفرفاتي ..
كلها صارت خفيفة ..
لم يعد في الأرض ملجأ ..
آهِ ، غارَ الجرح فيَّ
و غدت روحي ضعيفة ..
صوتُ الأمل :
[قم و حاول أن تطير .. و امنح الزهرَ العبيرَ
كل شيءٍ في انتظارٍ .. لا تكن قلباً كسيرا
أنتَ روحٌ من جمالٍ .. كن لباغيكَ مطيرا
انطلق فالأفق يرنو .. لجناحيكَ كثيرا
مزّق الأقفاص هيّا .. قل : " أنا جئتُ أخيرا
أيها السجان مهلاً .. ستذق مني سعيرا أيها الأكوان مهلاً .. إنني جئتُ منيرا
كلَّ ليلٍ رام يدنو .. منكِ ، ما كان جديرا
سوف أجلو عنكِ حزناً .. لستُ ذا اليومَ أسيرا
إنني يا أفقُ حرٌّ .. سوف آتيكَ غديرا
سوف أسقي الروض حباً .. و جمالاً .. و عطورا
قبل أن يُكملَ قيدي .. قفصي صرتُ كبيرا
مزّق الجناحُ غلّي .. حان حان أن أطيرَ ]
..