جلست أتأمل فنجان القهوة...لكم يشدني ذلك البخار المتصاعد منه...لم أكن كباقي الحاضرات... أشياء بسيطة تشدني أكثر من حديثهم...في الوقت الذي لا تعني فيه شيئا لهم..
لو لم أكن مجبرة على الحضور لما وجدت هنا..ولكن..تحول الظروف بما لا يشتهيه الإنسان..
شئء جميل أن يكون للإنسان أمور خاصة , تستغرق منه وقتا طويلا في التفكير فيها...يتلذلذ بها....ويكون لها وقع جميل في نفسه..
الجميع منهمكون في الكلام بهموم الحياة وأشغالها , وأنا كعادتي ؛ أتأمل بخار القهوة , أستمع لأصوات الأطفال المقيمين في الغرفة المجاورة . ثمة كلمة واحدة في حديثهم استرعت انباهي , وأعادت لي بعض ذكرياتي الجميلة...جعلتني أتذكرها...أتذكر صوتها..حديثها..وكل شيء فيها..واكن الآن , وبعد طول الزمان , ليس بوسعي أن أقدم لها سوى الدعاء. انسحبت بهدوء , وقمت أصلي ...دعوت لها , ورجعت من جديد لأرى المكان وقد فرغ من الحضور , وفنجان القهوة وقد اختفى بخاره الصاعد منه , ولم يعد له قيمة عندي..