( من حطام الذكرى )
| بقلم قائل الأساطير
...وتهادت بين ذراعي فتاتات الذكريات وكأنها قطرات الندى الشفافة , تخترق جلدي وتمتزج على وجنتي مع الدموع.
كانت جميلة تلك الأيام وأحتفالاتها الصاخبة بشغفي و جنوني , آه ما أجملها
تطويني بين أسلاف الماضي و تدحرجني من أعلى قمم التاريخ الممجد بوجودي من ضمن أرقامه وأيامه وشهوره وسنينه .
وأصل قاع اليأس القديم الأبدي , لا محاولات للخروج من أطار الخيال الذي صممته بيقيني .. وكيف أخرج إذن .
أدري أن الأمنيات العظيمة من المحال تحقيقها ولاهي قناعات ولا استسلام , أضحي بالكثير منها على حساب
راحة غيري وأترك لهم الدنيا يتمتعون بها لوحدهم ومع من يريدون ممن فضلوهم علي . .
لكنني أمضي كغيري من التائهين إلى حيث لا أعلم , وأشتق من معاناتي دروب جديدة لايساورها إلا الشك
و عدم الثقة بالوصول إلى النهايات التي أتوقعها أو أظنها .
وكم أكره هذا الضمير " أنا " أجده ُ مغرورا ً أكثر من باقي الحروف لا أحتمل أجوبة يقال فيها أنا ,
المسألة تفوق المعنى الجوهري , وكأنها رصد يحرس ظلما ً شخصيات الكثيرين.
أراهم يتنقلون ويتلونون على هوى المستحدثات اليومية لا فِكر معين ينهجوه فيريحونا .
ذاك خيالي يستنبط الأحوال اليومية من طيات الماظي والحاضر , وأقف صامتا ً أتأمل بذهول خناجر الغدر المطعونة في ظهر
الزمن , أهي قدرة روحية ترسلني لأتسربل بين الحاضر والأمس وأعانق المستقبل .؟ ما أخترعت آلة الزمن ولم أتفرغ
لفِكر وعقلية آنشتاين . أتذكر أني كنت أحلم يوما ً أن أصبح عالم وأضع نظريات جديدة في علم الحساب
وأخترع أجهزة تجتاز حدود العقلية . نعم كانت أحلام يقظة لا أكثر ولا أقل ..
أتزود من نزواتي المؤمنة بالقضاء والقدر , وهي نزوات دائمة لا تنضب , لأفرغ زجاجات فكري الممتلئة بالضجيج والضجر ,
أفرغها في قلبي و أجدد علاقتي مع عواطفي المتمرسة على خذلاني دائما ً .
هي رؤية ولم تفارقني كبرجوازية لم تنفك َ عن الظلم حتى لو تعددت الأسماء وطال الزمان .
أعتقد أني بت ُ أدون تاريخي .. وهذا الشيئ الذي ما رضيته ُ يوما ً . لكنني سأحاول أن أدفنه دائما ً بين الحروف
وأنتظر إشراقة الحلم المنتظر هذا لو تم تفسيره !
فهناك لا تكمل معي إلا نواقص الحكايات , المستعصية بين أصابع الحكايات الخرافية , والأكثر غرابة أن لغم
الخيال الموقوت لم يتفجر حتى الآن ..
يادمعي المسكين
يذبل الليل بعد الأرق الطويل
كيف السبيل
لأحراق حكمة المجانين ..
تسترخي شرايين القلب
وتسحق باقي بهجاتي البسيطة
وكيف أنشدها مأساتي
تنهار الأماني
تهدد بالأعدام بعد الحكم المؤبد في سجن معاناتي
تُكتشف بجسدي أهول الجروح
فيجيئ حلمي المخاض
يولد اليأس
ويكبر بين أحضاني الباردة ..
يسددني الريح في وجه الأيام القاسيات
وأصبر ..
وأتيتم على مر الوقت التعيس
ولا أشكو حكاياتي
إلا لربي وأدعو حسن خاتمتي ..
| كتبت في 672010