توقع ارتفاع نسب نجاح طلبة "التوجيهي" للدورة الصيفية
أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم أن المؤشرات الأولية لتصحيح مباحث شهادة الدراسة الثانوية، والتي انتهت أعمال لجانها يوم الاثنين الماضي، كشفت عن ارتفاع متوقع لنسب نجاح الطلبة في الدورة الصيفية الحالية.
وعزت المصادر أسباب الارتفاع في نسب النجاح، الى عوامل كثيرة، من أهمها قدرة وزارة التربية والتعليم على توفير أجواء مريحة للطلبة أثناء تقدمهم للامتحانات، إلى جانب حفظ الهدوء النسبي داخل القاعات، من خلال أسئلة الامتحانات التي التزمت بالمنهاج، وكشفت عن التمايز المعرفي بين الطلبة "بالجودة والمعيارية" المطلوبتين.
وكانت نسب النجاح بلغت في الدورة الصيفية لعام 2009، 59.8 % لسائر الفروع الأكاديمية والمهنية، بينما سجلت في الدورة نفسها للعام 2008، 62.3 %.
ويعد تذبذب نسب النجاح في امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة طبيعيا، وذلك بحسب أعداد الطلبة المتقدمين، ففي العام 2009 تقدم للامتحانات 113 ألف طالب وطالبة، في حين تقدم للدورة الصيفية في العام 2008 نحو 104 آلاف طالب وطالبة من جميع الفروع الأكاديمية والمهنية، أما للدورة الحالية فتقدم لها 118 ألف طالب وطالبة.
إلى ذلك فإن المؤشرات الأولية، التي بشرت بها لجان تصحيح "التوجيهي"، وقالت إن نسب النجاح قد ارتفعت لهذه الدورة، هي من كشفت "سر الهدوء الإعلامي الحذر" للدورة الصيفية الحالية، في الوقت الذي سجلت شكاوى الطلبة وذويهم أدنى مستويات لها مقارنة بالدورتين الماضيتين.
غير أن الوزارة التي انتهت مبكرا من تصحيح دفاتر إجابات "التوجيهي"، الاثنين الماضي، بواقع 10 أيام عن الموعد الذي حددته خطة الوزارة لعقد الامتحان، اختارت تأجيل موعد إعلان النتائج إلى الأيام العشرة الأول من شهر آب (اغسطس) المقبل.
المصادر عزت ذلك إلى تشكيل لجنة وزارية فنية تربوية ستقوم بتدقيق العلامات لأكثر من مرة، وذلك لضمان الدقة وعدم حدوث أزمة أخرى تماثل أزمة النتائج الإلكترونية التي وقعت في الدورة الشتوية الماضية.
وصنفت اللجنة الوزارية الفنية التربوية، أعمالها، إذ خصصت للجانب الفني حدودا معينة، تتمثل في تحميل العلامات على الشبكة العنكبوتية والبرامج الخاصة، وإجراء أكثر من فحص للتأكد من صحة العمليات.
أما الجانب التربوي فيعنى بالتأكد من تطبيق تعليمات شهادة الثانوية العامة، بسائر تفاصيلها، وتحديدا جمع المباحث التي تحمل أكثر من مسار، مع التأكد من جمع العلامات لتلك المباحث وتقسيمها، وتحديد الصفة النهائية للمتقدم لها، تمهيدا لإعلان النتائج النهائية.
وكانت الدورة الشتوية الماضية لامتحانات "التوجيهي"، سجلت أزمة بعد وقوع خطأ في النتائج الإلكترونية لطلبة الدراسة الخاصة، ما أدى إلى تأجيل إعلان النتائج حتى يتسنى التأكد من تطابق النتائج الورقية مع الإلكترونية.
وبالعودة إلى ما حملته "بشرى" ارتفاع نسب النجاح في "التوجيهي"، يتضح أنها جاءت بمثابة رد صريح على ملاحظة مراقبين أشاروا إلى تقلص مساحة خبر امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" على ورق الجرائد، ومن على أثير الإذاعات وبث الفضائيات، أثناء انعقاد الدورة الصيفية الحالية للامتحانات.
وفي خضم ما كان متعارفا عليه من تنافس شديد على "خبر التوجيهي" في الإعلام المحلي، جاءت الدورة الحالية، مخالفة لسابقاتها، إذ ووجهت بـ "فتور إعلامي" بدا لافتا حيال الخبر الأكثر مقروئية في الصحف، وفق متابعين.
وهذا "الفتور الإعلامي" عزي إلى "أزمة التصريحات" التي رافقت الدورة السابقة، على إثر الخطأ الذي لحق بالنتائج الإلكترونية، و"تضارب التصريحات"، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران، وقتها، إلى سحب "صلاحيات التصريحات" من الإدارات كافة، وحصر الأمر بالوزير نفسه، في الوقت الذي حيدت فيه الإدارات المختصة نفسها عن التصريح، معللة الأمر بكتاب سابق لوزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم بدران "يحظر فيه على الإدارات التصريح للإعلام".