توفي .. "حذيفة" بعد ان قضى 17 يوما في حالة غيبوبة بمركز العناية الحثيثة بمستشفى الاسراء جراء حادث سيارة خطفته من يد والده الكفيف الدكتور عبد الكريم الصلاحين على طريق وادي شعيب – يرقا خلال عودتهما الى المنزل بعد اداء صلاة العشاء في مسجد البلدة .
كان الفقد صعبا والاخذ شديدا على نفس الاب الصابرالمحتسب ولده عند الخالق جل وعلا ... بكى ابوحذيفة بقلب حزين هز مشاعر المشيعين .. ذرف دمعا مدرارا من عينيه المكفوفتين وهو يودعه الوداع الاخير بعد مواراة جثمانه الطاهر في مقبرة يرقا . كيف لا يبكي فلذة الكبد الوحيد ورفيق دربه الامين ..فانوس الليل الذي يضيء ظلمة طريقه ... وعصاه التي يتوكأ عليها من العثرات في مماشي النهار ؟؟.. كان حذيفة 18 عاما نعم الابن البار الودود الرحوم بوالديه ...
ومنذ صغره كان يرافق اباه في حله وترحالة , واعتادت الناس على الدكتور عبد الكريم وحذيفة بجانبه يمسك بيده يقوده الى كل مكان يقصده ..البلدة .. المسجد .. السوق .. المدرسة التي كان يدرس فيها ..وكان يرافقه عند المشاركة في المناسبات ..
لقد كان حذيفة ملبيا مطيعا لوالده .. لا يفارقة الا عند ذهابه الى لمدرسة او النوم ..هذا ما قاله لوكالة الانباء الاردنية عضو بلدية السلط عن منطقة يرقا احمد عودة الصلاحين "’ ابو انس " . واضاف انه القدر ولا اعتراض عليه.. مصابنا كبير، ولكن مصاب ابي حذيفة اكبر الذي صبر كثيرا في هذه الدنيا حيث كان مثابرا ومجتهدا رغم فقدانه لبصره الذي انعم الله عليه بالبصيرة في القلب ..
كان الامام في المسجد والمعلم في المدرسة وبعدها الاستاذ في جامعة البلقاء التطبيقية والاب العطوف على ابنائه واقاربه وخير رفيق لكل ابناء القرية . واشار ابو انس الى ان "حذيفة" كان يمثل حالة البر بالوالدين والقدوة لابنائنا في القرية وفي كل مكان ويحظى باحترام الجميع و محبتهم ولذلك بكته الناس وحزنت علية كثيرا .
وقال المحامي محمد العبادي من سكان بلدة يرقا انه اول من وصل الى مكان حادث دهس حذيفة في اثناء عودته من عمله في عمان وعند وصوله مكان الحادث كان الدكتور عبدالكريم يبحث عن ابنه حذيفة في وسط الشارع ويحوم في مكانه في حالة يقشعر لها البدن .
واضاف اخذت بيده وهدأت من روعه وبعدها عثرنا على حذيفة بعيدا عن الطريق بحوالى سبعة امتار وهومضرج بدمه وغائب عن الوعي . واشار الى انه فوجىء بان السائق الذي صدم حذيفة كان في حالة غيبوبة من الصدمة ايضا .. وبعدها حاولت اسعاف حذيفة ولم استطع حمله وحدي فاتصلت بالدفاع المدني الذي نقله الى مستشفى السلط ثم الاسراء نظرا لحالته الصحية الخطرة ومكث 17 يوما في العناية الحثيثة واليوم عادت روحه ـ رحمه الله ـ الى بارئها.
وقد شيع اهالي محافظة البلقاء ومحافظات مجاورة جثمان الشاب حذيفة عبد الكريم الصلاحين في جنازة مهيبة تحركت من مركز الطب الشرعي في مستشفى الجامعة الاردنية الى مقبرة بلدة يرقا حيث دفن هناك.
لقد ادمى حادث دهس حذيفة قلب قرية يرقا البالغ عدد سكانها حوالي عشرة الاف نسمة, وتقع على بعد 9 كلم من مدينة السلط قبل ان يبكيها موته.
حذيفة الصلاحين الابن الوحيد للدكتور الضرير عبد الكريم الصلاحين مدرس الشريعة في جامعة البلقاء التطبيقية تعرض للدهس من قبل سيارة مسرعة تركته بين الحياة والموت أثناء مرافقته والده الضرير لاداء صلاة العشاء في مسجد البلدة, وما زال حتى اللحظة
ولازم الدكتور ابو حذيفة سرير حذيفة في مستشفى الاسراء منذ دخوله في غيبوبة لم يكتب له النجاة منها.
ونقل عن أبي حذيفة قوله وهو يمسد على رأس ابنه فاقد الوعي: لقد زادت الظملة في عيني .. وقد حرمتك من المهد والطفولة عندما كنت تلازمني لا تفارقني هاديا للمساجد ورفيقا.ولازم الدكتور ابو حذيفة سرير حذيفة في مستشفى الاسراء منذ دخوله في غيبوبة لم يكتب له النجاة منها.
ونقل عن أبي حذيفة قوله وهو يمسد رأس ابنه فاقد الوعي: لقد زادت الظملة في عيني .. وقد حرمتك من المهد والطفولة عندما كنت تلازمني لا تفارقني هاديا للمساجد ورفيقا.
وحين قضى ابنه الوحيد، قال الوالد الضرير الشيخ: الآن فقط أصبحت أعمى.
* رثاء الوالد الضرير المفجوع
وقد عبر والده الضرير الشيخ عبدالقادر الصلاحين الذي يعمل اماما في أحد المساجد بالمنطقة عن بالغ حزنه لهذا المصاب الجلل وفقدانه لرفيق دربه ابنه حذيفه الذي كان يقوده للصلاة يوميا .
فكانت هذه القصيدة المؤثرة:
الى حذيفه
حذيفة صحبتني بضعة عشر عاما ضريرا .
ولازمتك بضعة عشر يوما طريحا .
كنت اخا ورفيقا وصديقا وحيدا غائبا ورحيما .
كنت عيناي اللتان اودعهما الله فيك نورا اتلمس فيك الطريقا .
حرمتك من المهد والطفولة تلازمني لا تفارقني هاديا للمساجد ورفيقا .
دعوت لك الرحمن صائما شفاء طالبا المولى لك شفيعا .
وضاعت مني عيناي فيك وزادت العتامة حلكة وسوادا .
يا بني المؤمنون اشد بلوة ويسلموا بقدر الله تسليما .
وحسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعينا .
اعاهدك لاشق شما كل طريق صحبتني اليها زمنا طويلا .
حتى وان اتت في غيابة ونزلت واديا سحيقا .
دروب ارتسمت خطانا فيها كانت للمساجد والخير سبيلا .
انا لله وانا اليه راجعون