كشفت وثائق خاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين هو الذي أصر على أن يعطي انطباعًا حتى آخر لحظة قبل غزو العراق بأن بلاده تمتلك أسلحة دمار شامل، بسبب رغبته في ألا يظهر في موقف الضعيف أمام أعدائه خاصة إيران المجاورة.
وقال عميل "إف بي آي" جورج بيرو الذي استجوب صدام حسين: "الرئيس السابق اعتقد أن العراق مهدد من قبل أطراف أخرى في المنطقة، ومن ثم فقد فضل أن يبدو في صورة القادر على حماية نفسه".
قلق صدام حسين من أطماع إيران في العراق:
وأوضحت تقارير ووثائق "إف بي آي" التي كشف عنها بموجب قانون حرية المعلومات أن صدام أكد كونه أكثر قلقًا بشأن اكتشاف إيران نقاط ضعف العراق وقابليته للتعرض للهجوم من العواقب المترتبة عن ذلك.
ووفقًا للوثائق التي حصل عليها ووزعها أرشيف الأمن الوطني، وهو معهد غير حكومي للأبحاث فإن صدام حسين كان يرى أن مفتشي الأمم المتحدة سيحددون للإيرانيين مواطن ضعف العراق بدقة.
وقد قام بيرو بإجراء عشرين استجوابًا رسميا وخمسة حوارات غير رسمية على الأقل مع الرئيس العراقي السابق الذي اعتقل في ديسمبر من عام 2003 .
وكان صدام الذي أطلقت عليه السلطات الأمريكية "المعتقل الهام رقم واحد" يرى أن إيران هي أخطر عدو يهدد أمن واستقرار العراق.
وأشارت الوثائق إلى أن هذه الحوارات جرت ما بين فبراير ويونيو عام 2004 بين صدام وعملاء "إف بي آي" يتحدثون العربية في زنزانة كان يحتجز بها في مطار بغداد.
صدام نفى علاقته ببن لادن وأكد صداقته مع بيونج يانج:
ونفى صدام أي علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وصفه بـ"المتعصب"، لكنه أكد أن كوريا الشمالية كانت أكبر حليف محتمل له في وقت الحاجة.
وكشف صدام أنه المسئول عن أوامر إطلاق صواريخ سكود على الكيان الصهيوني أثناء حرب الخليج في 1991، وقال: "إسرائيل وتأثيرها على الولايات المتحدة سبب كل مشاكل العرب".
ونفى صدام صحة المزاعم عن أنه يستخدم بديلاً يشبهه تمامًا، وأكد أن هذه "خرافات"، مشيرًا إلى أنه لم يستخدم الهاتف إلا مرتين منذ 1990، وأنه كان يجري كل اتصالاته من خلال مبعوثين.
وأعدم صدام حسين في ديسمبر عام 2006 بعدما أدانته محكمة عراقية بارتكاب جرائم حرب عام 1982 إثر فشل محاولة لاغتياله.