سيظلُ ذكرُكَ يا أبا سطام
ورداً يفوحُ على مدى الايامِ
الخيلُ تسألُ عنكَ وهي حزينةٌ
والليلُ منذُ رحلتَ .. مَحْضُ ظلامِ
والسيلُ غادَرَهُ الحمامُ ولم تَعُدْ
في الهيلِ رائحةٌ لأيِ غرامِ
والشِعرُ يسألُ عنكَ والنهرُ الذي
لكَ فيه نَهْرُ دَمٍ وحقلُ عِظامِ
والأهلُ - اهلُ العزم - يسألُ يومُهُمْ
غَدَهُمْ: أما للبدءِ فصلُ خِتام؟!
الغاصبون المجرمون تَجّبروا
فيهم .. فهل في الجمر بَعْضُ ضِرامِ؟!
هل ثَمَّ كفٌ لا يزال لنبضها
نبضٌ .. وهل ما زال شبه حُسامِ؟!
فيجيبُ باب الوادِ عادَ وانَّهُ
وعْدٌ لقاءُ السَّيْفِ بالظلامِ!
عادَ الجنوبيُّ الذي كان اسمُهُ
ذُعْرَ العدا .. ونشيدَ كلِّ هُمام
ليعانق الاقصى وكم من مُهجةٍ
سقطتْ لنا في دُرةِ الاسلام!
وتودُّ لو رَجَعَتْ لتسقطَ ثُمَّ لو
رَجَعتْ لتسقطَ في اعز مقامِ!
***
يا راعيَ الزَّرقا ويا خيّالها
سَلّمْ على الاخوالِ والاعمام
سَلّمْ على القَمَريِن من شُهدائنا
وصفي، وهزاعٍ أَحرَّ سلام
واطْبَعْ على هام الحُسَينِ نديةً
قُبُلاتِ مُشْتاقٍ لأشرفِ هامِ
يا فارس الفرسانِ كم واجهتَ من
غَدْرٍ، ومن قهرٍ، ومن إيلامِ
وصمدتَ حتى للرّدى، فهزمتَهُ
في ألفِ معركةٍ، وألفِ صِدامِ
وَوَدِدْتَ مثلَ ابن الوليد نوالَهُ
ما بين طَعْنِ قَنا، وضرب سهام!
لكنها الاقدارُ لا استئخارُها
يُنْجي .. ولا تأتي بالاستقدامِ!
***
يا فارس الفُرسان حولَكَ كُلُّهمْ
من جَعْفرِ الطيار .. للقسّام
من مؤتة حتى الخليل ومن رُبى الـ
قُدسِ الشريف الى شعاب الشامِ
وأكادُ أسمعُهُ : صليلَ سيوفهم
وأكادُ أَشْهدُها: خُطى الاقدامِ
بَلّغهمُو منا السَّلامَ وقل لهم:
كم من صلاح الدين في الأرحامِ!
قُلْ: إنّ ارضاً اطْلعتْ من جُرْحِها
قَمْحاً .. سَيَسْقيها أعزُّ غَمامِ..
قَدَرُ التُرابِ الأُردني على المدى
أنْ يُفْتدى بأعزّةٍ وكرامِ..
***
يا رَبةَ الفُرسانِ اعطيت الحمى
جيشاً من الفُرسانِ والاعلام
ولقد كَفَيْتِ وقد وَفَيْتِ فإنْ انا
قَصَّرتُ في بوحي وشَرْحِ هُيامي
فلأن حابس فوق ان ارثيه او
ابكيه او يكفيه كُلُّ كلامي..
ولقد بدأتُ انا القصيدةَ فليكُنْ
مِنْك النهايةُ يا أبا سَطّامِ!
مهداة الى روح المشير حابس المجالي
حيدر محمود