هي موطـــــنُ التاريخِ والأحرارِ
هي في المدائن أطولُ الأعمارِ
هــــي قلعــةٌ لم ينكشف ستر لها
ومحاطـــــــةٌ بالعزِّ والأسوارِ
هي قبل أن يأتي المسيح ولم تزل
أبراجهــــا تحكي عن الأخبار
كم أمـــــة عاشت بهــــا بصماتها
عنهــــا تحدث روعة الأخبار
في كــــــل شبر بصمـــة وإشارة
ونقوشهـــــا سفر من الأسرار
عن كل شعب عاش في جنباتهــا
وبنــــى وعمر أروع الإعمار
شهدت ممالك من قديم عهودهــا
حكمت بلاد العرب والأمصار
هي لم تزل أسطورة بشموخهــا
هــــي موطن للعــــز والأخيار
وتطل قلعتها علـــــى واد جرت
فيـــــه المياه بصوتهـــا الخرار
فلعين سارة نكهــــــة كركيـــــة
ومحاطــــــــة بالورد والأزهار
وقت الصباح خرير ماء ينتشي
من صوت أطيار على الأشجار
كم فاتح عصيت عليــه تخومها
هزمتـــه مُِّرغ رأســـــــه بالعار
نقشت على أسوارها تاريخهــا
تاريخ عــز دائـــــم وفخـــــــار
ورجالها كانوا الأشاوس دائمـا
لــــــم يرضخوا لمغامر سمسار
كم حوصروا وتقطعت أرزاقهم
لكنهـــــم صمدوا علــى الأسوار
ردوا الغزاة وأجهضوا أحلامهم
وتكللـــت أبراجهــــــم بالغـــــار
كرك المحبة لم تزل كعروســـة
تزهــــــو بحب رجالهـــا الأبرار
أبوابها مفتوحــــــة وبيوتهــــــا
لضيوفهـــــــا الآتيــــــن والزوار
شعر نزيه القسوس